أعراض ارتفاع هرمون الجاسترين وعلاجه | “متلازمة زولينجر اليسون”
بقلم د. مي هشام
متلازمة زولينجر اليسون إحدى المتلازمات نادرة الحدوث، ليست معروفة لأغلب الأطباء ولا تحدث كثيرًا.
ينتج عنها أورام علي البنكرياس والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة ( الإثنى عشر)، وتسبب هذه الأورام إفراز الحمض بكثرة داخل المعدة، وتؤدي إلى تقرحات هضمية شديدة.
في هذا المقال سنتحدث عن متلازمة زولينجر اليسون وأسبابها وأعراضها وطرق العلاج.
أعراض ارتفاع هرمون الجاسترين “zollinger-ellison syndrome”
تُعد متلازمة زولينجر اليسون مرضًا نادر الحدوث، تنشأ نتيجة لوجود أورام علي البنكرياس والأمعاء الدقيقة (الإثنى عشر)، ويطلق عليها اسم أورام الجاسترين (Gastrinoma).
تؤدي أورام الجاسترين إلى إنتاج كميات كبيرة من الحمض داخل المعدة، مما ينتج عنها تقرحات هضمية.
تتشابه أعراض هذه المتلازمة مع تقرحات المعدة العادية بما فيها من ألم شديد بين الحين والآخر في المعدة.
عندما تكون المعدة فارغة من الطعام تبدأ الآلام في الظهور، وتتكرر أيضًا في أواخر الليل في أثناء النوم.
تصاحب متلازمة زولينجر اليسون بعض الأعراض الأخرى، مثل:
- فقدان الشهية.
- القيء.
- الإسهال.
- الغثيان.
- التجشؤ.
- فقدان الوزن الملحوظ.
في الغالب العلاجات المُتبعة لعلاج تقرحات المعدة تتشابه مع العلاجات المستخدمة لعلاج تلك المتلازمة.
الارتجاع المعدي المريئي
يُعد الارتجاع المعدي المريئي ضمن أعراض متلازمة زولينجر اليسون، ولكنها لا تحدث لجميع الأشخاص.
يعرف المريء بأنه أنبوب عضلي ينقل الطعام والسوائل إلى المعدة، ويحدث عندما تتدفق محتويات المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى الشعور بألم وحرقان في منتصف الصدر.
هناك بعض الأعراض التي تحدث للأشخاص ويجب عندها التحدث إلى الطبيب فورًا، ومنها:
- ألم في الصدر مستمر.
- دم أحمر أو أسود في البراز.
- ألم شديد ومستمر في المعدة.
- دم عند القيء.
تدل بعض الأعراض على وجود مشكلات صحية خطيرة مثل:
- نزيف داخلي بالمعدة عندما يسبب حمض المعدة نزيفًا في وعاء دموي بداخلها.
- ثقب في الاثنى عشر نتيجة القرحة الهضمية.
- انسداد مسار الطعام وارتجاع شديد نتيجة القرحة الهضمية.
لا تحدث متلازمة زولينجر اليسون في سن أو فئة معينة من البشر، ولكن تحدث غالبًا بين الفئة العمرية ما بين 20 إلى 50 عامًا.
علاج متلازمة زولينجر اليسون “zollinger-ellison syndrome”
يمكن علاج متلازمة زولينجر اليسون عن طريق ثلاث سبل، ولكن وفقا لحالة المريض، وهي:
1- الأدوية: تقلل هذه الأدوية حمض المعدة، إذ تستخدم فئة من الأدوية تُسمى مثبطات مضخة البروتون (PPIs) وهي:
- إيسوميبرازول (نيكسيوم).
- لانسوبرازول (بريفاسيد).
- بانتوبرازول (بروتونيكس).
- أوميبرازول (بريلوسيك أو زيجريد).
- ديكسلانسوبرازول (ديكسيلانت).
تستخدم هذه الأدوية للتقليل من حمض المعدة والتخفيف من حدة التقرحات الهضمية.
2- الجراحة: يلجأ الطبيب إلى الجراحة لاستئصال الأورام الجاسترينية، لأنها أحيانًا تنتشر في أجزاء كثيرة في الجسم، وخاصةً في العظم والكبد، ويصعب استئصال الأورام صغيرة الحجم.
3- العلاج الكيميائي: يلجأ الطبيب إلى أدوية العلاج الكيميائي عند فشل استئصال الأورام الجاسترينية، وخاصةً صغيرة الحجم، ومن أمثلة هذه الأدوية:
- ستربتوزوتوسين (زانوسار).
- 5-فلورويوراسيل (Adrucil).
- دوكسوروبيسين (دوكسيل).
كيفية تشخص متلازمة زولينجر اليسون
يمكن تشخيص zollinger-ellison syndrome بالطرق الآتية:
1– التاريخ الطبي للعائلة
متلازمة زولينجر اليسون هي متلازمة وراثية في الأصل تنتقل عبر أجيال العائلة الواحدة، وتنتقل إلى السيدات والرجال على حد سواء، ولا تحدث في سن معين وقد تصيب الأطفال أيضًا.
يجب على الطبيب معرفة التاريخ الطبي والعائلي للمريض وتحديد العلاج المناسب عند إصابة أحد بهذه المتلازمة.
2- الفحص الطبي للمريض
هذا ما يفعله الطبيب في العيادة فهو يفحص المريض ويضغط في أماكن معينة لتشخيص الحالة جيدًا.
3- فحص الدم
ينصح الطبيب بإجراء فحص الدم من خلال قياس نسبة الجاسترين لتسهيل عملية التشخيص.
إذا كانت النسبة أكبر بعشرة أضعاف المعدل الطبيعي هذا دليل على الإصابة بمتلازمة زولينجر اليسون.
هناك طريقة أخرى تستخدم لمعرفة نسبة الجاسترين في الجسم والكشف عن المتلازمة وهي إعطاء هرمون السكرتين خارجيًا فهو يزيد هرمون الجاسترين، وبعد ذلك سحب هرمون السكرتين عن طريق الوريد وقياس نسبة الجاسترين مرة أخرى.
إذا لوحظ زيادة نسبة الجاسترين فهذا يُعد دليلًا على الإصابة بالمرض.
4- فحص الجزء العلوي للجهاز الهضمي
يفحص الطبيب الجزء العلوي للجهاز الهضمي الذي يشمل المريء والمعدة والاثنى عشر باستخدام منظار داخل أنبوب طويل ومرن وبه إضاءة وكاميرا ليسهل فحص الجهاز الهضمي، إذ يخدَر المريض قبل عملية المنظار عن طريق الحقن الوريدي.
5- الفحوصات التصويرية
- الأشعة المقطعية: تكشف الأورام والتقرحات الموجودة في المعدة والاثنى عشر والبنكرياس، ولا تتطلب تخدير المريض.
- الرنين المغناطيسي: يكشف الأعضاء الداخلية والأنسجة الرخوة داخل الجسم من المريء، وقد تحتاج بعض الحالات إلى تخدير إذا كان الشخص خائفًا بشدة.
- موجات فوق صوتية بالمنظار: يعرف باسم منظار التصدع الداخلي يصور فيه البنكرياس من الداخل للكشف عن الأورام، إذ يمر أنبوب مرن بعد تخدير المريض عبر المريء ليصل إلى العضو المراد فحصه.
- تصوير الأوعية الدموية: هو نوع من الأشعة السينية عن طريق القسطرة، إذ يمرر أنبوب رفيع ومرن من الفخذ عبر الشريان الرئيسي ومنه إلى الشريان المراد فحصه.
يستخدم اختصاصي الأشعة وسيط التباين بواسطة القسطرة لتظهر بوضوح في الأشعة السينية، ولا يحتاج إلى تخدير ولكن مسكنات لتهدئة المريض.
- التصوير الوميضي لمستقبلات السوماتوستاتين: يعرف هذا الاختبار باسم اُكتيروسكان (Octreoscan).
يُحقن الشخص بمادة مشعة تتحرك في مجرى الدم وتعمل على انتقاء الخلايا السرطانية، وتضيء الخلايا الملونة عند فحصها، وذلك باستخدام كاميرا جاما.
يستخدم هذا التصوير للكشف عن الأورام الجاسترينة، في حالة صغر حجمها أو صعوبة الكشف عليها.
- قياس نسبة الحمض داخل المعدة: تؤخذ عينة من حمض المعدة التي ينتجها الشخص وقياسها معمليًا، إذ يوضع أنبوب يمر عبر الأنف والحلق ويصل إلى المعدة وتُسحب منه عينة الحمض المعدي لقياسها.
أسباب متلازمة زولينجر اليسون
يرجح العلماء أن zollinger-ellison syndrome تحدث لأسباب غير واضحة، ولكن معظم أورام المعدة بنسبة 25 إلى 30% تنشأ نتيجة اضطراب وراثي، والذي يعرف بأورام الغدد الصماء المتعددة 1(MEM1 Type1).
من الشائع أن المعدة تبتلع الطعام والسوائل بداخلها، وبعدها يًخلط الطعام مع العصارة الهضمية وبعدها يتحرك ببطء إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة؛ إذ يهضم الطعام.
إضافةً إلى ذلك، يلعب البنكرياس دورًا مهمًا في هضم الطعام، وتكسيره عن طريق إنتاج هرمون الأنسولين المسئول عن تنظيم نسبة السكر في الدم.
نتيجة لذلك فإن الحمض الزائد عن الحاجة يؤدي إلى حدوث تقرحات وأورام في البنكرياس والأمعاء.
ما أورام الغدد الصماء المتعددة النوع الأول؟
هو اضطراب وراثي نادر الحدوث يؤثر في إفراز الهرمونات من الغدد الصماء.
تتحكم الغدد الصماء في كثير من الهرمونات في أجزاء مختلفة من الجسم منها الغدة النخامية، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي.
يؤثر مرض أورام الغدد الصماء المتعددة في البنكرياس وبعض أجزاء الجهاز الهضمي منها المعدة والاثنى عشر.
فيؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الجاسترين والذي بدوره يزيد الحمض داخل المعدة ويسبب عديد من التقرحات على المعدة والاثنى عشر، وأيضًا تؤثر هذه الأورام في البنكرياس مؤديةً إلى زيادة في إفراز هرمون الأنسولين وقلة السكر في الدم.
في نهاية المقال يجب أن ننوه على أهمية الكشف المبكر عند حدوث أحد أعراض قرحة المعدة، وسؤال الطبيب على العلاج المناسب، وأيضًا معرفة التاريخ المرضي للعائلة في حالة كانت متلازمة زولينجر اليسون وراثية أم لا عفانا الله جميعًا منها.