تتكون الحصوات المرارية عند فرط إنتاج الكبد للكوليسترول أو البيليروبين أو عجز المرارة عن تفريغ العصارة الصفراوية.
سنتناول -عزيزي القارئ- في هذا المقال أسباب الحصوات المرارية ومضاعفاتها، وكيفية علاجها فلنبدأ رحلتنا سويًا.
أسهل طريقة لعلاج حصوة المرارة بدون جراحة
إذا لم يصاحب الحصوات ألمًا فلا حاجة للعلاج، وأحيانًا قد تمر الحصوات -ذات الحجم الصغير- إلى الأمعاء مع العصارة.
علاج الحصوات المرارية بالأعشاب
تلعب بعض الأعشاب دورًا في العلاج ومنها:
- النعناع: يساهم في تحسين الهضم وتفتيت حصوات المرارة وكذلك تهدئة الألم لاحتوائه على مادة تربين (Terpene).
- بذور القاطونة (Psyllium): تساهم بذور القاطونة في إذابة وتفتيت الكوليسترول تدريجيًا.
علاج حصوات المرارة بالوصفات الطبيعية
- عصير الخضراوات: يساعد كلًا من الشمندر والخيار على تنظيف الكبد وتحفيز عمل المرارة، ويساهم الجزر كذلك في تقوية عمل الجهاز المناعي لاحتوائه على فيتامين C.
- عصير الكمثرى: يخفف الألم ويساهم في تفتيت الحصوات؛ حتى يسهل إخراجها من الجسم لاحتوائه على البكتين (Pectin).
- زيت الزيتون أو خل التفاح أو عصير الليمون: تناول أي منهم على الريق يساهم في تقليل إنتاج الكبد للكوليسترول وفي تفتيت الحصوات المرارية.
هل يمكن التخلص من حصوات المرارة بدون إزالة المرارة؟
ربما يلجأ الطبيب إلى تصريف الحصوات من خلال أنبوب تصريف عبر الجلد، إذا كانت هناك مخاطر من الخضوع للإجراء الجراحي.
تختلف طرق العلاج بين العلاج الدوائي والجراحي والعلاج بالأعشاب كما يلي:
أدوية علاج حصوات المرارة
يصف الطبيب حمض الأورسودي أوكسي كوليك (Ursodeoxycholic Acid) لدوره في تفتيت حصوات الكوليسترول المرارية وتقليل إنتاج الكبد للكوليسترول.
قد تصل عدد الجرعات اليومية لحمض الأورسودي أوكسي كوليك إلى 4 مرات، وربما يستغرق العلاج الدوائي سنوات للتخلص من الحصوات.
ربما تتجمع الحصوات مرة أخرى عند بعض الحالات بعد التوقف عن تناول العلاج.
يصف الطبيب أيضًا أدوية محتوية على أنزيمات صفراوية هاضمة، لتساعد على تكسير الدهون بالأمعاء ومنها:
- بنكرياز (Pancreaze).
- زنبيب (Zenpep).
- كريون (Creon).
- بنكرياتين (Pancreatin).
- التريسا (Ultresa).
- بيرتزي (Pertzye).
- بينكابس (Pencaps).
قد يوصف المغنسيوم، لأنه يساعد على تفريغ المرارة وتخفيف التقلصات والآلام، كذلك مسكنات ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية لتخفيف الألم.
علاج حصوات المرارة بالجراحة
أصبح استئصال المرارة بالمنظار العلاج الأمثل لأنه إجراء آمن عن الجراحة التقليدية وضعف فاعلية العلاج الدوائي.
يخدَر المريض تخديرًا كليًا ثم يفتح الطبيب من 3 إلى 4 شقوق في البطن.
ثم يدخِل الطبيب مجس المنظار من إحدى الشقوق لرؤية ما بالداخل على شاشة خاصة مصحوبة بأداة صغيرة حتى يسهل إزالة المرارة بعناية.
يمكن للمريض مغادرة المستشفى في اليوم نفسه أو في اليوم التالي للعملية إذا لم تظهر أي مضاعفات.
قد يعاني برازًا سائلًا بعد استئصال المرارة؛ لذا عليه اتباع نظام غذائي قليل الدهون.
بمجرد استئصال المرارة ترسِل إشارات إلى الكبد لإفراز العصارة الصفراوية مباشرةً إلى الأمعاء.
ما أسباب الحصوات المرارية؟
تتعدد مسببات تكون الحصوات، وتشمل ما يلي:
- زيادة إفراز الكبد للكوليسترول (Cholesterol): تحتوي العصارة الصفراوية على عديد من المواد المذيبة للكوليسترول الذي يفرزه الكبد.
تفقد العصارة الصفراوية قدرتها على إذابة وتكسير الكوليسترول عندما يفرزه الكبد بكميات كبيرة، فيتحول الكوليسترول الزائد إلى بلورات يزداد حجمها مع الوقت وتنتهي بحصوات.
تسمى حصوات المرارة بحصوات الكوليسترول -ذات اللون الأصفر- عندما يكون الكوليسترول هو التركيز الأعلى في العصارة الصفراوية.
- زيادة إفراز الكبد للبيليروبين (Bilirubin): البيليروبين هو ناتج تكسير الكبد لكرات الدم الحمراء القديمة، ويعد أيضًا مكونًا أساسيًا من مكونات العصارة الصفراوية.
عندما تفقد المرارة قدرتها على تكسير البيليروبين الزائد، يأخذ الشكل البلوري وينتهي بتكوين حصوات.
يزداد إفراز الكبد للبيليروبين في حالات تليف الكبد والتهاب القناة الصفراوية المشتركة وبعض أمراض الدم.
تسمى حصوات المرارة بالحصوات الصبغية -ذات اللون البني الداكن أو الأسود- عندما يكون البيليروبين هو التركيز الأعلى في العصارة الصفراوية.
- فقدان قدرة المرارة على التفريغ: تفقد المرارة قدرتها أحيانًا على تفريغ محتوياتها من العصارة الصفراوية إلى الأمعاء، فتتسبب في تكوين حصوات.
لا يصاحبها عادةً أعراضًا أو علامات، لكن إذا صاحبها أعراضًا قد يلزم استئصال المرارة.
قد يصَاب الشخص نفسه بحصوة واحدة أو عدة حصوات في الوقت نفسه.
يختلف حجم الحصوات من صغير مثل حجم حبة الرمل إلى كبير مثل حجم كرة الجولف.
ووفقًا لمنشورات هارفارد الصحية، 80% من حصوات المرارة سببها تجمع بلورات الكوليسترول، و20% سببها تجمع بلورات البيليروبين وأملاح الكالسيوم.
ما أعراض الحصوات المرارية؟
تتعدد أعراض الحصوات المرارية (المغص الصفراوي) وتختلف من شخص لآخر، وتشمل الآتي:
- ألم بالجانب العلوي الأيمن من البطن.
- غثيان وقيء.
- تجشؤ.
- ألم بالمعدة.
- إسهال.
- بول داكن اللون.
- براز لونه مثل الطين.
- الشعور بألم في المرارة عند تناول أطعمة دسمة وقد يستمر إلى بضع ساعات.
يختلط على بعض الناس ألم المغص الكلوي بالمغص الصفراوي، فألم الأول يكون بالجانب السفلي من البطن وقد يمتد إلى أسفل الظهر والفخذ مع بعض الحالات.
الحصوات نفسها ليست مؤلمة لكن عند انحصارها في القنوات تسبب ألمًا، لصعوبة مرور العصارة الصفراوية المخزنة في المرارة إلى الأمعاء.
وفقا للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، 80% من المصابين بالحصوات المرارية الصامتة لا يعانون ألمًا أو أعراضًا.
هل الحصوات المرارية خطيرة؟
تختلف المضاعفات من شخص لآخر وفقًا لمكان انحصار الحصوات وتشمل الآتي:
التهاب المرارة الحاد (Acute Cholecystitis)
قد يتسبب تجمع الحصوات بالمرارة في التهابها والإصابة بعدوى يصاحبها ألمًا شديدًا وحمى.
يتراوح خطر تسبب الحصوات في التهاب المرارة الحاد بين 1% و3%.
أعراض التهاب المرارة الحاد
- ألم شديد بالجزء العلوي من البطن ممتدًا إلى منتصف الظهر والكتف اليمنى.
- حمى.
- فقدان الشهية.
- غثيان وقيء.
- تصبغ الجلد والعينين (اليرقان).
انسداد القناة الصفراوية المشتركة (Mutual Bile Duct Obstruction)
قد تَسِد الحصوات القنوات الصفراوية (Bile Duct) الناقلة للعصارة الصفراوية من المرارة إلى الأمعاء الدقيقة.
قد يصاحبه يرقانًا (صفراء) وألمًا شديدًا وعدوى بالقناة الصفراوية.
انسداد قناة البنكرياس (Blockage of Pancreatic Duct)
هي قناة ممتدة من البنكرياس تلتقي بالقناة الصفراوية المشتركة قبل الإثنى عشر عند نقطة اتصال تسمى أمبولة فاتر.
تساهم عصارة البنكرياس (أنزيمات هضمية) مع العصارة الصفراوية في هضم الدهون بالأمعاء الدقيقة.
قد تتسبب حصوات المرارة في انسداد قناة البنكرياس مما يؤدي إلى التهاب البنكرياس (Pancreatitis) يصاحبه ألمًا شديدًا غير محتمل.
سرطان المرارة (Gallbladder Cancer)
يزداد خطر الإصابة بسرطان المرارة من لديهم تاريخ مرضي لتكوين حصوات المرارة.
كيفية تشخيص الحصوات المرارية
يبدأ الطبيب بالفحص البدني، وقد يلجأ إلى فحوصات أخرى لدقة التشخيص، وتشمل:
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُجرى للتأكد من وجود حصوات مرارية وهل تسببت في أي مضاعفات من السابق ذكرها؟
- الأشعة المقطعية المحوسبة (CT): ينتج صورة للكبد والبطن أكثر دقة ووضوح.
- مسح النويدات المشعة (المسح الذري) للمرارة ( Gallbladder Radionuclide Scan): يحقَن المريض وريديًا بمادة مشعة ينقلها الدم إلى الكبد والمرارة.
تجرَى للتأكد من انسداد القنوات الصفراوية بالحصوات أو وجود عدوى أو الإصابة بسرطان المرارة.
- اختبارات الدم: لمعرفة نسبة البيليروبين في الدم ووظائف الكبد.
- تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار (ERCP): يجرَى للتشخيص والعلاج.
أولًا: الإجراء التشخيصي: يُحقن المريض وريديًا بمخدر ثم يدخِل الطبيب مجس المنظار من الفم ومنه إلى المعدة ثم إلى الأمعاء.
ثم إلى أمبولة فاتر ومنها إلى قناة البنكرياس والقناة الصفراوية المشتركة للتأكد من وجود حصوات أم لا.
ثانيًا: الإجراء العلاجي: عندما يتأكد الطبيب من وجود حصوات يُدخل أنبوب صغير مع مجس المنظار إلى مكان الحصوات به مادة لتفتيتها.
وقد يستعين الطبيب بدعامة لتوسيع القنوات لتسهيل مرور الحصوات المفتتة إلى الأمعاء.
عوامل تزيد خطر تكوين الحصوات المرارية
يزداد خطر تكون الحصوات في الحالات الآتية:
- الإناث أكثر إصابة من الرجال بداية من عمر 40 عامًا.
- الحمل.
- السمنة.
- الفقدان السريع للوزن في وقت قصير.
- الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية وقلة تناول الألياف والماء.
- تاريخ عائلي من الإصابة بحصوات مرارية.
- بعض أمراض الدم (مثل: فقر الدم المنجلي، أو سرطان الدم).
- داء السكري.
- الأدوية المحتوية على هرمون الإستروجين (مثل: أقراص موانع الحمل الفموية).
10. أمراض الكبد.
مم تتكون العصارة الصفراوية (Bile)؟
تتكون العصارة الصفراوية من الماء والكوليسترول (Cholesterol) والبيليروبين (Bilirubin)، ومجموعة من الدهون والبروتينات والأملاح.
ترسِل إشارات إلى المرارة بعد تناول الطعام لتحفيزها على إفراز العصارة الصفراوية، التي تساعد على تكسير الدهون وامتصاص الفيتامينات A, D, E, K.
ختامًا، تعرفنا -عزيزي القارئ- إلى أسباب الحصوات المرارية وكيفية علاجها ومخاطرها، فاتباعك نظامًا غذائيًا صحيًا يقيك خطر الإصابة.
