صحة المرأة

أعراض التهاب الغدد اللبنية للمرضعات وعلاجه | هل خطير؟

يُعد التهاب الغدد اللبنية (Mastitis) والمعروف أيضًا باسم التهاب الثدي عدوى تصيب أنسجة الثدي والغدد والقنوات اللبنية، ويعد شائعًا في أثناء الرضاعة الطبيعية خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة.

إذ تعاني المرضعات تورمًا بالثدي مع احمراره، وقد ينتج عن ذلك حدوث مضاعفات خطيرة. 

سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى هل التهاب الغدد اللبنية خطير؟ وأسبابه وكيفية علاجه. 

أعراض التهاب الغدد اللبنية للمرضعات

أعراض التهاب الغدد اللبنية للمرضعات

تظهر الأعراض فجأة في أحد الثديين ونادرًا ما تحدث في كليهما، وتشمل ما يلي:

  • احتقان الثدي.
  • تورم الثدي واحمراره.
  • حرقان أو ألم مستمر في أثناء الرضاعة.
  • إفرازات من الحلمة.
  • تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط.
  • الحمى وقشعريرة بالجسم.
  • الشعور بالتعب والإجهاد.
  • الصداع.
  • الغثيان والقيء.

هل التهاب الغدد اللبنية خطير؟

في حالة إهمال العلاج ينتج عن التهاب الغُدد اللبنية حدوث مضاعفات منها خراج الثدي (Breast abscess)، ويشكو المريض أعراضًا منها:

  • ظهور كتلة مؤلمة بالثدي.
  • خروج إفرازات صديدية من الحلمة.
  • الحمى المستمرة مع عدم حدوث تحسن الأعراض في خلال 48 ساعة.

يجب استشارة الطبيب فورًا، كى لا تحدث مضاعفات خطيرة منها تلف نسيج الثدي أو حدوث تسمم بالدم.

ما الفرق بين التهاب الغدد اللبنية وسرطان الثدي؟

تتشابه أعراض التهاب الغدد اللبنية مع أعراض سرطان الثدي الالتهابي، ويعد هذا النوع من السرطانات العدوانية التي لها توقعات سيئة (Bad prognosis)، وتتطلب التشخيص والعلاج فورًا.

يعد أوجه التشابه بينهما في شكوى المريضة من ظهور تورم الثدي واحمراره.

لكن يوجد تغيرات في جلد الثدي المصاب بسرطان الثدي الالتهابي، مثل:

  • ظهور غمازات أو نقرات بالجلد.
  • نتوءات جلدية.
  • يصبح ملمس الجلد يشبه ملمس قشر البرتقال.

كذلك لا يسبب سرطان الثدي الالتهابي أي تكتلات بالثدي.

يحتاج الطبيب إلى عِدة فحوصات، منها أخذ عينة من الجزء المصاب للتأكد من التشخيص والتفرقة بينهما.

تشخيص التهاب الغدد اللبنية

يشخَص التهَاب الغدد اللبنية عادةً من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري.

ربما يطلب الطبيب أخذ عينة من حليب الثدي وفحصها، لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى ووصف العلاج المناسب.

قد يحتاج الطبيب إلى عِدة فحوصات، ومنها:

  • التصوير بأشعة الموجات فوق الصوتية.
  • تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام).
  • أخذ خزعة من الجزء المصاب وفحصها لاستبعاد الإصابة بسرطان الثدي.

علاج التهاب الغدد اللبنية للمرضعات

توجد علاجات عِدة، منها ما يلي:

علاجات احتقان الثدي في المنزل

تعد العلاجات المنزلية ناجحة في حالة احتقان الثدي فقط دون وجود عدوى به، وتشمل ما يلي:

  • اشربي كميات كافية من السوائل والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
  • كرري الرضاعة باستمرار كل ساعتين على الأقل؛ كي لا يصبح الثدي محتقنًا بالحليب.
  • يمكنكِ تصحيح وضعية الرضاعة والتأكد من أن الرضيع يمسك بالحلمة جيدًا، كي لا تحدث أي تشققات بها.
  • عصّري الحليب الموجود بالثدي برفق بعد انتهاء الرضاعة.
  • ينبغي لك الاستمرار في إرضاع طفلك من الثدي المصاب؛ إذ إن ذلك يساعد على تخفيف احتقان الثدي وتفتح القنوات اللبنية المسدودة.
  • قومي بتدفئة الثدي بوضع قطعة قماش مبللة بالماء الدافئ قبل الرضاعة؛ مما يساعد على خروج الحليب بسهولة.
  • يمكنكِ وضع كمادات باردة بعد الرضاعة عند الإحساس بالألم وعدم الراحة.
  • ارتدي ملابس مريحة غير ضيقة في أثناء الرضاعة.
  • كذلك يمكنك الاستعانة باستشاري الرضاعة الطبيعية في حالة فشل العلاجات السابقة.

العلاج بالأدوية

مضاد حيوي لعلاج التهاب الغدد اللبنية

يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج التهاب الغدد اللبنية، ومنها ما يلي:

  • الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen) لتخفيف الألم.
  • المضادات الحيوية المناسبة.

مضاد حيوي لعلاج التهاب الغدد اللبنية

يصف الطبيب المضاد الحيوي المناسب في حالة وجود عدوى بالثدي، مثل:

  • الأموكسسيلين (Amoxaciline) أو الدايكلوكساسيلين (Dicloxacilin).
  • الاريثروميسين (Erythromycin) أو الكليندامايسين (Clindamycin) في حالة وجود حساسية ضد البنسلين.
  • السيفالوسبورين (Cephalosporin).

تؤخذ هذه المضادات الحيوية إما بالفم أو بالوريد وفقًا لحالة المريض.

علاج خراج الثدي

يجب فتح خراج الثدي جراحيًا بإجراء شق صغير في الجلد ومن ثم الضغط عليه لإخراج الصديد.

يُجرى الطبيب ذلك تحت تأثير التخدير الموضعي في حالة ما إذا كان الخراج سطحيًا، وقد يضطر إلي تخدير المريض كليًا في غرفة العمليات إذا كان الخراج عميقًا.

يحتاج المريض إلي بعض المسكنات والمضادات الحيوية بعد العملية لإتمام الشفاء.

أسباب التهاب الغدد اللبنية عند النساء

قد يحدث الالتهاب إما مع عدوى بالثدي أو دونها.

يحدث الالتهاب دون وجود عدوى نتيجة ركود الحليب في القنوات اللبنية، مما يؤدي إلى انسدادها وعادة يتطور إلى التهاب مع عدوى.

تعاني حوالي 33% من الأمهات المرضعات التهاب الغُدد اللبنية؛ إذ يحدث ما يلي:

  •  تشققات بالحلمة (nipples) نتيجة الأوضاع الخاطئة التي تحدث في أثناء الرضاعة. 
  •  احتقان الثدي بالحليب (Breast congestion)، خاصةً في أثناء الأسابيع الأولى بعد الولادة.

ينتج عن تلك تشققات الحلمة دخول البكتيريا وأشهرها المكورات العنقودية (Staphylococcus aureus)، التي ربما توجد في فم الرضيع أو على جلد الثدي.

أيضًا، يعد ركود الحليب بالثدي نتيجة عدم تفريغه تمامًا بيئة مناسبة لنمو البكتيريا، مما ينتج عنه حدوث عدوى بالثدي.

أسباب التهاب الغدد اللبنية عند الرجال

قد يحدث أيضًا التهاب الغدد اللبنية عند الرجال ويعد نادرًا، ومن أسبابه ما يلي:

  • التدخين، إذ إن التبغ والنيكوتين قد يلحقان ضررًا بالثدي.
  • تلف الحلمة نتيجة ثقبها أو وخزها. 
  • الإكزيما التي قد تحدث بالحلمة أو بالجلد المحيط بها.
  • وجود حشوات الثدي. 
  •  ضعف المناعة نتيجة بعض الأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري أو مرض الإيدز (AIDS). 
  • نتف الشعر أو حلقه من الجلد المحيط بالحلمة.

أسباب التهاب الغدد اللبنية لغير المرضعات

ربما يحدث التهاب الثدي في النساء اللاتي انقطع عنهن الطمث، نتيجة حدوث بعض التغيرات الهرمونية ويعرف أيضًا باسم توسع أو تمدد القنوات الثديية.

ينتج عن ذلك انسداد القنوات اللبنية بخلايا الجلد الميتة، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بعدوى بكتيرية، التي قد تعاود الظهور مرة أخرى حتى بعد علاجها بالمضادات الحيوية.

يعد التهاب الغُدد اللبنية لغير المرضعات غير شائع، لكن عادةً ما يحدث في بعض السيدات اللاتي يدَّخنَّ بانتظام وفي أواخر العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات من أعمارهن.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب الغدد اللبنية

يزداد خطر الإصابة في الحالات الآتية:

  • في أثناء الرضاعة الطبيعية، خاصةً الأسابيع الأولى بعد الولادة.
  • الفطام، إذ يحدث ركود أو تراكم الحليب داخل القنوات اللبنية بالثدي.
  • الحلمات المتشققة.
  • عدم الاعتناء جيدًا بنظافة الثدي.
  • ارتداء حمالة صدر ضيقة.
  • التدخين.
  • سوء التغذية.
  • ضعف المناعة.

كيفية الوقاية من الإصابة بالتهاب الغدد اللبنية

لا يمكن تجنب حدوث التهاب الثدي خاصةً في اللواتي يُرضعن لأول مرة، لكن هناك عدة تعليمات يمكنكِ اتباعها، ومنها:

  • الرضاعة الطبيعية بانتظام من كلا الثديين بالتساوي.
  • تفريغ الثدي تمامًا من الحليب المتبقي بعد انتهاء الرضاعة.
  • معرفة الأوضاع الصحيحة للرضاعة، لتجنب حدوث تشققات بالحلمة.
  • ترطيب الحلمة المتشققة جيدًا وتركها تجف في الهواء بعد انتهاء الرضاعة.
  • عمل كمادات دافئة على الثدي لتقليل الاحتقان.
  • فحص الثدي في أثناء الاستحمام، للتأكد من عدم وجود أي تكتلات به.
  • ارتداء حمالة صدر مريحة.
  • تقليل عدد الرضعات تدريجيًا عند الفطام، وليس فجأةً لتجنب احتقان الثدي.
  • تجنب حدوث الجفاف بشرب كميات كافية من السوائل.
  • غسل اليدين جيدًا قبل الرضاعة والاهتمام بتنظيف الحلمات.
  • علاج أي عدوى بكتيرية أو فطرية موجودة بفم الرضيع، كي لا تتنقل للأم من خلال الرضاعة.

ختامًا، يتضح لنا أن التهاب الغدد اللبنية شائع جدًا في المرضعات، وقد يتطور الأمر إلى حدوث خراج بالثدي.

لذا يجب أخذ الحيطة والاعتناء جيدًا بالثدي مع اتباع التعليمات الصحيحة في أثناء الرضاعة الطبيعية.

المصدر
clevelandclinic.orgmedicalnewstoday.comwebmd.comnhs.uk

د. أسماء العزازي

طبيبة بشرية وشغوفة بتبسيط المعلومات الطبية لنشر التوعية الصحية. إذا تمكنت من قراءة مقالي دون جهد يذكر، فهذا معناه أني بذلت جهد كبير عند كتابته، فادعو لي ❤️🌸

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى