علاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة بالأعشاب | تجربتي مع سيبو
فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (سيبو SIBO) قد يسبب أمراضًا خطيرة، ويرجح العلماء وجود رابط بين حدوث الأمراض وصحة الأمعاء “Gut brain axis”.
قيل قديمًا “المعدة بيت الداء والصحة”، فقد يؤثر فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة على الجهاز الهضمي.
وسنتطرق في هذا المقال لنثبت مدى صحة هذه المقولة ولمعرفة كيفية التخلص من البكتيريا الضارة لصحتنا وعلاج السيبو بالأعشاب من خلال تجربتي مع مرض سيبو.
أعراض فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (السيبو)
تتشابه أعراض مرض SIBO مع بعض أعراض الأمراض الأخرى، وتؤثر تأثيرًا رئيسيًا في القناة الهضمية، ومن أعراض وجود بكتيريا في الأمعاء الآتي:
- انتفاخ البطن والغازات بعد الوجبات “خاصةً بعد تناول الكربوهيدرات والألياف والسكريات”.
- براز رخو مزمن أو إسهال.
- براز ناعم كريه الرائحة به مخاط.
- التعب (بسبب سوء امتصاص فيتامين ب 12).
- نقص التغذية بالرغم من تناول المكملات.
- فقدان الوزن.
- وجع البطن.
- عسر الهضم.
- اضطرابات نفسية.
تجربتي مع مرض سيبو SIBO
تروي إحدى السيدات تجربتها وتقول أنها شعرت بالراحة بعد اتباع نظام غذائي خاص لعلاج SIBO، إذ إنها اعتمدت الآتي:
- تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا ومغذيًا.
- تناول وجبات صغيرة متكررة، لتجنب وجود كثير من الطعام في المعدة.
- تجنب منتجات الجلوتين لتقليل الاضطرابات الهضمية.
وأخبرت أن ذلك كان أفضل علاج للسيبو بعد تجربة أنظمة أخرى من قبل.
الفرق بين السيبو والقولون العصبي
تتشابه أعراض كل منهما، إلا أن السيبو يصيب الأمعاء الدقيقة والقولون العصبي يؤثر في الأمعاء الغليظة. وتوجد فحوصات لتأكيد الإصابة بالسيبو.
وفقًا للدراسات يعد ريفاكسيمين أفضل علاج للسيبو والقولون العصبي.
تشخيص فرط النمو البكتيري في الأمعاء SIBO
هناك ثلاث طرق رئيسية لتشخيص SIBO:
أولًا: اختبار التنفس (تحليل SIBO)
يعد اختبار التنفس بالهيدروجين طريقة اختبار تشخيصية سريعة وغير جراحية وآمنة.
يشرب المريض مشروبًا سكريًا وخلال الساعات الثلاث التالية يتنفس في بالون كل 15 دقيقة، ويخضع الهواء للاختبار لمعرفة ما إذا كان يحتوي على مستويات عالية من الهيدروجين أو الميثان، ويعد ذلك مؤشرًا لسوء الهضم.
ومع ذلك، لا يعد هذا الاختبار دقيقًا نظرًا لوجود أسباب أخرى لسوء الامتصاص إلى جانب فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، ونظامك الغذائي واستخدام الأدوية في الأسابيع السابقة للاختبار قد يغير النتائج.
وجب التنويه أنه لا يُمكن إجراء الاختبار بعد الخضوع لإجراء تنظير القولون أو تلقي حُقنة الباريوم الشرجية، أو أي فحص آخر يتطلب تلقي محلول من شأنه تحضير الأمعاء وتفريغها.
وذلك لأن أيٍ من هذه الإجراءات يؤدي إلى تنظيف الأمعاء من البكتيريا، ولذلك ينبغي الانتظار مدة 4 أسابيع قبل إجراء اختبار الهيدروجين للسماح للبكتيريا بالتكوُّن والنمو من جديد.
ثانيًا: سحب عينة من الأمعاء الدقيقة Jejunal Aspiration
يستخدم المنظار لأخذ عينات من سائل الأمعاء الدقيقة لفحصها، لكنه مكلف ويستغرق وقتًا طويلاً، ويعد آمنًا إلا أنه ينطوي على مخاطر أكبر من اختبار التنفس.
يمكن أن يوفر الفحص معلومات واضحة بشأن المحتوى البكتيري للأمعاء الدقيقة، ولكن يحتمل وجود أسباب أخرى للنمو البكتيري الزائد، بما في ذلك العدوى.
ثالثًا: تجربة المضادات الحيوية
تتضمن طريقة التشخيص الأخرى بدء العلاج بالمضادات الحيوية وتقييم الاستجابة، ولكن يجب عليك إخبار الطبيب على الفور إذا زادت الأعراض سوءًا في أثناء تناول المضادات الحيوية.
قد يطلب الطبيب الفحوصات الآتية أيضًا للتشخيص:
- اختبارات كيمياء الدم (مثل مستوى الألبومين).
- صورة الدم الكاملة (CBC).
- اختبار الدهون في البراز.
- تنظير الأمعاء الدقيقة.
- فحوصات مثل الأشعة السينية أو المقطعية أو الرنين المغناطيسي للتأكد من صحة الأمعاء.
- اختبارات الدم للتحقق من فقر الدم أو نقص الفيتامينات.
- اختبارات البراز التي توضح نسبة الدهون التي يمتصها الجسم.
أدوية علاج السيبو والغازات المفرطة
لا يوجد أدوية لعلاج مرض سيبو محددة، بل يختلف علاج الحالة وفقًا للأعراض والتأثيرات التي تعانيها، وسنتطرق لكل خيار من العلاجات بالتفصيل.
أولا: المضادات الحيوية
يمكن استخدام بعض المضادات الحيوية للسيطرة على البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، ويعد ريفاكسيمين Rifaximin أحد المضادات الحيوية الأكثر شيوعًا لعلاج SIBO.
قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا مختلفًا بناءً على الأعراض.
ثانيًا: علاج الحالة الطبية الأساسية
إذا كانت لديك مشكلة طبية أدت إلى فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، فإن علاجها يعيد توازن البكتيريا.
ثالثًا: المكملات الغذائية
قد تحتاج إلى تعويض السوائل أو الفيتامينات أو المعادن في حالات الجفاف وسوء الامتصاص.
ينبغي تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب 12، والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد والزنك والنحاس، والفيتامينات أ & د & هـ، فعادةً يعاني المصابون بالنمو البكتيري الزائد نقصها.
علاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (السيبو) بالأعشاب
تعد كبسولات زيت النعناع أحد المكملات الغذائية الأكثر شيوعًا لعلاج النمو المفرط للبكتيريا في الأمعاء الدقيقة، وتوصف عادةً من شهر إلى ستة أشهر.
تشمل مضادات الميكروبات العشبية الأخرى المستخدمة لعلاج مرض سيبو بالأعشاب ما يلي:
- مستخلص بذور الجريب فروت.
- كبسولات زيت الأوريجانو.
- الثوم.
- مستخلص أوراق الزيتون.
دور البروبيوتيك في علاج فرط نمو البكتيريا SIBO
يمكن أن يساعد تناول البروبيوتيك البكتيريا الموجودة في أمعائك على العودة إلى طبيعتها.
أثبتت دراسة أن العلاج بالبروبيوتيك أكثر فاعلية في علاج SIBO من المضادات الحيوية، ومع ذلك نحتاج مزيدًا من الدراسات لتأكيد ذلك.
نظام غذائي من الطب البديل لعلاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء (حمية السيبو)
وفقًا لأطباء الطب البديل، ينقسم العلاج الطبيعي لثلاثة أجزاء، هم:
- التخلص من البكتيريا الضارة في الأمعاء الدقيقة، باستخدام الأعشاب مثل زيت النعناع.
- استبدال البكتيريا السيئة بالبكتيريا النافعة مثل البروبيوتيك والإنزيمات الهاضمة.
- الالتزام بنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، لأن البكتيريا تتكاثر بسرعة مع تناول الكربوهيدرات.
ماذا يأكل مريض السيبو؟
ينبغي اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون ونسبة أقل من الكربوهيدرات والألياف، لأن الدهون تُمتص مباشرة دون الحاجة إلى إنزيمات هضمية.
يُنصح باستخدام الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة، مثل زيت جوز الهند، للأشخاص الذين يعانون فرط نمو البكتيريا SIBO أو سوء الامتصاص.
أسباب فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة
لا تحتوي الأمعاء الدقيقة كثير من البكتيريا، وعند زيادتها تستهلك العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، مما يسبب سوء التغذية وتلف بطانة الأمعاء الدقيقة.
تشمل الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة ما يلي:
- مضاعفات الأمراض أو الجراحة التي تخلق جيوبًا أو انسدادًا في الأمعاء الدقيقة، ويعد مرض كرون أحد هذه الحالات.
- الأمراض التي تؤدي إلى مشكلات الحركة في الأمعاء الدقيقة، مثل داء السكري وتصلب الجلد.
- نقص المناعة، مثل الإيدز أو نقص الجلوبيولين المناعي.
- متلازمة الأمعاء القصيرة الناتجة عن الاستئصال الجراحي للأمعاء الدقيقة، مما يؤثر في وظيفة الأمعاء.
- رتج الأمعاء الدقيقة: تحدث أكياس صغيرة وأحيانًا كبيرة في البطانة الداخلية للأمعاء، فتسمح بنمو كثير من البكتيريا.
- الإجراءات الجراحية التي تخلق حلقة من الأمعاء الدقيقة حيث تنمو البكتيريا الزائدة، مثال على ذلك هو نوع بيلروث II لإزالة المعدة (استئصال المعدة).
- بعض حالات القولون العصبي.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى نقص إنزيمات البنكرياس والإجهاد وقلة الألياف الغذائية، وبعض الأدوية مثل المنشطات والمضادات الحيوية وحبوب منع الحمل.
كيف يحدث فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة (SIBO)؟
تعيش أغلب ميكروبات الأمعاء في الأمعاء الغليظة، وتساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية وحماية بطانة الأمعاء من المواد الضارة.
لكن عندما تنمو البكتيريا بكثرة في الأمعاء الدقيقة، فإنها تخمر الكربوهيدرات من الطعام وينبعث منها الهيدروجين أو غاز الميثان، مما قد يؤدي إلى بعض الأمراض.
أضرار فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة
إذا تُركت حالة فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى سوء التغذية والجفاف، لذلك يجب تلقي العلاج فورًا لتجنب تلك المضاعفات.
ومن مضاعفات مرض سيبو SIBO:
- نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية.
- الإسهال.
- فقر الدم.
- فقدان الوزن.
- هشاشة العظام.
- حصوات الكلى.
- النزيف أو مشكلات أخرى بسبب نقص الفيتامينات.
- أمراض الكبد.
- التهاب الأمعاء.
بكتيريا الأمعاء والاكتئاب
أجريت دراسة لتحديد دور ميكروبيوم الأمعاء في الصحة النفسية والاكتئاب، وأثبتت وجود رابطًا قويًا للميكروبات في الجهاز الهضمي.
مما أثر على طريقة تفكير الأفراد وعمل محور الأمعاء والدماغ كمسار أساسي في التفكير لإدارة عديد من المشكلات العقلية والأمراض النفسية.
لكن ما زلنا نحتاج مزيد من التجارب المعملية لدراسة ميكروبيوم الأمعاء فيما يتعلق بتكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء أو صفاتها أو تركيزاتها، التي تملي سلوكيات معينة ضمن نطاق الصحة العقلية والمرض.
من جانب آخر إذا أثبتت الدراسات تحديد دور هذه الميكروبات المعوية في طريقة تفكيرنا وبمجرد أن نفهم التفاصيل تمامًا، سنكون قادرين على كسر العوائق في علاج عديد من الأمراض النفسية المستعصية.
في نهاية مقالنا، وجب التنويه أنه لا تتوفر دراسات كافية بشأن علاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، فقد يساعد الالتزام بنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، بالإضافة إلى تناول البروبيوتيك والمكملات العشبية في العلاج.
فلا تهمل -عزيزي القارئ- علاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، حتى لا تصب بمضاعفات خطيرة ونتمنى الاستفادة من تجربتي مع مرض سيبو.