الصحة العامة

هل انفجار الزائدة الدودية يسبب الموت؟ | احذر تسمم الدم

بقلم د. آيات إبراهيم

هل تعاني ألمًا في أسفل البطن على الجهة اليمنى، ويزداد تدريجيًا؟ قد تكون مصابًا التهاب حاد في الزائدة الدودية، وتحتاج إلى تدخل جراحي عاجل لإزالتها.

في هذا المقال سأجيب عن أهم الأسئلة التي تخص التهاب الزائدة الدودية.

الزائدة الدودية

مكان التهاب الزائدة الدودية

تُعد الزائدة الدودية جزءًا من الجهاز الهضمي للإنسان في نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، وهي تجويف صغير على شكل إصبع وتقع في أسفل البطن على الجانب الأيمن. 

عند حدوث التهاب فيها لا بدَّ من زيارة عاجلة للطبيب، إذ إن مضاعفات الالتهاب شديدة الْخَطَر وقد تكون قاتلة.

ما أعراض الزائدة الدودية؟

إذا كنت تعاني هذا المرض فيمكن أن تشعر بأحد هذه الأعراض:

  • ألم في أعلى البطن أو حول السرة.
  • ألم في الجانب الأيمن من أسفل البطن.
  • فقدان الشهية.
  • غثيان.
  • قئ.
  • إمساك.
  • حمى.

وقد تبدأ الأعراض بمجرد مغص خفيف وعدم القدرة على التخلص من غازات البطن. 

سبب انفجار الزائدة الدودية

يعاني بعض المرضى الإمساك وقد يحاولون التخلص منه باستخدام الملينات أو الحقن الشرجية، وهذا في وجود التهاب الزائدة الدودية قد يؤدي إلى انفجارها وتصبح حالة طبية طارئة تحتاج إلى تدخل جراحي فوري.

يجب أيضا اتخاذ الحذر في التشخيص خصوصًا عند إصابة الأطفال أو النساء الحوامل بمثل هذه الأعراض، إذ يكون التشخيص صعبًا وبحاجة إلى طبيب حذق وماهر.

هل انفجار الزائدة الدودية يسبب الموت؟

من مضاعفات الزائدة حدوث خراج بالبطن، ثم انفجار الزائدة الذي يؤدي إلى تناثر البكتريا ومخلفات البراز في أنحاء التجويف البطني، ويصل الحال بعد هذا إلى الإصابة بتسمم الدم ومن ثم صدمة تسممية وبعدها الوفاة.

ما علاج الزائدة الدودية؟

يحدد الطبيب العلاج الأمثل طبقًا لحالة المريض، وقد تتضمن خطة العلاج الآتي:

  • جراحة استئصال الزائدة الدودية.
  • سحب وتفريغ خراج البطن باستخدام الإبر.
  • مضادات حيوية.
  • مسكنات.
  • سوائل وريدية.
  • نظام غذائي معتمد على السوائل.

في بعض الأحيان تتحسن الحالة دون جراحة، لكن معظم الحالات تحتاج أساسيا إلى الجراحة.

ما أسباب التهاب الزائدة الدودية؟

لم يتأكد الأطباء بعد من تحديد السبب الرئيسي لالتهاب الزائدة الدودية ولكن تبقى هناك بعض النظريات التي تفسر الالتهاب ومنها:

  • ديدان البطن.
  • الإمساك الشديد.
  • الأورام وتضخم العقد الليمفاوية.

كيفية تشخيص التهاب الزائدة الدودية؟

يعتمد تشخيص هذا المرض أساسيًا على الفحص الإكلينيكي للطبيب، إذ يلاحظ الطبيب ألمًا عند الضغط على الجانب الأيمن من منطقة أسفل البطن وكذلك قد يلاحظ تيبسًا في العضلات أو كتلة متورمة في هذا المكان.

يستعين الطبيب بعد الفحص الإكلينيكي بعدة اختبارات معملية، والأشعة لتأكيد التشخيص ومعرفة مدى تطور الحالة المرضية وتتضمن الآتي:

ولكن هذا الفحص لا يمكن بأي حال أن يؤكد أو ينفي الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية، إذ إن أي عدوى في الجسم قد تسبب ارتفاع في عدد كرات الدَّم البيضاء.

  • تحليل البول: يساعد تحليل البول على استبعاد الأمراض الأخرى التي قد تسبب نفس الأعراض.مثل التهابات المسالك البولية ووجود حصوات بالكلى.
  • اختبار حمل: الحمل خارج الرحم من أكثر الأمراض المشابهة في الأعراض لالتهاب الزائدة الدودية، ويحدث عندما يتم تخصيب البويضة في مكان آخر من الجهاز التناسلي للمرأة غير الرحم.

يسبب الحمل خارج الرحم آلام شديدة، ويعد حالة طبية طارئة تحتاج إلى تدخل جراحي فوري في معظم الأحيان.

إذا كان اختبار الحمل إيجابيًا، فقد يحتاج الطبيب لعمل سونار مهبلي لتأكيد التشخيص.

  • أشعة على البطن: مثل الأشعة التليفزيونية والأشعة المقطعية وكذلك أشعة الرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض.

ويبقى الفحص الإكلينيكي هو الأساس في التشخيص، ورأي الطبيب بعد الفحص وجمع المعلومات هو الذي يحدد الخطوة القادمة بالنسبة للمريض، إذ يوجد عديد من الأمراض التي قد تسبب أعراضًا مشابهة خاصةً ألم أسفل البطن على الجانب الأيمن.

ما أنواع التهاب الزائدة الدودية؟

تنقسم إلى نوعين:

  • التهاب حاد

 تتزايد فيه الأعراض سريعًا خلال يومين بالأكثر، ويحتاج لتدخل جراحي فوري إذ إن الانتظار قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

  • التهاب مزمن

 وهو أقل شيوعا من الالتهاب الحاد، وتكون فيه الأعراض متوسطة وتتزايد على فترات طويلة وقد تظهر وتختفي بشكل متكرر. 

يكون تشخيص هذا النوع صعبًا؛ نظرًا لتداخل الأعراض وغالبًا يتأخر تشخيصه حتى يصبح التهابًا حادًا.

ما أنواع عمليات استئصال الزائدة الدودية؟

يمكن أن تُجرى العملية الجراحية بطريقتين:

جراحة الزائدة الدودية
جراحة الزائدة الدودية

شق جراحي بالبطن

 وهذا غالبًا ما يحدث في هذه الحالات:

  1. إذا كان المريض يعاني أورام في الجهاز الهضمي.
  2. انفجار الزائدة الدودية في البطن، أو إذا تسببت في خراج.
  3. إذا كانت العملية تخص سيدة في الثلث الأخير من الحمل.
  4. إذا كان المريض قد أجرى عمليات سابقة في البطن.

المنظار الجراحي الباطني

يتمكن الطبيب باستخدام هذه التقنية من إجراء الجراحة عن طريق إدخال آلات صغيرة تحمل كاميرا وأخرى تحمل آلات الجراحة الأخرى من خلال جروح قطعية صغيرة جدًا.

 تتميز هذه العملية بفترة تعافي أقل؛ إذ تتسبب في نزيف أقل أثناء العملية وكذلك جروح صغيرة يسهل التئامها.

تحتاج هذه التقنية إلى الدِّقَّة والخبرة من الطبيب، كذلك تستلزم أنواع معينة من المرضى.

يحدد الطبيب المعالج نوع الجراحة المناسب للحالة المرضية، إذ أن كل مريض يختلف عن الآخر وكل مرحلة في العلاج تتطلب تدخلًا مختلفًا.

كم تستغرق مدّة النقاهة لالتهاب الزائدة الدودية؟

تعتمد مدّة النقاهة على عوامل كثيرة منها:

  • صحة المريض العامة.
  • وجود مضاعفات أو عدمها.
  • نوع العلاج الذي تلقاه المريض.

فإذا تمت عملية الاستئصال باستخدام الجراحة، يحتاج المريض إلى وقت أطول للتعافي من آثار العملية وفك الغرز والعناية بالجرح. 

أما إذا تمت باستخدام المنظار الجراحي، فهذا يقلل مدة التعافي التي يحتاجها المريض بعد إجراء العملية.

تتراوح المدة بين أسابيع إذا لم تحدث مضاعفات، وشهور إذا  وُجدَت المضاعفات، كذلك تلعب حالة المريض الصحية العامة دورًا هامًا في مدّة التعافي.

الوقاية من الزائدة الدودية

لا توجد طريقة مؤكدة لتجنب الإصابة بالتهاب الزائدة، ولكنها مجرد وسائل لتقليل خطر الإصابة بها، وتتضمن غذاءً غنيًا بالألياف مثل: الفواكه والخضروات والبقوليات وكذلك حبوب القمح الكاملة. 

ينصح  الأطباء بتناول بعض المكملات الغذائية المحتوية على الألياف.

هل يمكن معالجة هذا الالتهاب بالوصفات الطبيعية؟ 

التهاب الزائدة الدودية هو حالة طبية تستدعي تدخلًا فوريًا، إذ يترتب على التأخر في طلب المشورة الطبية تدهور حالة المريض ومضاعفات قد تكون قاتلة.

الوصفات الطبيعية لا تساعد على علاج الحالة ولكنها قد تساعد في الشفاء بعد إجراء الجراحة، ويجب أخذ قسط من الراحة، وتناول كثير من السوائل، والمشي يوميًا، وإبقاء الجرح نظيفًا ومعقمًا وكلها عوامل تساعد في الشفاء لكنها ليست العلاج.

لذا إذا شعرت عزيزي القارئ بأي من الأعراض المذكورة لالتهاب الزائدة الدودية، ينبغي لك الذهاب إلى الطبيب للفحص والاستشارة، قد تكون حالتك بسيطة وقد تحتاج تدخلًا فوريًا يؤثر على حياتك، لا تترك نفسك لنصائح غير المتخصصين. وتذكر أن صحتك أمانة في يديك فاعتنِ بها. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى