الصحة العامة

أعراض التهاب المرارة المبكرة وعلاجها | أقرب صديق لوجباتك الدسمة

تظهر أعراض التهاب المرارة بعد تناول وجبات تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، لذا يعد الطعام أحد عوامل الخطر المساهمة في تكوين حصوات المرارة.

فالمرارة عضو صغير يقع في الجانب الأيمن من البطن بالقرب من الكبد، وتحتوي المرارة على سائل يساهم في هضم الدهون يُطلق مباشرةً في الأمعاء يُدعى الصفراء، إذا انسد الطريق المؤدي إلى الأمعاء الدقيقة فإن تلك العصارة تنحصر مسببةً تهيج المرارة بما يُعرَف بالتهاب المرارة.

المرارة والكبد

أعراض التهاب المرارة المبكرة

يعاني المريض بعض الأعراض التي تؤرقه ومن أبرزها:

  • ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، قد يمتد حتى يصل إلى الظهر أو أسفل الكتف الأيمن وهو أكثر أعراض التهاب المرارة الحاد شيوعًا.
  • غثيان وقيء: غالبًا تظهر هذه الأعراض بعد تناول وجبة دسمة.
  • الحمى.
  • الانتفاخ.
  • اصفرار الجلد أو العينين. 

الأكل الذي يسبب التهاب المرارة

تجنب هذه الأطعمة لأنها تسبب تفاقم حالتك وزيادة حجم الحصوات. 

  • الأطعمة المقلية مثل البطاطس المقلية أو الدجاج المقلي.
  • اللحوم الدهنية. 
  • الزيوت النباتية.
  • زيت الفول السوداني.
  • الأطعمة البيضاء المكررة مثل: المكرونة البيضاء والخبز والسكريات.
  • منتجات الألبان عالية الدسم مثل: الزبدة والكريمة والحليب كامل الدسم والقشطة.
  • اللحوم المُصَنعة مثل: السجق أو اللحم المقدد. 
  • الكحول.
  • الدهون والزيوت المستخدمة في إعداد الطعام. 

يعدٌ الطعام أحد عوامل الخطر المساهمة في تكوين حصوات المرارة إلى جانب عدة عوامل أخرى، منها:

  •  التاريخ العائلي لحصوات المرارة.
  •  الجنس

 النساء أكثر عرضة لتكوين الحصوات، وكذلك الوزن.

  • الطعام 

لا يؤثر الطعام مباشرةً في مشكلات المرارة وعلاجها، لكن اتباع نظام غذائي متوازن يساعدك على الحفاظ على وزن صحي، ومن ثَمّ يساهم في منع تكون حصوات المرارة أو يقلل أعراضها إذا أُصِبت بها بالفعل.

مضاعفات التهاب المرارة

قد يسبب التهاب المرارة ظهور مضاعفات عديدة أهمها:

  • موت أنسجة المرارة (الغرغرينا): أكثر المضاعفات شيوعًا إذا لم يُعالج، وقد تؤدي إلى انفجار المرارة.
  • تمزق المرارة: ويتداخل في ذلك عدة أسباب منها وجود ورم في المرارة، أو عدوى بها أو موت أنسجتها.

علاج التهاب المرارة

قد يتطلب العلاج المكوث في المستشفى وقد يصل الأمر إلى ضرورة التدخل الجراحي، ومن أهم الوسائل المستخدمة في العلاج: 

  • الصيام: قد لا يُسمح بتناول الطعام أو الشراب في بداية العلاج لتقليل الضغط على المرارة الملتهبة.
  • المضادات الحيوية: إذا كان سبب التهاب المرارة هو العدوى.
  • مسكنات الألم: لتخفيف الشعور بالألم حتى يُشفَى الالتهاب.
  •  اتباع نظام غذائي منخفض الدهون: يساهم في تقليل الأعراض والوقاية من الكبد الدهني.
  • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار (endoscopic retrograde cholangiopancreatography) لإزالة أي حصوات تسد قنوات المرارة.
  • استئصال المرارة جراحيًا: يلجأ الطبيب إلى الحل النهائي إذا تكرر التهاب المرارة عدة مرات بعد العلاج، ويعتمد توقيت إجراء العملية على حدة الأعراض ومدى خطورة الوضع.

وتجرى الجراحة باستخدام المنظار من خلال 4 جروح صغيرة، بمجرد إزالة المرارة تتدفق العصارة الصفراوية مباشرة من الكبد عبر القناة الكبدية والقناة الصفراوية المشتركة إلى الإثنى عشر بدلا من تخزينها في المرارة.

أدوية علاج التهاب المرارة

أدوية علاج التهاب المرارة

يلجأ الأطباء إلى العلاج الدوائي من أجل تقليل معدل تكرار الإصابة بالتهاب المرارة، وكذلك الحد من حدوث مضاعفات، ومن أهم الأدوية المستخدمة:

1- مضادات القيء

 تُحسن من شعور المريض وتجعله أكثر راحة، وتقلل احتمال الإصابة بالجفاف، لأنها تقلل فقد الجسم للسوائل ومن أهمها:

  • بروميثازين (Promethazine): من مضادات الهيستامين، يعالج أعراض الغثيان والقيء بتثبيط العصب الدهليزي (عصب يوجد في الأذن الداخلية، وينقل إشارات جهاز التوازن من الأذن الداخلية إلى الدماغ).

الجرعة: أقراص تؤخذ بالفم تركيز 12.5-25 مجم / كل 4-6 ساعات يوميًا.

حقن عضلي أو وريدي 12.5-25 مجم / كل 4-6 ساعات يوميًا.

  • بروكلوربيرازين (Prochlorperazine): من مثبطات الدوبامين الذي بدوره يؤثر في الجهاز الهضمي.

الجرعة: أقراص: تركيز 5-10 مجم / كل 6-8 ساعات يوميًا.

تحاميل: 25 مجم كل 12 ساعة / يوميًا. 

حقن عضلي: 5-10 مجم / كل 3-4 ساعات بشرط أن لا تتعدى الجرعة اليومية 40 مجم

حقن وريدي: 2.5-10 مجم / كل 3-4 ساعات حيث لا تتعدى الجرعة اليومية 40 مجم. 

2- مسكنات الألم (Analgesics)

لا يُفَضل استخدام المورفين في تسكين الألم، لأنه قد يزيد تأثير العضلة العاصرة Oddi (هي صمام يفصل القناة الصفراوية عن الإثنى عشر)، ومن أمثلتها:

  •  ميبيريدين (Meperidine): هو الأفضل في السيطرة على الألم من المورفين؛ آثاره الجانبية قليلة مقارنة بالمورفين فهو يسبب إمساكًا أقل وتشنجًا عضليًا بسيطًا.

الجرعة: أقراص أو حقن عضلي أو حقن تحت الجلد 50-150 مجم / كل 3-4 ساعات يوميًا.

  • هيدروكودون و أسيتامينوفين (Hydrocodone and Acetaminophen): هذه التركيبة تستخدم في تخفيف الآلام المعتدلة إلى الشديدة.

الجرعة: أقراص: 1-2 قرص تركيز (هيدروكودون 2.5-10 مجم، أسيتامينوفين 300-325 مجم) / كل 4-6 ساعات يوميًا.

  • أوكسيكودون و أسيتامينوفين (Oxycodone and Acetaminophen): تستخدم في تخفيف الآلام المتوسطة.

الجرعة: أقراص: 1-2 قرص تركيز(5 مجم/325 مجم) / كل 6 ساعات يوميًا.

3- المضادات الحيوية (Antibiotics): 

إذا كان سبب الالتهاب عدوى بكتيرية، يحدد الطبيب الجرعة والشكل الدوائي المستخدم حسب الحالة.

أبرز المضادات الحيوية المُوصي بها:

  •  سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin): له نشاط واسع ضد البكتيريا الهوائية موجبة الجرام وكذلك السالبة الجرام، لكنه لا يعمل ضد البكتيريا اللاهوائية.
  • ميروبينم (Meropenem). 
  • إيمينيم و سيلاستاتين (Imipenem and cilastatin).
  • بيبيراسيلين تازوباكتام (Piperacillin and tazobactam).
  • الامبيسیلین و سولباکتام (ampicillin/sulbactam).
  • ميترونيدازول (metronidazole).
  • ليفوفلوكساسين (Levofloxacin).
  • أزيتريونام (Aztreonam ).
  • سيفترياكسون (Ceftriaxone).
  • سيفوتاكسيم (Cefotaxime).
  • سيفتازيديم (Ceftazidime).

4- مضادات الالتهاب 

مثل: كاميلوفين (Camylofin).

أسباب التهاب المرارة

توجد عديد من الأسباب المساهمة في حدوث هذا المرض وأبرزها: 

  1. حصوات المرارة

تتكون نتيجة تحول كتل من الصفراء إلى جسيمات صلبة، وتسد الأنبوبة المرارية التي تتدفق من خلالها العصارة الصفراوية، مسببةً تراكم تلك العصارة داخل المرارة، والذي بدوره يسبب التهاب المرارة.

  1. تراكم حمأة المرارة (gallbladder sludge)

سائل سميك يتكون من الكوليسترول والكالسيوم والبيليروبين ومركبات أخرى نتيجة بقاء الصفراء في المرارة فترة طويلة يعرف بحمأة المرارة (gallbladder sludge).

  1. انسداد القناة المرارية.
  1. العدوى. 
  1. الأورام

 وجود الأورام يسبب حجز الصفراء داخل المرارة ومن ثَمً التهاب المرارة.

  1. انسداد الإمداد الدموي إلى المرارة

 قد يعاني مريض السكري هذه المشكلة.

بعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة بالتهاب المرارة

  • السن.
  • زيادة الوزن أو فقد الوزن بسرعة. 
  • زيادة شحوم الدم.
  • داء السكري.
  • الحمل.
  • بعض الأمراض: أمراض القلب، أو أمراض الكلى.

تشخيص التهاب المرارة

يطلب الطبيب بعض الاختبارات لتشخيص مرض التهاب المرارة من أهمها:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المُحوسَب: يكشف عن وجود حصوات المرارة. 
  • مسح حمض الخلية الكبدية (A hepatobiliary iminodiacetic acid scan): يُحقن الجسم بصبغة مشعة، ترتبط بالخلايا المنتجة للصفراء، ومن ثمّ يمكن رؤيتها وتتبعها مع الصفراء في أثناء انتقالها عبر القنوات الصفراوية؛ مُظهرةً أي انسداد بها.
  • تحاليل الدم: للكشف عن وجود عدوى بالمرارة أو التهابها.

التشخيص المقارن 

توجد بعض الحالات المرضية تحاكِي أعراضها التهاب المرارة المزمن، ومن أبرزها:

  • التهاب المرارة الحاد: يصحب الأعراض التي ذكرناها سابقًا الحمى والغثيان أو القيء.
  • سرطان المرارة: تشمل أعراضه ألمًا في البطن غالبًا في الجزء العلوي، ويتميز بفقدان الوزن دون السعي لذلك وانتفاخ البطن، ويُشخص بالتصوير بالأشعة السينية أو بالخزعة.
  • سرطان المعدة.
  • احتشاء عضلة القلب: وهنا يسيطر الشعور بالغثيان والقيء والضيق في منطقة الصدر، وألم في مختلف أجزاء الجسم.
  • التهاب الأوعية الدموية المساريقي.
  • القرحة الهضمية: وأهم أعراضها فقر الدم وفقدان الوزن والميلينا.

في النهاية -عزيزي القارئ- المرارة عضو هام وهو أقرب صديق إلى وجباتك الدسمة، لكن إذا لم تعتنِ بها وتحافظ عليها متبعًا أنظمة صحية، ستنقلب عليك وتصبح ألد أعدائك بدايةً بالتهاب المرارة وهلمّ جر، لكن حينها قد تفقدها للأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى