أعراض هجمات الفيبروميالجيا | تجربتي مع الألم الغامض
سأسرد تجربتي مع أعراض هجمات الفيبروميالجيا وكل ما يخص متلازمة الألم الليفي العضلي، واستخدمت هنا لفظ متلازمة لأنه يشمل مجموعة أعراض مختلفة، وقد تظهر الأعراض بشكل دوري (هجمات) أو معظم الوقت (مزمنة).
ما المقصود بالألم العضلي الليفي “Fibromyalgia“؟
هو اضطراب مزمن يتميز بوجود ألم بالعضلات والمفاصل، ويصاحبه اضطرابات في النوم والذاكرة وتغيرات في المزاج، وغالبًا ما يصعب تشخيصه.
تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا من الرجال، إذ تُصاب النساء الشابات أو اللواتي في منتصف العمر عادةً، ولكن يمكن أن يصيب الرجال والمراهقين والأطفال أيضًا.
كيف تكون أعراض هجمات الفيبروميالجيا؟
هناك عدة أعراض من الممكن أن تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، مثل:
- آلام عامة ومتفرقة بالجسم: يعاني المصابون بالفيبروميالجيا ألمًا في جميع أنحاء الجسم، وهذا الألم يشمل العضلات والأوتار والأربطة وحول المفاصل.
نقاط الألم في الفيبروميالجيا
- مؤخرة الرقبة.
- بين لوحي الكتفين.
- أعلى الكتفين.
- مقدمة العنق.
- أعلى الصدر.
- خلفية المرفقين.
- أعلى الخصر.
- جانبي الخصر.
- جوف الركبتين.
لوحظ في المرضى الفيبروميالجيا عند الضغط على نقاط الألم في الفيبروميالجيا، يشعرون بألم شديد، بينما الأشخاص الذين لا يعانون الفيبروميالجيا سيشعرون بأثر الضغط فقط دون التسبب في أي ألم.
- اضطرابات بالنوم: كثيرًا ما يستيقظ المصابون بالفيبروميالجيا مرهقين مع أن نومهم فترات طويلة، إلا أنه كثيرًا ما يتخلل هذا النوم آلام تقاطعه.
- اضطرابات مزاجية: يعاني تقريبًا نصف مصابي الفيبروميالجيا اكتئاب أو اضطرابات قلق، فقد يكون الشعور المستمر بالتعب والألم طوال الوقت أمرًا مرهقًا، وقد يؤدي إلى الاكتئاب.
- صعوبات في الذاكرة والتركيز (الضباب الليفي): يعاني الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي صعوبة التركيز واضطرابات في الذاكرة قصيرة المدى؛ مما يسبب لهم بعض المشكلات في حياتهم اليومية وكذلك في عملهم.
- الصداع: يعانِي حوالي 2 من كل 5 أشخاص مصابين بالفيبروميالجيا الصداع النصفي وصداع التوتر، وقد يكون نتيجة ألم في الرقبة أو أعلى الظهر، أو بسبب نقاط الألم على مؤخرة الرأس أو الرقبة.
- التيبس (التصلب) الصباحي: يشعر معظم المصابين بالفيبروميالجيا أنهم بحاجة إلى الاسترخاء بعد الاستيقاظ من النوم، وذلك بسبب شعورهم بالتيبس والصلابة في عضلات ومفاصل الظهر والذراعين والساقين.
- التنميل والوخز والحرقان في اليد والقدم: قد يستغرق بعض دقائق أو يستمر مدة أطول.
- متلازمة القولون العصبي: يصاحب أعراض الفيبروميالجيا كثير من أعراض متلازمة القولون العصبي كالإنتفاخات، والانزعاج في البطن والإمساك أو الإسهال بالإضافة إلى نغزات في القلب وصعوبة التنفس.
تجربتي مع الفيبروميالجيا
دعني أخبرك عن تجربتي مع مرض الألم العضلي الليفي، “أنا لست كسولة، أنا منهكة من محاربة مرض مزمن يستنفذ كل طاقتي”، كانت هذه إجابتي على كل من يتهمني بالكسل أو إدعاء المرض.
خاصةً بعد إجراء عديد من الفحوصات وكانت نتيجتها ممتازة، وبذلك فأنا في نظرهم لست مريضة، ثم ذهبت أخيرًا إلى طبيب مختص بالأمراض الروماتيزمية، وأخبرني بأنني أعاني الفيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفي.
وصف لي الطبيب بعض المسكنات ومضاد للاكتئاب، كما نصحني بممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وبالفعل تحسنت أعراض هجمات الفيبروميالجيا مع العلاج.
علاج الفيبروميالجيا نهائياً
يعمل علاج الألم العضلي الليفي على تخفيف بعض الأعراض وتحسين نوعية الحياة، ولكن لا يوجد علاج نهائي حاليًا.
تشمل طرق العلاج الآتي:
العلاج الدوائي
تتمثل الأدوية التي تساعد في الحد من الألم العضلي الليفي في:
- مسكنات الألم: مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين التي تقلل الالتهاب والألم العضلي، وتحسن كفاءة النوم.
- مضادات الاكتئاب: قد يصف الأطباء جرعات صغيرة من مضادات الاكتئاب مثل افيروميلان وميودونيا لتخفيف الألم.
- باسط العضلات: يُستخدم أيضًا سيكلوبنزابرين وأميتربتيلين كمرخي عضلي ليساعد المرضى على النوم.
- مضادات التشنج: مثل بريجابالين و جابابنتين، وتستعمل في بعض الأحيان للحد من أنواع معينة من الألم.
العلاج الطبيعي
يُعلَِم المعالج الطبيعي مريض الفيبروميالجيا بعض التمارين التي تحسن القوة والمرونة، مثل تمارين الاستطالة وغيرها.
العلاجات البديلة
أثبتت عديد من العلاجات البديلة فائدتها في تخفيف الإجهاد وتقليل الألم، مثل:
- وخز الإبر.
- العلاج بالتدليك.
- اليوجا والتاي تشي.
تغيير نمط الحياة
لوحظ أن للرعاية الذاتية وتغيير نمط الحياة، دور هام في تخفيف أعراض الألم العضلي الليفي، ويتمثل في:
- تقليل الضغط النفسي.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- ممارسة التمارين بانتظام.
- تجنب تناول الكافيين والمنبهات الأخرى في المساء.
- تناول طعام صحي.
هل يشفى مريض الفيبروميالجيا؟
وفقًا لأحدث الدراسات لا يوجد علاج نهائي للأم الليفي العضلي حتى الآن، حيث تعمل العلاجات المتاحة على تخفيف الأعرض فقط.
مدة علاج الفيبروميالجيا
توصي الدراسات بعلاج تجريبي مدة 6 أشهر على الأقل، وبعد ذلك، إذا لم يلاحظ أي تأثير، يجب إيقاف العلاج.
هل مرض الفيبروميالجيا خطير؟
تتفاوت شدة هذه أعراض هجمات الفيبروميالجيا وتتكرر بمرور الوقت.
هناك فترات من التوهجات تليها فترات خمول الأعراض. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تختفي تمامًا نهائيًا.
لكن الألم العضلي الليفي لا يهدد الحياة ولا يقلل متوسط العمر المتوقع.
تجارب حالات شفيت من الفيبروميالجيا
عانت سيدة تبلغ من العمر 34 عامًا من آلام مزمنة شديدة، واكتئاب، ونوم غير مجدد، وإرهاق مزمن، وتيبس شديد في الصباح، وتشنجات في الساق، ومتلازمة القولون العصبي، وفرط الحساسية للبرد، وصعوبة التركيز، والنسيان.
كانت اختبارات الدم سلبية للاضطرابات الروماتيزمية، لذلك كانت هذه أعراض هجمات الفيبروميالجيا (FMS).
بسبب نقص فعالية العلاجات الدوائية في FMS، اقترح الطبيب نظام غذائي جديد.
وتدعم فكرته الأساسية تخليق السيروتونين من خلال السماح بامتصاص مناسب للتربتوفان المفترض مع الطعام، مع تجنب أو على الأقل التقليل من وجود جزيئات متداخلة غير ممتصة، مثل الفركتوز والسوربيتول.
أدت هذه الاستراتيجية إلى تحسن سريع في أعراض هجمات الفيبروميالحيا بعد أيام قليلة فقط من النظام الغذائي، حتى زوال معظم الأعراض في شهرين.
استعادت المريضة الطاقة والحيوية قبل ظهور الأعراض مرة أخرى لكنها لم تشفى نهائيًا.
أسباب الفيبروميالجيا
لم يعرف حتى الآن سبب الإصابة بالألم العضلي الليفي، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تسهم في ظهور المرض مثل:
- إشارات ألم غير طبيعية: لوحظ في الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا أن الجهاز العصبي لديهم لا يعالج إشارات الألم بالطريقة المعتادة، مما يتسبب في جعلهم أكثر تحسسًا تجاه الشعور بالألم.
- خلل في الهرمونات: تساعد بعض الهرمونات مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين الجسم على معالجة الألم، وعندما يقل مستوى هذه الهرمونات عن المعدل الطبيعي، فقد يؤدي ذلك إلى مقاطعة إشارات الألم، وزيادة الحساسية تجاهها.
- العوامل الوراثية: يمكن أن يتوارث الألم العضلي الليفي في العائلات، إذ تتحكم بعض الجينات في الطريقة التي يستجيب بها الجسم للألم. ويعتقد العلماء أن المصابين بأعراض هجمات الفيبروميالجيا يحملون جينًا أو أكثر يجعلهم أكثر تأثرًا بالمحفزات من الأشخاص الآخرين.
- المحفزات: تبدأ الأعراض بعد صدمة نفسية مثل الانفصال أو فقدان شخص عزيز، أو جسدية مثل جراحة أو ولادة أو بعد نوبة مرض معدي مثل الإنفلونزا.
تؤدي هذه المحفزات إلى ظهور المرض لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالألم العضلي الليفي، عن طريق تغيير استجابة الجهاز العصبي للألم.
تشخيص الفيبروميالجيا
كان الأطباء سابقًا يعتمدون في التشخيص على فحص 18 نقطة محددة بالجسم؛ لمعرفة عدد النقاط المؤلمة عند الضغط عليها بشدة.
أما الآن فلا يؤخذ عدد نقاط الإيلام بعين الاعتبار، بل إن أهميتها تكمن فقط في وجود بعضها إلى جانب ظهور أعراض نموذجية، خاصةً الألم المنتشر مدة 3 أشهر أو أكثر.
وبسبب عدم توفر اختبارات معملية لتأكيد تشخيص الإصابة بالألم العضلي الليفي حتى الآن، لذلك يوصي الأطباء بإجراء فحص دم لاستبعاد الحالات المرضية الأخرى، التي قد تسبب أعراض مماثلة مثل: قصور الغُدة الدرقية وألم العضلات الروماتيزمية، أو باقي أمراض المناعة الذاتية.
وفي النهاية عزيزي القارئ، قد أوضحنا أعراض هجمات الفيبروميالجيا، وأنه لا يُعد من الأمراض الخطيرة أو المهددة للحياة ويمكن التعايش معه، إذا تم علاجه صحيحًا، مع تجنب الضغط النفسي، وتغيير نمط الحياة.