الصحة العامة

علاج الشلل الرعاش بالأعشاب | مرض باركنسون

الشلل الرعاش
الشلل الرعاش

الشلل الرعاش اضطراب عصبي يؤثر غالبًا في الخلايا العصبية المنتجة لمادة الدوبامين في منطقة من الدماغ وتسمى المادة السوداء.

يطلق عليه مرض باركنسون وهو من الأمراض المزمنة والشائعة لدى الكبار، وهو نوع من أنواع اضطراب الحركة.

هل مرض الشلل الرعاش يصيب الشباب؟

يبدأ ظهور الأعراض ما بين سن الأربعين والستين عامًا، وتزداد مع تقدم المرض، وتؤثر في نشاطات المريض اليومية.

أعراض الشلل الرعاش

تنجم معظم الأعراض عن انخفاض مستويات الدوبامين في الدماغ، فتبدأ الأعراض تدريجيًا غالبًا بجانب واحد من الجسم وفي وقت لاحق تؤثر في كلا الجانبين.

الأعراض الحركية الرئيسية الأربعة، هي:

١. الرعاش خاصًة عند الراحة أو السكون، ويشمل ارتعاش اليدين والذراعين والساقين والفك والوجه.

٢. تصلب الذراعين والساقين والجذع.

٣. بطء الحركة، يؤدي مرض باركنسون إلى تباطؤ حركة المريض، مما يصعب عليه أداء المهام اليومية.

٤. ضعف التوازن والتنسيق والميل إلى السقوط.

العلامات المبكرة للشلل الرعاش

قد تظهر بعض العلامات المبكرة لمرض باركنسون قبل ظهور المشكلات الحركية بعدة سنوات، وتشمل العلامات المبكرة ما يلي:

  • فقدان حاسة الشم.
  • الإمساك.
  • صعوبة الكتابة، وتبدو الكتابة صغيرة.
  • التغيرات الصوتية، هناك رعشة في الصوت.
  • قد تنحني وضعية الجسم، إذ يتغير وضع الشخص بأن يميل إلى الأمام قليلًا.

هل الشلل الرعاش خطير؟

في حالة الإهمال في العلاج ربما يسبب الأمراض الآتية:

  • الاكتئاب.
  • صعوبة المضغ أو البلع وسيلان اللعاب.
  • مشكلات في التبول.
  • الإمساك.
  • اضطرابات النوم أو الأرق.
  • القلق والتوتر.
  • مشكلات في الانتباه والذاكرة.

أدوية علاج الشلل الرعاش

لا يوجد علاج لمرض باركنسون، ولكن يمكن أن تُساعد الأدوية على تخفيف بعض الأعراض.

ليفودوبا

هو العلاج الأكثر شيوعًا، والعلاج الرئيسي لبطء الحركة والرعاش وأعراض التصلب، إذ يساعد على تجديد الدوبامين.

يُعطى ليفودوبا مع كاربيدوبا، لتأخير تحول الليفودوبا إلى دوبامين حتى وصوله إلى الدماغ، حتى يُخفف كاربيدوبا من الآثار الجانبية لليفودوبا مثل الغثيان والقيء وانخفاض ضغط الدم.

ناهضات الدوبامين (Dopamine agonist)

تحاكي هذه الأدوية تأثيرات الدوبامين في الدماغ، وهي أقل فعالية من ليفودوبا، ولكنها تكون مفيدة عندما يصبح ليفودوبا أقل فعالية.

تشمل الأدوية في هذه الفئة: بروموكريبتين، وبراميبيكسول، وروبينيرول.

مضادات الكولين (anticholinergic)

تساعد هذه الأدوية على تقليل الرعاش وتيبس العضلات.

تريهكسيفينديل وكوجنتين هما من مضادات الكولين المستخدمة لعلاج المرض.

ولكن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل عدم وضوح الرؤية، وجفاف الفم والإمساك، والارتباك والهلوسة، واحتباس البول وضعف الذاكرة.

مثبطات ناقلة ميثيل-o الكاتيكول

تزيد هذه الأدوية فعالية الليفودوبا بتثبيط الإنزيم الذي يعمل على تكسير الدوبامين في الدماغ.

ومن أمثلة هذه الأدوية نذكر ما يلي:

  • إنتاكابون (Entacapone).
  • أوبيكابون (Opicapone): هو من أحدث الأدوية في هذه الفئة.
  • تولكابون: يسبب فشل الكبد، لذا نادرًا ما يُستخدم.

مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين ب (MAO B inhibitors)

تسمح هذه الأدوية للدوبامين أن يكون له تأثير طويل الأمد، بتثبيط إنزيم الدماغ أوكسيداز أحادي الأمين ب.

من هذه الأدوية سيليجلين وراساجيلين، وتشمل الآثار الجانبية لهذه الأدوية الغثيان والأرق.

تتفاعل مع مضادات الاكتئاب والسيبروفلوكساسين، لذا يجب على الطبيب مراجعة الأدوية التي يتناولها المريض قبل وصف هذه الأدوية.

الأمانتادين

يعطى الأمانتادين مع الليفودوبا للتحكم في الحركات اللاإرادية (خلل الحركة)، وهي أحد الآثار الجانبية الناتجة عن الليفودوبا.

علاج الشلل الرعاش بالأعشاب

لا توجد أدلة كافية تثبت أنَّ للأعشاب فائدة في علاج مرض باركنسون.

  1. أجريت عديد من الدراسات على عشبة الموكونا (Mucuna pruriens) وأظهرت نتائج إيجابية، لكن ما زالت هناك حاجة للتأكد من ذلك. وتحتوي عشبة الموكونا على الليفودوبا الذي يزيد مستويات الدوبامين في الدماغ، بالتالي يُحسن من الأعراض الحركية.
  2. وجدت دراسة معملية أن الكركم يحارب تكتل البروتين (ألفا سينوكلين) في الدماغ، ويحتوي على مادة مضادة للأكسدة هي الكركمين (Curcumin).
  3. أشارت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون مادة الكافيين (الموجودة في الشاي والقهوة) يقل لديهم خطر الإصابة بمرض باركنسون.
  4. قد يكون الشاي الأخضر مفيدًا في تقليل فرص الإصابة بمرض باركنسون.

مراحل مرض باركنسون

لا يعاني كل شخص مصاب بمرض باركنسون جميع الأعراض، فقد يعاني بعض الأشخاص أعراض خفيفة ويعاني آخرون أعراض شديدة.

تختلف سرعة تفاقم الأعراض من فرد لآخر، ويتطور مرض باركنسون في خمس مراحل:

المرحلة الأولى

تظهر على المصابين أعراض خفيفة، لا تتداخل مع الأنشطة اليومية، ويحدث الرعاش وأعراض بطء الحركة في جانب واحد من الجسم،

بالإضافة إلى تحدث تغيرات في المشي وتعبيرات الوجه.

المرحلة الثانية

تتفاقم الأعراض في هذه المرحلة، وتتمثل في تصلب العضلات، والرعاش، وتغيرات في تعابير الوجه.

تظهر الأعراض على جانبي الجسم، وتكون أكثر وضوحًا من المرحلة الأولى.

لا يزال الشخص المصاب قادرًا على العيش بمفرده، لكن يصعب عليه أداء مهامه اليومية، إذ تستغرق وقتًا أطول لإكمالها.

المرحلة الثالثة

هي المرحلة المتوسطة، تُصبح حركات المريض بطيئة، وتحدث مشكلات في التوازن، لذا فإن السقوط أكثر شيوعًا في هذه المرحلة.

تؤثر الأعراض بقدر كبير في الأنشطة اليومية مثل ارتداء الملابس أو تناول الطعام.

المرحلة الرابعة

تكون الأعراض شديدة ومحدودة في هذه المرحلة.

يمكن للمريض الوقوف دون مساعدة، ولكن قد تتطلب الحركة جهازًا مساعدًا على المشي.

يحتاج المريض إلى المساعدة في الأنشطة اليومية، وبذلك يصبح غير قادر على العيش بمفرده.

المرحلة الخامسة

تعد المرحلة الأكثر تقدمًا، إذ يؤدي تصلب الساقين إلى استحالة الوقوف أو المشي، ويحتاج المريض إلى كرسي متحرك.

يعاني المرضى في هذه المرحلة الارتباك والأوهام والهلوسة.

علاج الشلل الرعاش
علاج الشلل الرعاش

أسباب الشلل الرعاش

السبب الدقيق لمرض باركنسون غير معروف، ولكن هناك بعض العوامل التي تتسبب في ظهور الأعراض، ومنها:

  • موت الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين -ناقل عصبي مسؤول عن إرسال الرسائل إلى جزء الدماغ المتحكم في  الحركة والتنسيق- وعندما يحدث هذا، تنخفض مستويات الدوبامين.
  • انخفاض مستويات النورابينفرين -هو ناقل عصبي- يتحكم في عديد من وظائف الجسم التلقائية مثل الدورة الدموية.
  • قد يكون لدى الشخص المصاب بالمرض كتل من البروتينات غير الطبيعية تُسمى أجسام ليوي، من أحد مكونات أجسام ليوي الرئيسية هو بروتين ألفا سينوكلين، ولكن لا يعرف الباحثون الدور الذي تلعبه في تطور مرض باركنسون.

حددت الأبحاث مجموعة عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون وتشمل الآتي:

  • الجنس

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض من النساء.

  • العِرق

من المرجح أن يصاب الأشخاص ذوي البشرة البيضاء بالمرض أكثر من الأمريكيين الأفارقة أو الآسيويين.

  • العمر

يظهر المرض عادة ما بين سن الخمسين والستين عامًا، ويحدث فقط قبل سن الأربعين في ٥-١٠٪ من الحالات.

  • تاريخ العائلة

الأشخاص الذين لديهم أقارب من العائلة مصابين بمرض باركنسون، هم أكثر عرضة للإصابة.

  • السموم

يؤدي التعرض للسموم مثل مبيدات الأعشاب أو المبيدات الحشرية إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض.

  • إصابة الرأس

الأشخاص الذين يعانون إصابات في الرأس، أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

ختامًا -عزيزي القارئ- لا توجد طريقة معروفة للوقاية من مرض الشلل الرعاش، لكن تخفف بعض الأدوية حِدة الأعراض.

أظهرت الأبحاث أن تغيير نمط الحياة يساهم في تقليل المخاطر مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مقال فوق رائع و مستوفي كافة العناصر المتعلقة بهذا الموضوع. و الأسلوب الواضح و السهل في الكتابة يجعل القراءة شيقة. أكرمكم الله و في انتظار المزيد

زر الذهاب إلى الأعلى