تجربتي مع حموضة الدم وعلاقتها بالتنفس والسرطان
هل تشعر بإجهاد دائم يصاحبه ضيق التنفس، أو بفقدان الشهية مع زيادة ضربات القلب؟ حموضة الدم قد تكون سببًا لهذه الأعراض.
لذلك سنتحدث في هذا المقال عن تجربتي مع حموضة الدم وأسبابها وأعراضها وكيفية علاجها وهل حموضة الدم تسبب الوفاة؟
تجربتي مع حموضة الدم
كنت أشعر بضيق التنفس نتيجة زيادة نسبة الأحماض في الجسم عن المستوى الطبيعي، ويحدث عندما لا تتمكن الرئتان والكلى من الحفاظ على التوازن بين الأحماض والقلويات.
كم نسبة حموضة الدم الطبيعية؟
وفقًا للجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية فإن الرقم الهيدروجيني الطبيعي للدم يتراوح بين 7.35 و 7.45، وأي انخفاض يشير إلى ارتفاع نسبة الأحماض في الدم.
يستخدم الرقم الهيدروجيني (PH) في قياس حموضة الدم
أعراض حموضة الدم
يشترك كلٌ من الحماض التنفسي والحماض الاستقلابي في عديد من الأعراض ومع ذلك تختلف أعراض حموضة الدم باختلاف السبب.
أعراض الحماض التنفسي
تشمل أعراض الحماض التنفسي ما يلي:
- التعب والنعاس.
- ضيق التنفس.
- الصداع.
- الارتباك.
أعراض الحماض الاستقلابي
هناك بعض الأعراض الشائعة للحماض الاستقلابي، وتتضمن ما يلي:
- التنفس الضحل السريع.
- الإعياء والنعاس.
- الصداع والارتباك.
- فقدان الشهية.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- رائحة الفم الكريهة، وهي علامة على الحماض السكري.
حموضة الدم والتنفس
ربما يحدث ضيق للتنفس في حالة زيادة مستويات حموضة الدم.
هل حموضة الدم تسبب الوفاة؟
تهدد الحياة في معظم الحالات، وهناك بعض الأعراض الشديدة التي تدق ناقوس الخطر وتستدعي رعاية طبية فورية، ومنها:
- ألم أو ضغط على الصدر.
- ارتباك أو فقدان الوعي ولو للحظة وجيزة.
- سرعة التنفس.
- ضيق التنفس.
- الخمول.
حموضة الدم والسرطان
نُشرت دراسة عام 2012 تبحث العِلاقة بين حموضة الدمِ الناتجة عن النظام الغذائي والسرطان، أشارت الدراسة إلى احتمال وجود علاقة بين مستويات الحموضة العالية في الجسم والسرطان.
إذ يؤدي اتباع نظام غذائي طويل الأمد يحتوي على كميات كبيرة من الأحماض مثل الملح والبروتين الحيواني إلى زيادة الحموضة.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية حتى الآن لتحديد إذا ما كان الحماض الناتج عن النظام الغذائي وحده يزيد خطر الإصابة بالسرطان.
فقد يسهم في زيادة الإصابة بالسرطان، إذا ما صاحبه عامل من عوامل الخطورة الأخرى مثل السمنة. ولكن ما زال الباحثون يحتاجون إلى أدلة أكثر لتأكيد هذه النتائج.
حموضة الدم عند حديثي الولادة
تتعدد أسباب حدوث حموضة الدم عند الأطفال حديثي الولادة، وتشمل:
- الجفاف.
- أمراض القلب الخلقية.
- الاضطرابات الكلوية مثل الكِلْيَة متعددة الأكياس.
- الاضطرابات في التمثيل الغذائي.
- التهاب الأمعاء.
علاج حموضة الدم
يحتاج الأطباء عادةً إلى معرفة سبب الحماض لتحديد كيفية علاجه.
ومع ذلك يمكن استخدام بعض العلاجات لأي نوع من الحماض، على سبيل المثال بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز) وتؤخذ بالفم أو من خلال الحقن الوريدي.
ويمكن معالجة أنواع الحماض المختلفة بمعالجة أسبابها.
علاج الحماض التنفسي
تستهدف العلاجات في هذه الحالة الرئتين، وتشمل أدوية توسيع مجرى الهواء أو الأكسجين أو جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP).
يساعد هذا الجهاز على التنفس إذا كان هناك مجرى هوائي مسدود أو ضعف عضلي.
علاج الحماض الاستقلابي
لكل نوع من أنواع الحماض الاستقلابي علاجه الخاص، فمثلًا الأشخاص الذين لديهم الحماض بفرط كلوريد الدم يأخذون بيكربونات الصوديوم بالفم.
أما سترات الصوديوم فتستخدم لعلاج الحماض الناتج عن الفشل الكلوي، ويتلقى مرضى السكر المصابون بالحماض السكري الكيتوني سوائل وريدية وإنسولين لموازنة الحموضة لديهم.
ويشمل علاج الحماض اللبني البيكربونات أوالسوائل الوريدية أوالأكسجين أو المضادات الحيوية وفقا للسبب، وكل ذلك تحت إشراف الطبيب.
علاج الحماض الناتج عن النظام الغذائي
قد يساعد اتباع نظام غذائي غني بالبروتين النباتي كبديل عن البروتين الحيواني على منع زيادة مستويات الأحماض في الجسم.
كذلك أظهرت البحوث أن زيادة تناول الفاكهة والخضروات يزيد مستوى القلويات في الجسم.
أسباب حموضة الدم
تحافظ الكليتان والرئتان على التوازن بين الأحماض والقواعد.
يحدث الحماض عند تراكم الأحماض أو فقدان البيكربونات (القواعد)، وهناك عديد من الأسباب المحتملة لارتفاع مستوى الأحماض في الجسم، منها:
الحماض التنفسي
يحدث عندما يتراكم كم كبير من ثاني أكسيد الكربون في الجسم.
تتخلص الرئتان من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التنفس في الوضع الطبيعي.
لكن قد تتسبب بعض الأمراض في عجز الرئتين عن التخلص من الكمية الزائدة من ثاني أكسيد الكربون، ومنها:
- أمراض مجرى التنفس المزمنة مثل الربو.
- السمنة التي يمكن أن تجعل التنفس صعبًا.
- تشوهات الصدر مثل التحدب.
- ضعف عضلات الصدر.
- سوء استخدام المهدئات.
- الإفراط في تناول الكحول.
- الاضطرابات العصبية العضلية مثل الوهن العضلي الشديد.
- الإصابات في منطقة الصدر.
الحماض الأيضي أو الاستقلابي
يحدث عندما تعجز الكليتان عن التخلص من الكمية الزائدة من الأحماض، مما يتسبب في تراكم الأحماض في الجسم ومن ثم حدوث حموضة الدم.
هناك عدة أنواع من الحماض الاستقلابي، ومنها:
الحماض الكيتوني السكري:
يحدث عند المصابين بمرض السكري غير المنضبط، وتتراكم الكيتونات بسبب نقص كمية الإنسولين فتسبب ارتفاع نسبة الأحماض في الدم.
الحماض بفرط كلوريد الدم:
ينتج عن فقدان بيكربونات الصوديوم، وهي من القواعد التي تحافظ على بقاء الدم متعادلًا، وقد يسبب هذا النوع من الحماض الإسهال والقيء الشديد.
الحماض اللبني:
ناتج عن تراكم كميات كبيرة من حمض اللاكتيك في الجسم، وهناك عدة عوامل قد تسبب حدوث الحماض اللبني، وهي:
- شرب كميات كبيرة من الكحول.
- ممارسة الرياضة مدة طويلة.
- تليف الكبد.
- فشل القلب.
- انخفاض نسبة السكر في الدم.
- السرطان.
الحماض الأنبوبي الكلوي: قد يسبب مرض الكلى أو الفشل الكلوي الحماض الاستقلابي، إذ تعمل الكليتان على إزالة الأحماض الزائدة عن طريق البول.
لكن إذا حدثت مشكلات في الكلى فإنها تصبح غير قادرة على التخلص من الأحماض الزائدة.
الحماض الناجم عن النظام الغذائي
قد تتسبب بعض الأطعمة والمشروبات في زيادة نسبة الأحماض، ولا يرتبط الأمر بمدى حامضية أو قاعدية الطعام.
لكن كيف سيؤثر هذا الطعام في التوازن بين المستويات الحامضية والقاعدية بمجرد دخوله الجسم.
وفي معظم الحالات يكون النظام الغذائي حامضيًا بسبب تضمنه مستويات عالية من:
- الأحماض الأمينية التي تحتوي على الكبريت الموجود في اللحوم والبيض ومنتجات الألبان.
- الملح الذي يُصعب على الكلية التخلص من الأحماض الزائدة.
- حمض الفوسفوريك الذي يحتوي على الصودا.
الحماض الناتج عن تناول بعض الأدوية
يمكن لبعض الأدوية الطبية أن تسبب زيادة حامضية الدم مثل:
- حاصرات مستقبلات البيتا (beta blokers).
- الأدوية المضادة للبكتيريا مثل بريمسول.
- مضادات الفيروسات.
- الستاتين.
عوامل الخطر
هناك بعض الأمراض تجعل بعض المصابين بها أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بحموضة الدمِ، وتشمل ما يلي:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وخاصةً عندما يكون شديدًا إذ يحد من وظائف الرئة، مما يسبب حموضة الدم.
- مرض السكري غير المنضبط.
- أمراض الكلى.
- الإسهال الحاد.
- السمنة.
تشخيص حموضة الدم
إذا كنت تعتقد أنك تعاني حموضة الدمِ أو لديك أحد أعراضها، فاذهب إلى الطبيب على الفور، إذ يُشكل التشخيص المبكر خطوة فارقة في التعافي.
يُشخص الأطباء الحموضة بإجراء سلسلة من اختبارات الدم، مثل غاز الدم الشرياني ودرجة حموضة الدم.
وتعمل هذه الاختبارات المختلفة معًا على تحديد نوع الحماض الذي يسبب الحموضة.
فإذا كان نوع الحماض تنفسي، سيطلب الطبيب أشعة سينية على الصدر ليتحقق من سلامة الرئتين.
أما في حالة الاشتباه في الحماض الأيضي، سيطلب الطبيب إجراء تحليل للبول لمعرفة إذا كانت الكليتان تتخلصان من الأحماض بشكل صحيح أم لا.
ختامًا، فإن حموضة الدم هي حالة شديدة الخطورة قد تهدد الحياة، تتعدد أسبابها ولكل سبب منها طريقة معالجة خاصة، وتتطلب اللجوء السريع إلى المساعدة الطبية.