تجربتي مع سرطان الدم | متى يكون مميت؟
يعد سرطان الدم أحد أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان وأكثرها شيوعًا، ويطلق على هذا المرض ”ابيضاض الدَّم“، كما يطلق عليه أيضًا اسم: اللوكيميا (Leukemia). وسنذكر تجربتي مع سرطان الدم من خلال حالات شفيت منه.
تجربتي مع سرطان الدم
أخبر مريض سرطان الدم أنه يصاب بعديد من التغيّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي يعاني تساقط الشعر، والألم، وتغيّرات في الوزن والتعب واضطرابات في الأكل وفقدان السيطرة على عملية التبوّل أو التّبرّز، وقد يصل الأمر إلى إزالة أحد أعضاء الجسم.
وعلى الصعيد النفسي يعاني الشخص المُصاب عديدًا من المشاعر والتّغيرات، فقد يعاني العزلة الاجتماعية، والقلق النفسي والاكتئاب وفقدان الثقة بالنّفس.
متى يكون سرطان الدم مميت؟
ينقسم سرطان الدَّم إلى أنواع اعتمادًا على سرعة تطوّر المرض كما يلي:
- ابيضاض الدَّم الحاد “أخطر أنواع سرطان الدم”: يشير إلى انقسام الخلايا السرطانية البدائية بوتيرة سريعة، لذا فإنّ المرض يتفاقم بسرعة، ويتطلّب تدخلًا علاجيًا قويًا وسريعًا.
- ابيضاض الدَّم المزمن: يُشير إلى انقسام وتكاثُر الخلايا السرطانية البالغة ببطء، ولها قدرة اعتيادية على العمل طوال فترة زمنية معينة.
مريض سرطان الدم كم يعيش؟
تعتمد نسبة الخطورة والشفاء على عدة عوامل وهي:
- عمر المريض: تقل نسبة الشفاء مع ازدياد العمر.
- مشكلات صحية: إصابة المريض مشكلات صحية أخرى تؤثر سلبًا في صحة المريض ونسبة شفائه.
- المرحلة التي شخّصَ بها المريض: هل هي مرحلة مبَكرة يستجيب المريض فيها للعلاج، أم هي مرحلة متقدمة يَصعب استجابة المريض فيها للعلاج.
- نوع الخلايا المُسببة لسرطان الدم.
- انتشار السرطان إلى أماكن أخرى وأين؟
- درجة خطورة الأعراض التي سَبّبها السرطان.
- تختلف نسبة الشفاء أيضًا من مكانٍ لآخر متأثِرة بنوعية وجودة خدمة الرعاية الصحية المُقدمة.
- الإرادة: تُعَد من أهم العوامل المؤثرة في نسبة الشفاء، فقد يَفقد كثير من المرضى إرادتهم ويشعرون بالعجز والضعف، وينعكس سلبًا على صحتهم واستجابتهم للعلاج.
يكثر انتشار أنواع معينة من سرطانات الدَّم في فئات عمرية مختلفة كما يلي:
- يُعد سرطان الدَّم الليمفاوي الحاد هو أكثر الأنواع شيوعًا ويسبب سرطان الدم للأطفال (أقل من 16 عامًا)، ويصيب أيضًا البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين (16-24) عامًا.
- ابيضاض الدَّم النخاعي الحاد هو الأكثر شيوعًا في فئة عمرية ما بين (25-49) عامًا.
- سرطان الدَّم النخاعي وسرطان الدَّم الليمفاوي المزمن يصيب الفئة العمرية من (50-65) عامًا.
- ابيضاض الدَّم الليمفاوي المزمن أكثر شيوعًا لمن تجاوز 65 عامًا من العمر.
هل سرطان الدم خطير؟
يبدأ تأثير سرطان الدَّم بإصابة نخاع العظم، وهو المكان الذي تصنع فيه خلايا الدَّم المختلفة مثل: خلايا الدَّم البيضاء وصفائح الدَّم.
وعند الإصابة بسرطان الدَّم، يبدأ نخاع العظم في إنتاج أعداد كبيرة غير طبيعية من خلايا الدَّم البيضاء التي تسمى ”الخلايا السرطانية“، ومع مرور الوقت تنمو هذه الخلايا سريعًا وتبدأ في مزاحمة خلايا الدَّم البيضاء الطبيعية.
قد يؤدي هذا إلى مضاعفات محفوفة بالخطر مثل: فقر الدَّم والنزيف والالتهابات، ويمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية لتصيب العقد الليمفاوية.
نسبة الشفاء من سرطان الدم
ارتفعت نسب الشفاء مع التطوّر العلمي والطبي الهائل، وابتكار عديد من الطرق الفعّالة في علاج السرطان.
وضع الأطباء عِلاقة بين نسبة الشفاء ومعدلات بقاء المريض على قيد الحياة مدة خمس سنوات من وقت تشخيصهم بسرطان الدم، ومع ذلك فهذا لا يُعد دليلًا قاطعًا لشفاء المريض تمامًا، فقد يتعايش المريض مع السرطان فترة طويلة كمرض مزمن.
أعراض سرطان الدم
تختلف أعراض سرطان الدم بين أنواعها الثلاثة (اللوكيميا، والورم الليمفاوي والورم النخاعي)، وتختلف أيضًا باختلاف عمر المريض ومعدل تطور السرطان (الحاد أو المزمن)، ونوع خلايا الدم الجذعية المصابة (النخاعي أو اللمفاوي) وسنوضح ذلك كما يلي:
أعراض سرطان الدم المبكرة
- التعب الدائم والوهن.
- الحمّى والارتجاف.
- ضيق التنفس خاصةً في أثناء صعود الدرجات أو النشاط البدني.
- ألم العظام والمفاصل، أو ألم في الصدر أو منطقة البطن، ويزيد الألم في الجزء العلوي للجانب الأيسر من البطن.
- ظهور كدمات في مختلف أنحاء الجسم أو سهولة النزف ويتضمن نزيف اللثَة أو الأنف، وأحيانًا يظهر دَم في البراز أو البول.
- الالتهابات متكررة أو مستمرة.
أعراض أخرى أقل شيوعًا لمرضى سرطان الدم
- تضخّم الغدد اللمفاوية، وتضخم الكبد أو الطحال.
- خفقان القلب.
- فقدان التركيز.
- الغثيان أو القيء.
- الصداع.
- فقدان الوزن.
- ألم الظهر.
- خدر في اليدين أو القدمين.
هل يعود سرطان الدم بعد الشفاء؟
أحيانًا يعود السرطان بعد علاجه، وهذا ما يسميه الأطباء ”التكرار (Recurrence)“ وقد يظهر في أي مكان في الجسم.
خبر صادم للمريض حين يُخبره الطبيب أنّه مصاب بسرطان الدم بعد إنهاء عام من علاجه.
مدة علاج سرطان الدم
تعتمد مدة العلاج على عدة عوامل، وهي: عمر المريض، ونوع السرطان، ومدى انتشاره، وبناءً على ذلك يحدّد الطبيب طريقة العلاج المناسبة، ومنها:
- العلاج الكيميائي: يُعد من العلاجات الأساسية لعلاج هذا المرض، ويوجه نشاطه لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي: يستخدِم في هذا النوع من العلاج الأشعة السينية أو غيرها من الحزم عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية ووقف نموّها.
في هذا العلاج يوضع المريض على طاولة بينما تتحرك آلة كبيرة من حوله، وتوَجّه الأشعة إلى نِقَاط محددة من جسمه، أو إلى جسمه كلّه.
- زرع نخاع العظام: تسمّى أيضًا ”زراعة الخلايا الجذعية“، وفيها تستبدل نخاع العظم غير الصحي بخلايا خالية من السرطان التي من شأنها تجديد نخاع العظام الصحي.
يَسبِق زراعة نخاع العظام جرعات عالية من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لتدمير نخاع العظام الذي ينتج عنه سرطان الدَّم، ثمّ تتلقّى حقنة من الخلايا الجذعية المكونة للدم التي تساعد على إعادة بناء نخاع العظام.
قد تحصل على الخلايا الجذعية من متبرّع أو من الخلايا الجذعية الخاصة بك.
- هندسة الخلايا المناعية لمحاربة سرطان الدم: يُعد من العلاجات المُتخصصة ويسمى أيضًا ”العلاج بالخلايا التائية“ بمستقبل المستضد الخيمري (CAR).
يأخذ الخلايا التائية المقاومة للجراثيم في الجسم، ويؤهلها لمحاربة السرطان وإعادة ضخها في جسمك.
ما سبب سرطان الدم؟
لم يعرف سببًا واضحًا للإصابة بهذا المرض، ولكنه قد يبدأ ويتطور بسبب اجتماع عدة عوامل معًا مثل:
- تقدَم العمر: قد يصيب سرطان الدم أيَّ شخص في أيَّ عمر.
- مناعة الجسم: يزداد خطر الإصابة بسرطان الدم مع قلة مناعة الجسم نتيجة العدوى والأمراض المُتكررة.
- العدوى: يمكن أن تؤدي العدوى لتعطيل الأداء السليم للخلايا، إذ إنها على اتصال مباشر بالدم.
- المواد الكيميائية: قد تؤثر المواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة، أو المنتجات التي نضعها على أجسامنا بالضرر.
- الجينات: مع أنه ليست كل أنواع السرطانات وراثية، إلّا أن خطر الإصابة يزداد في حال وجود تاريخ عائلي من المصابين.
- التدخين: بسبب وجود مادة التبغ الذي تساهم في نمو الخلايا السرطانية.
- زرع الأعضاء: قد تَحمل أعضاء من أجساد الآخرين خلايا سرطانية، وتنمو في الجسم الجديد بعد الزرع.
- فيروس نقص المناعة: إصابة الشخص بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) يزيد خطر الإصابة بسرطان الدَّم.
أنواع سرطان الدم
ينقسم سرطان الدم إلى ثلاثة أنواع رئيسة اعتمادًا على نوع الخلايا المُكونَة له، وهي:
- اللوكيميا: سرطان الدم الذي ينشأ في الدم ونخاع العظام، عندما ينتج الجسم كثيرًا من الخلايا البيضاء بعددٍ غير طبيعي.
- سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين / اللاهودجكين: توجد في الجهاز الليمفاوي خلايا تسمى الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدَّم البيضاء التي تساعد الجسم على مكافحة العدوى.
- الورم النقوي المتعدد: يبدأ في خلايا بلازما الدَّم، وهي نوع من خلايا الدَّم البيضاء المصنوعة في نخاع العظام.
اللوكيميا (Leukemia)
هو نوع من سرطان الدم يصيب الدم أو نخاع العظام، ويؤثر في إنتاج خلايا الدم البيضاء، المسؤولة عن زيادة مناعة الجسم ومحاربة العدوى.
تتكاثر فيه خلايا الدم البيضاء تكاثرًا غير طبيعي في نخاع العظام والدم، وتنمو خلايا الدم وتنقسم بصورة لا يمكن السيطرة عليها، وذلك بسبب تلف الحمض النووي، حينئذٍ تموت خلايا الدم السليمة وتحل محلها خلايا جديدة.
مع ازدياد تكَوّن الخلايا الجديدة تتراكم وتزداد مساحتها، وفي الوقت نفسه يستمر نخاع العظام في إنتاج مزيد من الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، وهذا بدوره يمنع خلايا الدم البيضاء السليمة من النمو والعمل طبيعيًا.
وبذلك يفوق عدد الخلايا السرطانية عدد الخلايا السليمة في الدم.
يُعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة باللوكيميا، ولكن تظهر أشكال أخرى من اللوكيميا تصيب البالغين.
أعراض اللوكيميا (Leukemia)
تختلف أعراض اللوكيميا اعتمادًا على عدة عوامل، ومنها:
- عمر الشخص المُصاب.
2. نوع اللوكيميا.
3. مرحلة المرض.
لا تسبب اللوكيميا أيّة أعراض في المراحل المبكّرة أحيانًا، ولكن تتشابه أعراضها الأولية إلى حدٍ بعيد مع أعراض الإنفلونزا ولكن لا تختفي، وتظهر بعض العلامات والأعراض الشائعة لمصابي اللوكيميا، وهي:
- شعور بتعب مستمر وضعف.
- تكرار العدوى وقد تكون شديدة.
- نزيف متكرّر من الأنف.
- تضخم الغدد الليمفاوية وتضخم الطحال أو الكبد.
- قشعريرة أو حمى.
- فقدان الوزن.
- آلام العظام.
- بقع حمراء صغيرة في الجلد.
- عرق غزير خاصةً في الليل.
10. سهولة حدوث نزيف أو كدمات.
لماذا يعود السرطان؟
- قد يكون ”العلاج الخاطئ“ هو التفسير المنطقي، وهذا يعني أن العلاج الذي خضعتَ له لم يدمر جميع الخلايا السرطانية، فظلت ساكنة فترة من الوقت ولكنها استمرت في التكاثر ممّا أدى إلى ظهور السرطان مرة أخرى.
- الجراحة التي أجريَت لم تتمكن من إزالة الورم كلََّه، فتبقّت بعض الخلايا السرطانية التي تكاثرت.
- يمكن أن تقاوم الخلايا السرطانية العلاج، وهذا يعني أن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لم يؤثر في جميع الخلايا تمامًا، وتبقّت بعض الخلايا التي لم تتأثر وظلّت ساكنة تنمو وتنشط إلى أن ظهرت مرة أخرى.
أين يعود السرطان إلى الجسم مرةً أخرى؟
قد يظهر السرطان مرة أخرى في المكان نفسه المُصاب سابقًا، وقد ينتشر في أماكن أخرى من الجسم ويكون التكرار كالآتي:
- الموضعي: يعني ظهوره في المكان نفسه المصاب سابقًا.
- الإقليمي: يصيب العقد الليمفاوية والأنسجة الموجودة بالقرب من السرطان الأصلي.
- البعيد: يشير إلى أن السرطان المُنتَشر في أماكن أخرى أبعد من مكان اكتشاف السرطان أول مرة.
أنواع خلايا الدَّم
يدور الدَّم في أجسامنا ويوصَل المواد الأساسية مثل: الأكسجين والمواد المغذية إلى خلايا الجسم، ويتكون أساسيًا من البلازما وخلايا الدَّم الحمراء وخلايا الدَّم البيضاء والصفائح الدموية.
تؤثر سرطانات الدَّم في خلايا الدَّم ونخاع العظام (الأنسجة الإسفنجية الموجودة داخل العظام حيث تتكون خلايا الدَّم).
توجد ثلاث أنواع من خلايا الدَّم في أجسامنا، وهي:
- خلايا الدَّم البيضاء: تحارب العدوى لأنها جزء من جهاز المناعة.
- خلايا الدم الحمراء: تحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم وأعضائه، وتنقل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين.
- الصفائح الدموية: تساعد على تجلّط الدم عند الإصابة.
من الضروري احتواء مريض سرطان الدم، وتقديم شتّى الطرق له من الرعاية والاهتمام، فهو في أمسِ الحاجة لكل من حوله لإعادة ثقته بنفسه.