الصحة العامة

تجربتي مع التهاب القولون التقرحي | هل خطير؟

التهاب القولون التقرحي
التهاب القولون التقرحي

يعد التهاب القولون التقرحي أحد أمراض التهاب الأمعاء (IBS) -التي تسبب الالتهابات والتقرحات المزمنة لبطانة القناة الهضمية، ويُصيب القولون -الأمعاء الغليظة- والمستقيم (نهاية القولون إلى فتحة الشرج).

يهاجم الجهاز المناعي القولون والمستقيم؛ محدثًا التهابات وتقرحات تؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء والحاجة إلى التبرز الذي يصاحبه إسهال دموي أو صديدي. وعادةً يُصاب به المريض في أي عمر، لكنه أكثر شيوعًا بين 15 و30 عامًا.

تجربتي مع التهاب القولون التقرحي

منذ إصابتي بالقولون التقرحي؛ وحالتي تزداد سوءًا مع الوقت، فبعد معاناتي مع تقلصات البطن وآلامها، أصبحت أعاني الآن إسهالًا مزمنًا يصاحبه نزول بضع قطرات من الدم، وأصبح الألم حادًا ولا أستطيع تحمله رغم التزامي بالدواء… فهل يشفى مريض القولون التقرحي؟

نعم -عزيزي القارئ- هناك دائمًا أمل في الشفاء؛ لذا تابعنا في السطور القادمة.

أعراض التهاب القولون التقرحي

 يبدأ ظهور الأعراض تدريجيًا وليس فجأة، وتختلف الأعراض الظاهرة على المريض تبعًا لحدة الالتهاب ومكانه، وتشمل الأعراض الآتية:

  • إسهال دموي أو صديدي.
  • مغص وانتفاخات بالبطن.
  • ألم بالمستقيم (المنطقة الشرجية).
  • نزيف المستقيم الذي يتسبب في نزول كميات الدم خلال التبرز.
  • زيادة الحاجة إلى التبرز.
  • عدم القدرة على التبرز رغم الحاجة له.
  • نقص الوزن.
  • إرهاق وأرق.
  • حمى.

أعراض هجمات القولون التقرحي

يعاني المريض نوبات تهيج وانتكاسات بين الحين والآخر، وتتميز أعراضها بالتالي:

  • التهاب المفاصل وتورمها.
  • تقرحات بالفم.
  • انتفاخ بعض المناطق بالجلد واحمرارها.
  • تهيج العينين واحمرارهما.

إذا أصبحت حالة المريض حادة، التي تتميز بزيادة حاجته للتبرز لما يصل إلى ست مرات أو أكثر باليوم فإن أعراضه تتفاقم لتشمل الأعراض الآتية:

  • ضيق التنفس.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • حمى.
  • ظهور الدم بالبراز ظهورًا واضحًا.

ما الفرق بين التهاب القولون التقرحي والقولون العصبي ومرض كرون؟

تتشابه أعراض التهاب القولون التقرحي مع بعض أعراض الأمراض المعوية الالتهابية مثل داء كرون، والقولون العصبي، لكن ما الفرق بينهم؟

الفرق بين التهاب القولون التقرحي وداء كرون هو اختلاف في المنطقة المصابة من القناة الهضمية، فيُصيب التهاب القولون التقرحي القولون والمستقيم.

بينما داء كرون يصيب عادةً الأمعاء الدقيقة، أو أي جزء في القناة الهضمية من الفم حتى فتحة الشرج.

أما عن القولون العصبي فإنه لا يسبب التهابات أو تقرحات، لكنه يؤثر في عضلات الأمعاء فقط.

هل التهاب القولون التقرحي خطير؟

قد يصاب المريض بمضاعفات حادة، مثل:

أعراض التهاب القولون التقرحي
  • نزيف حاد.
  • انثقاب القولون.
  • جفاف شديد.
  • التهاب الجلد، والمفاصل والعينين.
  • زيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون، وفي ذلك ردًا على سؤال المرضى هل يتحول التهاب القولون التقرحي إلى سرطان.
  • زيادة احتمالية الإصابة بجلطات في الشرايين والأوردة.
  • هشاشة العظام.
  •  تضخم القولون السمي (تورم سريع الانتشار بالقولون).

أدوية علاج التهاب القولون التقرحي

بما أن الأعراض حِدتها تختلف بين المرضى؛ فإن مدة العلاج تختلف تبعًا لها.

لا يقتصر العلاج على الدواء فقط، لكنه يشمل أيضًا العلاج بالأعشاب، أو قد يصل إلى التدخل الجراحي، إلى جانب أن المريض يجب عليه اتباع حمية غذائية مناسبة تحد من الأعراض وتحسن حالة القولون.

إن لم تُجدِ الأدوية نفعًا في العلاج يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي، إذ يستأصل القولون كاملاً، أو القولون والمستقيم معًا، وفي تلك الحالة يصل الطبيب الأمعاء الدقيقة بفتحة الشرج مباشرةً لخروج الفضلات من خلالها؛ ولن تحتاج إلى حقيبة جمع البراز.

لكن إذا فشل توصيل الأمعاء بفتحة الشرج؛ يلجأ الطبيب إلى إجراء فتحة بالبطن يخرج من خلالها البراز في حقيبة جمع البراز.

يتنوع العلاج الدوائي بين ما يلي:

  • مضادات الالتهاب

تستخدم لعلاج الالتهابات الناجمة عن الإصابة بالمرض، وهي الخطوة الأولى في العلاج ومنها:

الأمينوساليسليت: يُستخدم هذا الدواء للالتهابات، ويوجد في شكل حبوب، أو حقنة شرجية، ومن أمثلته: سولفاسالازين، وميسلامين، وسلازيد، وأوسالازين.

الكورتيزونات: تُستخدم في حالة فشل في الأمينوسالسيليت في علاج الالتهاب، أو إذا كانت الأعراض حادة، وتُوصف مدة قصيرة، لتجنب آثارها الجانبية.

أدوية مثبطات المناعة: تُثبط الجهاز المناعي حتى لا يهاجم القولون ويُصاب بالالتهاب، لكنها تحتاج وقتًا قد يصل إلى ثلاثة شهور لتُجدي نفعًا.

المستحضرات الحيوية: تعالج الالتهاب من خلال تثبيط الجهاز المناعي، ومن أمثلتها: الأداليموماب، وغوليموماب، وإينفيل إكسيماب.

  • مسكنات الآلام

قد يوصي الطبيب بعقار الباراسيتامول إذا كان الألم خفيفًا، والإيبوبروفين، أو النابروكسين، أو ديكلوفيناك الصوديوم إذا كان الألم حادًا.

  • مضادات التشنج

قد يصف لك الطبيب مضادات التشنج إذا كان لديك تقلصات مؤلمة.

  • مكملات الحديد

يصفها لك الطبيب لتعويض نقص الحديد في حالات الأنيميا التي يسببها النزيف المعوي.

  • المضادات الحيوية

قد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية.

  • أدوية أخرى

 تستخدم لعلاج الأعراض الناجمة عن التهاب القولون التقرحي مثل:

إيقاف الإسهال: يستخدم اللوبراميد لإيقاف الإسهال، ولكن يجب عليك استشارة الطبيب قبل تناوله، لأنه قد يُسبب تضخم القولون السُمي.

علاج التهاب القولون التقرحى بالأعشاب

يستخدم إلى جانب العلاج الدوائي، لتخفيف الآثار الجانبية الناجمة عنه، لكن يجب عليك استشارة الطبيب قبل تناوله، ويشمل ما يلي:

لبان الدكر: مادة تُستخرج من الصمغ النباتي بجذع الشجرة، وتستخدم لمعالجة الالتهابات.

البروميلين: هي إنزيمات بروتينية توجد بالأناناس، وتقلل أعراض التهاب القولون التقرحي ونوباته.

البروبيوتيك: الأطعمة التي تحتوي على البكتيريا المفيدة مثل الزبادي واللبن الرائب، لكن لا يوجد دراسات لإثبات فعاليتها.

بذر القاطونة: ألياف تساعد على معالجة الإمساك، لكنها قد تزيد الأمر سوءًا خلال النوبات.

الكركم: يحتوي على الكركمين، وهو مضاد للأكسدة، ويساعد على التخلص من الالتهابات.

هل يوجد نظام غذائي لمرضى القولون التقرحي؟

لا توجد دراسة قاطعة تثبت أن أطعمة معينة تسبب المرض، لكن بالتأكيد هناك بعض الأطعمة تزيد حدته وأعراضه، لذا يجب تحديد أي من الأطعمة يزيد حدة الأعراض لديك، وتستبعدها من حميتك الغذائية.

يجب أن يكون نظامك الغذائي متكاملًا أيضًا، ومتنوعًا بين حصولك على الألياف، والبروتينات غير الدهنية،

والفيتامينات، والعناصر الغذائية الهامة الموجودة في الخضراوات والفاكهة.

لذا إليك بعض الإرشادات التي تساعدك على تنظيم غذائك:

تناول الوجبات الصغيرة: قسم وجبات يومك، فبدلاً من 3 وجبات باليوم قسمهم على 5 وجبات، أو أكثر.

شرب كثير من السوائل: يجب عليك شرب كثير من الماء والسوائل الأخرى، لكن تجنب المشروبات الضارة التي تحتوي على الكحول والكافيين وأيضًا المشروبات الغازية، فهي تزيد الغازات بالبطن والإسهال.

تناول أطعمة غنية بفيتامين سي: مثل الفلفل والسبانخ والتوت، حتى تساعدك على التعافي سريعًا بعد نوبات التهيج.

تقليل تناول منتجات الألبان: فهي تؤدي إلى إسهال وغازات بالبطن، وإذا كنت مصابًا بعدم تحمل

اللاكتوز -السكر الموجود بالحليب- عندها لن يستطيع جسدك هضمه، مما يسبب لك عديد من المشكلات وتتفاقم حالتك.

استشارة اختصاصي التغذية: عندما تبدأ في فقدان الوزن؛ فعليك الذهاب إليه لاستشارته.

أسباب التهاب القولون التقرحي

ما زالت أسباب حدوثه غير معروفة حتى الآن، لكن يعتقد العلماء أن هناك عوامل تزيد فرص حدوثه، وهي:

خلل الجهاز المناعي

يهاجم الجهاز المناعي الجسم نفسه وخلاياه بدلًا من الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات، فيهاجم بطانة القولون الداخلية باعتبارها جسمًا غريبًا عنه؛ مسببًا التهابات وتقرحات لها.

عوامل وراثية

إصابة أحد الآباء، أو أحد أقارب الدرجة الأولى بالتهاب القولون التقرحي يجعلك عرضة للإصابة به أيضًا.

اضطرابات مناعية أخرى 

إصابتك بأحد الأمراض المناعية يزيد فرصتك في الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، فمثلاً زيادة التوتر العصبي تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، مما يزيد نسبة الإصابة بالمرض.

التشخيص

تجرى عدة اختبارات لتأكيد الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، وهي:

فحص الدم

للكشف عن الالتهابات والأنيميا، بقياس عدد كرات الدم الحمراء وكرات الدم البيضاء والهيموجلوبين.

فحص البراز

لاستقصاء العدوى بالطفيليات في القولون، وللكشف عن وجود دم بالبراز.

التنظير السيني المرن

يستخدم لاكتشاف المنطقة السينية -الجزء السفلي من القولون- عن طريق إدخال منظار به كاميرا أسفل القولون، لتسهيل رؤية الطبيب لتلك المنطقة، وقد يسحب الطبيب عينة منها لفحصها تحت الميكروسكوب.

منظار القولون

نفس طريقة عمل التنظير السيني المرن، لكن يستكشف الطبيب القولون كله، وليس المنطقة السينية فقط.

الأشعة السينية

هي الأقل شيوعًا، لكنها تستخدم في حالات معينة.

أنواع التهاب القولون التقرحي

يختلف النوع وفقًا لللمنطقة المصابة كالآتي:

1- التهاب المستقيم التقرحي

هو الالتهاب الذي يُصيب البطانة الداخلية للمستقيم (المنطقة بين القولون وفتحة الشرج)؛ وينتج عنه نزيف، وهو العرض الوحيد الظاهر على المريض.

2- التهاب المستقيم والسيني

التهاب بالمنطقة السينية (الجزء السفلي من القولون) يُسبب إسهالاً دمويًا وتقلصات وألمًا بالبطن، وعدم القدرة على التبرز رغم الحاجة إليه.

3- التهاب الجانب الأيسر من القولون

يُصيب الالتهاب المستقيم والقولون النازل والقولون السيني، ويُصاحبه إسهال دموي وتقلصات بالبطن وألم بالجانب الأيسر منها، وزيادة الحاجة إلى التبرز.

4- الالتهاب الكلي للقولون

يلتهب القولون بأكمله مسببًا نوبات من الإسهال الدموي وقد يصبح حادًا مع ألم وتقلصات بالبطن، وإرهاق عام، ونقص ملحوظ بالوزن.

5- التهاب القولون التقرحي الحاد الشديد 

يشبه التهاب القولون الكلى لكن الألم يكون حادًا، والإسهال شديد، مع وجود نزيف، وحمى، وفقدان الشهية.

وختامًا عزيزي القارئ يجب أن تنتبه لأعراض التهاب القولون التقرحي، فهو ليس بمرض هين وقد يصبح حادًا، ومهددًا لحياتك.

فالتزم بالعلاج، والحمية الغذائية المتوازنة والمناسبة له، واستشر طبيبك دائمًا.

المصدر
nhsclevelandclinichealthline

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى