لا بُد وأنك أُصبت يومًا بالسعال الجاف، فهو أحد أكثر الأعراض الشائعة لعديدٍ من الأمراض، لكن تُرى ما أسباب السعال الجاف، وكيفية علاجه؟ وهل يمكن علاج السعال الجاف في المنزل بالأعشاب أم لا بُد من التدخل الدوائي؟
متى يكون السعال الجاف خطير؟
رد فعل طبيعي لتطهير الحلق والرئتين من المهيجات، قد يكون عرضًا لمرض خطير إذا كان مستمرًا.
لا يصاحبه بلغمًا أو مخاطًا وقد يصاحبه تهيجًا بالحلق، يعانيه الأطفال والرضع والبالغين حتى كبار السن مع اختلاف المسبب.
كم يوم يستمر السعال الجاف؟
يعد مزمنًا إذا استمر أكثر من 8 أسابيع، ويكون حادًا إذا استمر أقل من ذلك.
علاج السعال الجاف بالأدوية
تساعد أقراص الاستحلاب المحتوية على عسل ومنثول وأوكالبتوس، مثل: (ستربسلز)، على تهدئة السعال بتهدئة الحلق المتهيج وترطيبه، ودواء ألفا فريش الذي يحتوي أعشاب طبيعية.
يساعد كذلك ديسكتروميثروفان (Dextromethorphan) وروبيتوسين (Robitussin)، على تهدئة السعال، أما إذا كان نتيجة سبب من الأسباب التي سنذكرها فينصح بعلاج السبب أولًا.
علاج السعال الجاف في المنزل
يمكنك علاج الكحة في المنزل من خلال الآتي:
- تناول كوب ماء دافئ مضافًا إليه ملعقة من عسل النحل، لتهدئة الحلق المتهيج.
- النوم على وسادة مرتفعة، لتقليل أعراض الارتجاع المعدي المريئي والتنقيط الأنفي الخلفي.
- التعرض لبخار الماء الساخن؛ فيساعد على تهدئة تهيج الحلق وترطيبه.
علاج الكحة الناشفة وقت النوم بالأعشاب
تسهم بعض الأعشاب في تهدئة السعال وذلك باستنشاق زيوتها، ومن أمثلتها ما يلي:
- زيت الكافور العطري
يهدئ السعال ويعزز المناعة؛ فيساعد على قتل البكتيريا إذا كان السعال رطبًا.
- زيت القرفة
يهدِئ السعال ويساعد على علاج مسببات بعض أمراض الجهاز التنفسي.
- زيت إكليل الجبل العطري (Rosemary Essential Oil)
يهدئ السعال من خلال بسط عضلات الشعب الهوائية.
- زيت البرغموت العطري
قد يساعد على تهدئة السعال ويقلل الاحتقان.
- زيت الزعتر الأساسي
قد يعالج زيت الزعتر مسببات أمراض الجهاز التنفسي، ذلك لخصائصه المضادة للميكروبات.
- زيت الجيرانبيرم العطري
أشارت دراسات إلى أنه قد يخفف أعراض السعال، ويخفف كذلك أعراض البرد ويقلل مدته.
- زيت النعناع العطري
يساعد على تخفيف السعال لاحتوائه على المنثول.
- زيت اللافندر الأساسي
قد يساعد على تهدئة السعال وأعراض الربو.
كيفية الوقاية من السعال الجاف
يمكنك الوقاية منه إذا كنت لا تعاني أيًا من الأمراض التي ذكرناها أعلاه من خلال ما يلي:
- الإكثار من تناول الماء.
- ترطيب الهواء.
- تجنب التعرض للمهيجات قدر الإمكان.
- الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنًا.
ما أسباب السعال الجاف؟
تتباين مسبباته بين الأسباب الشائعة والأقل شيوعًا.
الأسباب الشائعة
تتعدد بين أمراض وحالات مرضية وأسباب أخرى، ومنها:
الربو (Asthma)
يعد السعال أحد أعراض الربو ويعانيه معظم مرضى الربو، وعندما يكون السعال الجاف المزمن العرض المميز للربو يسمى الربو المصاحب للسعال.
يعاني المريض عرضًا أو أكثر من الأعراض الآتية بجانب السعال، نتيجة التهاب الممرات الهوائية وضيقها:
- ألم الصدر وضيقه.
- ضيق التنفس.
- صفير في أثناء الزفير.
- اضطراب النوم نتيجة السعال والصفير.
لا يتوفر علاج للربو، لكن هناك أدوية تقلل التهاب الممرات الهوائية وتقي حدوث نوبات مستقبلية.
إليك -عزيزي القارئ- أمثلة لبعض الأدوية التي توصف لحالات الربو:
1.أدوية ناهضات مستقبلات بيتا قصيرة المفعول (SABAs)
لتخفيف الأعراض في الحالات الحادة، مثل: موسعات الشعب الهوائية (Bronchodilators)، تستخدم من خلال الاستنشاق، ومن أمثلتها:
- ألبوتيرول، مثل: بروفينتيل (Proventil).
- سالبوتامول، مثل: فنتولين (Ventoline).
2.أدوية ناهضات مستقبلات بيتا طويلة المفعول (LABAs)
للوقاية من حدوث نوبات مستقبلية، مثل:
- ناهضات بيتا 2 (B2 Agonist)، ومنها: سالميتيرول، مثل: ميتروفينت (Metrovent)، وفورموتيرول، مثل: أتيموس (ِAtimos).
- كورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، ومنها: فلوتيكاسون، مثل: فلوفينت (Flovent)، وتريامسينولون، مثل: أزماكورت (Asmacort)، وبوديزونيد، مثل: سيمبيكورت.
قد يحتاج المريض إلى علاج طويل أو قصير المفعول، أو كلاهما في الوقت نفسه وفقًا للحالة.
يعانيه بعض الأطفال، فقد يصاحبه سعالًا جافًا أو رطبًا يزداد سوءًا ليلًا أو في أثناء اللعب.
الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
يعاني 40% من مرضى الارتجاع المعدي المريئي السعال الجَاف والمزمن، لتهيج جدار المريء الناتج عن التدفق المستمر لحمض المعدة إليه.
فإذا صاحب السعال الجاف المزمن عرضًا أو أكثر من الأعراض الآتية، كان مؤشرًا للارتجاع المعدي المريئي:
- بحة خفيفة في الصوت.
- ألم في أثناء البلع أو صعوبة البلع.
- ارتجاع الأكل والسوائل.
- حرقة المعدة
- تقيؤ.
- رائحة الفم الكريهة.
قد يعاني مرضى الارتجاع المعدي المريئي السعال الجاف المزمن فقط دون الأعراض السابق ذكرها، فيصعُب على الطبيب تشخيصه، وهنا تأتي أهمية التنظير.
لتهدئة السعال الجاف المصاحب للارتجاع المعدي المريئي، ينصَح باتباع الآتي:
- تغيير نمط الحياة
ذلك بتغيير بعض العادات الخاطئة، مثل:
- تناول وجبات صغيرة طوال اليوم.
- تجنب الأطعمة الدهنية والحارة.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب تناول الكحول.
- الحفاظ على وزن مثالي.
- الأدوية
يمكن تناول بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، مثل:
- مضادات الحموضة (Antacid)، مثل: مالوكس (Maalox).
- حاصرات مستقبلات الهيستامين (H2 Blockers)، مثل: زنتاك (Zantac).
- مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، مثل: أوميز (Omez)، ولانزوبرازول (Lansoprazole).
التنقيط الأنفي الخلفي (Postnasal drip)
قد يتبع نزلات البرد الشديدة أو الحساسية الموسمية أو التهاب الجيوب الأنفية تساقط المخاط من الأنف والجيوب الأنفية إلى أسفل الحلق، فيتسبب في السعال الرطب.
يتحول أحيانًا السعال الرطب إلى جاف مصحوب بأعراض أخرى، مثل: سيلان الأنف، أو سعال يزداد ليلًا، أو مشكلات البلع أو التهاب الحلق.
تتحسن أعراض السعال في هذه الحالة باتباع الآتي:
- علاج المسبب إن كانت العدوى بكتيرية أو فيروسية.
- تنظيف الجيوب الأنفية: يساعد بخار الماء الساخن على تنظيف الجيوب الأنفية، مما يخفف أعراض الحساسية.
- بخاخ محلول الملح الأنفي: يساعد على التخلص من المخاط الزائد.
- مزيلات الاحتقان.
الحساسية (Allergy)
يفرِز الجسم مادة تسمى الهستامين نتيجة التعرض للمهيجات، مثل: الغبار والدخان وبعض المواد الكيميائية (مثل: ثاني أكسيد الكبريت، وأكسيد النيتريك)، فيسبب السعال الجاف.
قد يتسبب أيضًا الهواء شديد الجفاف أو البرودة في السعال الجَاف، لذا ينصَح بالترطيب المستمر للهواء داخل المنزل إذا كنت تعيش في مكان شديد الجفاف أو البرودة.
يكون السعال الجَاف عرضًا من أعراض الحساسية إذا ظهر في وقت محدد من العام أو عند التعرض لمواد معينة.
قد يصاحبها أعراضًا أخرى (مثل: العطس، وسيلان الأنف، وإدماع العينين، والطفح الجلدي).
يعانيه الأطفال والكبار، ويسهل علاجه بالابتعاد عن مهيجات الحساسية، وتناول مضادات الهيستامين.
من أمثلة مضادات الهستامين ما يلي:
- للأطفال والرضع: داميتيدين مالييت، مثل: فنستيل (Fenistil)، وديسلوراتيدين، مثل: ايريوس (Aerius).
- للبالغين: فيكسوفينادين، مثل: تلفاست (Telfast)، وكلورفينوكسامين، مثل: ألليرجيكس (Allergex).
فيروس كورونا
هناك علاقة بين السعال الجاف وكورونا؛ فيعاني معظم مرضى كوفيد 19 سعالًا جافًا مصحوبًا بحمى وإجهاد.
يصاحبه تكسيرًا بالجسم، وسيلانًا بالأنف أو احتقانها، وإسهالًا، وألمًا بالصدر قد يصاحبه فقدانًا لحاسة الشم وصعوبة التنفس.
التهاب الجهاز التنفسي العلوي
يكون السبب غالبًا في التهاب الجهاز التنفسي العلوي، العدوى الفيروسية (مثل: الإنفلونزا ونزلات البرد).
يعاني بعض المرضى حساسيةً شديدةً بعد علاج العدوى الفيروسية، خاصةً بعد نزلات البرد ينتج عنه سعالًا جافًا قد يستمر إلى شهرين.
قد يصاحِب نزلات البرد والإنفلونزا أعراضًا أخرى (مثل: الصداع، والحمى، وألم بالعضلات، وسيلان الأنف أو احتقانها، والتهاب الحلق وتكسير الجسم).
يجب علاج العدوى أولًا بمضادات فيروسية، واستخدام خافض حرارة، مثل: الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
يفضَل استخدام الباراسيتامول للرضع لمن هم أقل من ستة أشهر، وإيبوبروفين لمن هم فوق 6 أشهر لخفض الحرارة.
يصعب علاج السعال الجاف عند الأطفال والرضع والبالغين المصاحب للعدوى الفيروسية، لكن يمكن تهدئته بكثرة تناول السوائل الدافئة وتناول البالغين لأقراص الاستحلاب.
ابتلاع الأطفال أو الرضع للأجسام الغريبة
قد يضع الطفل أو الرضيع الأزرار أو الخرز أو أشياء أخرى في فمه، فعند ابتلاع أيًا منهم تُحشر في المريء.
ينتج عنه السعال الجاف رد فعل طبيعي محاولة لطرد الجسم الغريب.
قد يصاحبه صفيرًا أو اختناقًا، وهنا يلزم زيارة الطبيب لاستخراجه، ووضع الرضيع أو الطفل تحت الملاحظة، لاستبعاد أي عدوى أو التهابات.
2. الأسباب الأقل شيوعًا
يعانيها غالبًا البالغين أو كبار السن، ومن أمثلتها:
التليف الرئوي مجهول السبب (IPF)
يعاني المريض صعوبة التنفس، نتيجة تحول النسيج الرئوي إلى نسيج ندبي سميك، يصاحبه سعالًا جافًا مستمرًا.
قد يعاني إجهادًا وفقدانًا للشهية مع الفقدان التدريجي في الوزن.
تتعدد طرق علاج السعال الجاف المستمر المصاحب للتليف الرئوي بين الدوائي وعلاجات أخرى، منها:
- بيرفنيدون (Perfenidone).
- نينتيدانيب (Nintedanib).
- العلاج بالأكسجين.
- تمارين لمرضى الرئة المزمن لإعادة التأهيل الرئوي.
- زراعة الرئة.
مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs)
يعاني 20% من المرضى المتلقين لأحد أدوية هذه المجموعة سعالًا جافًا، فيعد أحد أبرز الآثار الجانبية المصاحبة لها.
من أمثلة تلك الأدوية:
- إينالابريل، مثل: فاسوتيك (Vasotec).
- ليزينوبريل، مثل: زيستريل (Zestril).
السعال الديكي (Whooping cough)
السعال الديكي عدوى بكتيرية مصحوبة بصوت مرتفع عند الشهيق، ينتقل بالرزاز في أثناء العطس، قد يصاحبه عطسًا وسيلانًا بالأنف.
كان منتشرًا قديمًا بين الأطفال، لكن قل انتشاره بينهم في الآونة الأخيرة للتوصل إلى تطعيم يقي منه.
يعانيه حاليًا البالغين والأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم، وذوي المناعة الضعيفة.
استرواح الصدر (pneumothorax)
تنكمش الرئة، لتسرب الهواء بين الرئة وجدار الصدر نتيجة استرواح الصدر، فيعاني المريض السعال الجاف وضيق التنفس وألمًا مفاجئًا بالصدر.
قد يتحسن من تلقاء نفسه، ويلجأ الطبيب أحيانًا إلى وضع أنبوب صدري بين الضلوع لإزالة الهواء الزائد.
قد تساعد أدوية الربو طويلة الأمد والقصيرة على تخفيف الأعراض وتقليل خطر تفاقم الحالة.
سرطان الرئة (Lung Cancer)
إذا كان السعال الجاف مزمنًا لا يختفي ولا يتغير مع مرور الوقت، كان مؤشرًا إلى الإصابة بسرطان الرئة.
ينصح بزيارة الطبيب إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الرئة، وتعاني السعال الجاف مصحوبًا بأيٍ من الأعراض الآتية:
- بحة الصوت.
- الصفير.
- ضيق التنفس.
- سعال مصحوب بدم.
- ألم بالصدر يزداد سوءًا في أثناء السعال أو التنفس.
- الإجهاد وفقدان الوزن دون سبب.
فشل القلب (Heart Failure)
يتسبب فشل القلب في ارتجاع السوائل إلى الرئة واحتقانها، يصاحبه ضيق التنفس حتى في أثناء الراحة والسعال الجاف أحيانًا.
توجد أعراض أخرى تصاحب فشل القلب إلى جانب السعال الجاف، ومنها:
- الإجهاد والضعف.
- ضيق التنفس المفاجئ والشديد.
- احتباس السوائل.
- انتفاخ البطن.
- تورم الساق أو الكاحل أو القدم.
ختامًا، لا يرتبط السعال الجاف فقط بنزلات البرد والإنفلونزا كما يظن البعض بل قد يكون عرضًا لأمراض خطيرة.
فإذا عانيت سعالًا جافًا واستمر أكثر من 8 أسابيع، يجب عليك زيارة الطبيب لمعرفة سببه.
