الصحة النفسية

أعراض التشويش الذهني وعلاجه | متى يهدأ عقلي!

التشويش الذهني

لا أحد يعي قدر المعاناة التي أعيشها بعد إصابتي بأعراض التشويش الذهني؛ فبتُ أعاني ضجيجًا من الأفكار المتلاحقة، مما أدى إلى إصابتي بالأرق، وألمَّ بي التوتر والقلق باستمرار، وأصبحت لا أقوى على التذكر والتركيز.

سنعرض بشيء من التفصيل في السطور القادمة كل ما تود معرفته عن علاج التشويش الذهني، وأسبابه.

التشويش الذهني

زحام من الأفكار المتلاحقة والمتسارعة، التي تسبب الإزعاج والقلق للشخص؛ وتؤدي إلى إصابته بالأرق وعدم القدرة على الاسترخاء والتفكير. 

يؤثر أيضًا في أداء مهام حياتهم الطبيعية، وتعرضهم لمزيد من العقبات والمشكلات.

عادةً يكون التشويش الذهني مؤشرًا على الإصابة بالقلق النفسي، ويصيب هذا الداء جميع الفئات العمرية دون استثناء، لكن تختلف حدة الإصابة من شخص لآخر.

قد تكون مشكلة التشويش مؤقتة، وأحيانًا أخرى تكون مزمنة وترافق الشخص أينما حلَّ؛ وتجعله يعاني  النسيان وتشتت الأفكار، وقد يستحوذ التشاؤم على وعيه.

أسباب التشويش الذهني

يعزي التشويش الذهني إلى عدة أسباب، نذكر منها الآتي:

أسلوب الحياة

تسبب عديد من أنماط الحياة التشويش الذهني، ومن أهمها:

  • عدم أخذ قسط كافٍ من النوم والراحة.
  • العيش في بيئة مشتتة للانتباه.
  • بذل مجهود عضلي شاق.
  • وجود مشاحنات داخل بيئة العمل.
  • تردي جودة الإضاءة، أو حدوث تغير مفاجئ في شدتها.
  • المكوث في أماكن تكثر فيها الضوضاء والأصوات الصاخبة.
  • التعرض إلى بعض الأزمات المادية والاجتماعية.

الحالة النفسية

توجد أنواع عديدة من الاضطرابات، التي تؤثر سلبًا فى الحالة النفسية وتؤدي إلى تزاحم الأفكار، منها:

  • اضطراب الحالة المزاجية.
  • الإصابة بالاكتئاب والقلق الشديد.
  • معاناة الوسواس القهري.
  • التعرض إلى نوبة من الخوف الشديد أو الخجل الشديد.

أسباب عضوية

فيما يلي بيان لأهم الأسباب العضوية التي تؤدي إلى الإصابة بتشتت الذهن:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • العلاج الكيميائي لداء السرطان؛ الذي يؤدي إلى الإصابة بالدماغ الكيميائي ويجعل المريض يواجه صعوبة تذكر بعض الأسماء والمهام.
  • نقص فيتامين ب 12 وفيتامين ب1.
  • انخفاض مستوى حمض الفوليك في الجسم.
  • تدني مستوى الحديد في الدم.
  • الاضطرابات الهرمونية.
  • التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الزئبق أو الرصاص.
  • تناول بعض العقاقير التي تؤثر في أنماط التفكير مثل المهدئات والمسكنات.
  • تحدث أيضًا الإصابة بالتشويش الذهني في حالات أعراض الانسحاب من الأدوية المخدرة مثل الأفيونات أو الهيروين.

النمط الغذائي

قد تؤدي بعض الأنماط الغذائية المتبعة إلى الإصابة بتشويش الذهن، مثل:

  • عدم شرب المياه بوفرة.
  • نقص عنصر الحديد وفيتامين ب 12 في الأطعمة التي يتناولها الشخص.
  • الحصول على كميات كبيرة من الكافيين.

أعراض التشويش الذهني

توجد أعراض عديدة مصاحبة لداء التشويش الذهني، ومن أبرزها:

  1. الأرق وصعوبات النوم.
  2. الشعور بألم شديد في الرأس.
  3. الميل إلى العزلة والوحدة.
  4. الإصابة بكثرة النسيان والشرود.
  5. عدم القدرة على التركيز في التفاصيل الدقيقة.
  6. الشعور بالقلق والتوتر باستمرار.

متى يجب التوجه إلى الطبيب؟

علاج-التشويش-الذهني

إذا كنت تعاني الأعراض السابق ذكرها باستمرار؛ يجب عليك التوجه في أقرب وقت ممكن إلى الطبيب، لأنها قد تؤثر سلبًا وتعوق مسيرة حياتك الطبيعية، وأيضًا عند شعورك بأحد الأعراض الآتية:

  • تراجع الأداء في العمل.
  • الشعور غير العادي بالتعب أو الإرهاق.
  • سوء حالة الذاكرة، ومواجهة صعوبات غير معتادة في التذكر.
  • الأرق المستمر.
  • التشاؤم والإصابة بالاكتئاب.

تشخيص الإصابة بالتشويش الذهني

يجري الطبيب عدة فحوصات لمعرفة السبب الكامن وراء الإصابة بالتشويش الذهني، مع أخذ التاريخ المرضي للمصاب وفحص الأعراض التي يعانيها.

ومن أبرز الفحوصات المستخدمة لتشخيص التشويش الذهني وعدم التركيز ما يلي:

  • إجراء فحص الدم، لمعرفة مستوى الهرمونات في الجسم.
  • قياس النشاط الكهربائي للدماغ باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (ECG).
  • التصوير المقطعي المحوسب لفحص تشوهات الدماغ.

علاج التشويش الذهني

لا يوجد علاج محدد للقضاء على التشويش الذهني، لكن توجد عدة أساليب تساعد على تخفيف حدة تزاحم واضطراب الأفكار وحل مشكلة عدم التركيز، منها:

معرفة السبب الكامن وراء مشكلة التشويش الذهني

يعتمد علاج هذا الداء على معرفة السبب الكامن وراء تزاحم الأفكار والإصابة بعدم التركيز. 

فإذا كان السبب نتيجة تناول بعض الأدوية، فيصف الطبيب بدائل أخرى، وكذلك إذا كان السبب نتيجة فرط نشاط الغدة الدرقية، فيستأصلها الطبيب.

تناول المكملات الغذائية

قد يحدث التشويش الذهني نتيجة نقص بعض الفيتامينات أو العناصر الغذائية في الجسم، لذا يوصى بتناول المكملات الغذائية لتحسين وظائف المخ والأداء العقلي.

من أبرز المكملات الغذائية التي تسهم في علاج التشويش الذهني:

  • فيتامين ب، وفيتامين ج، وفيتامين هـ.
  • الماغنسيوم.
  • الجنسنج.

تدريب العقل

يمكن تنشيط الدماغ بممارسة بعض التمارين الذهنية، مثل: قراءة الروايات، وتطوير الهوايات والمهارات، وحل الكلمات المتقاطعة.

يساعد تدريب العقل على خلق وصلات في الدماغ؛ تجعله أكثر يقظة وتمنحه القدرة على مقاومة التشويش وعدم التركيز.

اتباع نظام غذائي صحي

يعمل النظام الصحي على زيادة كمية الدم والأكسجين المتدفق إلى الدماغ، لذلك فهو يحد مخاطر الإصابة بأمراض ألزهايمر والسكتات الدماغية.

يوصى بتناول الأطعمة الغنية بالألياف والدهون المفيدة والمعادن والفيتامينات، إذ تكمن أهميتها في تعزيز الوظائف الفكرية والحيوية.

ينصح أيضًا بتناول الأطعمة الصحية مثل: الأسماك، والمكسرات غير المملحة، والفاكهة، والخضروات الطازجة.

شرب كميات وفيرة من الماء

يعد الماء من أهم النعم في حياتنا؛ إذ يحمي الجسم من الإصابة بالجلطات ويحد من زيادة كثافة الدم، ويعزز حركة الدم الطبيعية ، مع ضمان قدرته على أداء مهامه بكفاءة، لكي يستطيع نقل الأكسجين إلى الخلايا وعضلات الجسم.

ممارسة التمارين الرياضية

تعمل التمارين الرياضية على زيادة مستوى الإندورفينات، التي تجعل الشخص يشعر بمزيد من الراحة أو الاسترخاء، وتحسن الحالة المزاجية، وتحد الإصابة بالاكتئاب وضعف الانتباه.

أخذ كميات كافية من النوم

يجب أن يحصل الشخص على قسط كافٍ من النوم يتراوح بين 6 إلى 8 ساعات متواصلة؛ إذ يسهم النوم في تنظيم العمليات الحيوية داخل الجسم، وتوازن مستويات الهرمونات، والمساعدة على تجديد خلايا الجسم بما فيها خلايا الدماغ. 

نصائح للوقاية وكبح جماح التشويش الذهني

سأسدي إليك -عزيزي القارئ- عدة نصائح، لكي تحمي ذهنك من التشويش، وتجعله أكثر يقظة:

  • لا تقل ساعات نومك عن 8 ساعات يوميًا.
  • الحفاظ على تنظيم مهامك اليومية، وعدم تراكمها.
  • الحرص على تناول وجبة الإفطار.
  • الابتعاد عن مسببات تشتت الانتباه، التي تسبب لك الإزعاج وعدم التركيز.
  • الحرص على تناول العصائر الطبيعية دون إضافة أي محليات صناعية.
  • تنظيم الوقت وترتيب الأولويات.
  • ممارسة تمارين اليقظة الذهنية، وتكمن أهميتها في تهدئة الجهاز العصبي، وتساعد على التخلص من التوتر والقلق، وطرد الطاقة السلبية.
  • أخذ حمام دافئ قبل الخلود إلى النوم، لكي يساعدك على الاسترخاء والسيطرة على الأرق.
  • تجنب الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية والهواتف الذكية قبل النوم.
  • ممارسة تمارين التنفس العميق، بحبس الهواء في أثناء التنفس مدة زمنية محددة، ثم إخراجه عبر الزفير، ويوصى بتكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم؛ إذ يحد من تزاحم الأفكار وتشويش الذهن.
  • الحد من تناول الكافيين.
  • الحرص على تناول غذاء متوازن يحتوي على البروتينات، والفواكه، والخضراوات الطازجة.
  • وضع قائمة بالمهام الواجب تنفيذها، لكي تساعدك على أداء واجباتك بدقة وفي وقتها المحدد.
  • وضع الملاحظات الهامة أمامك باستمرار، حتى تنتبه دائمًا إليها، وتستطيع إنجازها في أقرب وقت ممكن.

ختامًا…

لا تبتئس عزيزي إذا ألم بك أعراض التشويش الذهني، أعي أن هذه المشكلة تعوقك عن أداء مهامك، وقد تسبب لك الضيق والعثرات، ولكنها مرحلة مؤقتة، ويمكن كبح جماحها والسيطرة عليها بسهولة.

يمكننا القول أن سبيل الخلاص منها هو التخلص من القلق والتوتر، وإعادة هيكلة أولويات حياتك وترتيبها، بالإضافة إلى تنظيم وقتك.

المصدر
healthlinepsychologytodaybustlehealthlinehealthline

د. سارة حسن

طبيبة بيطرية ومترجمة وكاتبة محتوى. شغوفة بالاطلاع وكتابة المحتوى الطبي، هدفي تبسيط المعلومات الطبية، وأن تصل المعلومات بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة. وأسعى إلى ترك أثرًا طيبًا وعلمًا يُنتفع به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى