صحة الطفل

تجاربكم مع التشنج الحراري عند الأطفال وكيفية التعامل معه

التشنج الحراري عند الأطفال

بقلم د. سارة محمد

بناءً على تجاربكم مع التشنج الحراري عند الأطفال أخبرت إحدى الأمهات أنه مرت الدقائق كأنها سنوات ثقال عندما رأت الأم رضيعها يتشنج؛ جراء ارتفاع درجة الحرارة.

قالت ماذا علي فعله لإيقافه؟ هل احتضن صغيري؟ أم أعطيه خافض الحرارة الآن؟

توقفت التشنجات بعد بضع دقائق، لكن لم يتوقف قلب الأم عن الخفقان، ولم يكف عقلها عن التفكير والتساؤل.

هل سيتكرر هذا التشنج إذا ارتفعت درجة الحرارة مرة أخرى؟ هل هذا دليل على الإصابة بالصرع؟

اهدئي عزيزتي الأم، واقرئي هذا المقال الذي سيجيبك ماذا تفعلي إذا تشنج الطفل من الحرارة.

كيف اعرف أن طفلي مصاب بالتشنج الحراري؟

التشنج يصيب الأطفال الأصحاء، وذوي معدل النمو الطبيعي، عند ارتفاع درجة حرارتهم أعلى من 38 درجة مئوية، وتستمر عادةً عدة ثواني إلى بضع دقائق.

لا يدل التشنج الحراري على إصابة الطفل بالصرع، إذ يحدث فقط عند ارتفاع درجة الحرارة.

أعراض التشنج الحراري عند الأطفال

تحدث التشنجات الحرارية عادةً في أثناء الأربع وعشرين ساعة الأولى منذ ارتفاع درجة حرارة الطفل، ربما تكون العرض الأول لمرض الطفل.

يشعر الطفل بالنعاس بعد انتهاء النوبة مدة لا تزيد عن ساعة واحدة. 

يظهر على الطفل ارتفاع درجة الحرارة (>38 درجة مئوية)، ورجفة تعتري جسمه بالكامل أو جزء من الجسم، والتصلب أحيانًا، وفقدان الوعي.

تجاربكم مع تشنج الأطفال الحراري

يصاب الوالدان بالهلع عند رؤية التشنجات الحرارية تعتري أحد أبنائهم، لكنها تنتهي دون تدخل عادةً بعد بضع دقائق، ولا تسبب ضررًا للطفل.

لذلك عليهم التحلي بالهدوء واتباع الخطوات الآتية لإسعاف التشنج الحراري عند طفلك:

  • وضع الطفل على أحد جانبيه على أرض مستوية وناعمة؛ تجنبًا للوقوع والاختناق.
  • حساب المدة الزمنية للتشنج.
  • البقاء قريبًا من الطفل لتهدئته ومراقبته.
  • إزالة الأدوات الحادة، والصلبة القريبة من الطفل.
  • إرخاء الملابس الضيقة حول الرأس والرقبة.
  • عدم تقييد حركات الطفل، أو وضع شيء في فمه، أو إعطائه الأدوية الخافضة للحرارة في أثناء النوبة الحرارية.
  • مراقبة العلامات الدالة على صعوبة التنفس مثل تحول لون الوجه إلى الأزرق.
  • زيارة الطبيب بعد النوبة الحرارية الأولى للطفل، حتى إذا استمرت بضع ثوان فقط.

متى تكون حالة التشنج خطيرة؟

تتطلب التشنجات الحرارية أحيانًا تدخل طبي عاجل عند:

  • الاستمرار أكثر من خمس دقائق، أو تكرارها خلال 24 ساعة.
  • صعوبة التنفس، وتحول لون الطفل إلى الأزرق.
  • حدوث التشنجات في بعض أجزاء الجسم فقط.
  • استجابة الطفل غير الطبيعية، بعد انتهاء النوبة.
  • توقف التشنجات الحرارية فقط بعد إعطاء أدوية الصرع (ديازيبام).
  • القيء، أو تصلب الرقبة.

علاج التشنج الحراري عند الأطفال

لا تستخدم أدوية الصرع بانتظام لعلاج التشنج الحراري، بل لإيقاف التشنجات سريعًا في الحالات الطارئة.

يصف الأطباء الديازيبام الشرجي، أو الميدازولام بالأنف، لإيقاف النوبات المستمرة من ثلاث إلى خمس دقائق، أو النوبات المتكررة في أثناء اليوم نفسه.

ربما يطلب الطبيب إبقاء الطفل تحت الملاحظة، إذا لم يتعد عمره ستة أشهر، أو صاحب التشنجات عدوى خطيرة، أو جهل مصدر العدوى، أو طول مدة التشنج.

لا تتطلب عادةً التشنجات الحرارية البسيطة دخول المستشفى.

هل التشنج الحراري عند الأطفال خطير؟

لا تؤدي التشنجات الحرارية إلى مضاعفات دائمة، ولا تدل على إصابة الطفل بالصرع.

كذلك لا تتسبب التشنجات الحرارية البسيطة في أذى المخ، أو صعوبات التعلم، أو الإعاقة الذهنية.

هل التشنج الحراري يتكرر؟

يتعرض طفل من كل ثلاثة أطفال إلى تكرار النوبات الحرارية، خلال عام من حدوثها أول مرة، وتزداد فرصة التكرار عند:

  • حدوث التشنجات عند الارتفاع البسيط في درجة الحرارة.
  • ظهور التشنجات كأول عرض لمرض الطفل.
  • عدم تجاوز عمر الطفل الثمانية عشر شهرًا، عند حدوث النوبة الأولى.
  • إصابة أحد أفراد العائلة المقربين بالنوبات الحرارية.
التشنج الحراري عند الأطفال والصرع

هل التشنج الحراري يؤثر على المخ؟

تؤدي التشنجات الحرارية التي استمرت أكثر من ثلاثين دقيقة إلى تلف الأنسجة في الفص الصدغي في المخ والصرع، إلَا إنها نادرة الحدوث.

 يصاب طفل أو اثنان بالصرع من كل مئة طفل سليم، وتزداد نسبة الإصابة إلى واحد من كل خمسين طفل عانى تشنج حراري بسيط (زيادة طفيفة).

تزداد كذلك فرصة الإصابة إلى واحد من كل عشرين طفل عانى تشنجًا حراريًا معقدًا.

متى ينتهي التشنج؟

تنقسم التشنجات الحرارية إلى:

تشنجات حرارية بسيطة

تستمر مدة زمنية تتراوح من عدة ثوانِ إلى خمس عشرة دقيقة، وهي النوع الأكثر شيوعًا.

لا تتكرر في أثناء اليوم، ولا تشمل جزء واحد من الجسم، ومن أعراضها: القيء، والتبول في أثناء النوبة، والأنين، ودوران الأعين.

تشنجات حرارية معقدة

تشمل جزء واحد من الجسم، وتستمر لأكثر من خمس عشرة دقيقة، وتتكرر عدة مرات باليوم.

أسباب التشنج الحراري عند الأطفال

تحدث التشنجات الحرارية عند ارتفاع درجة حرارة الطفل -حتى إذا كان طفيفًا- الناتج عن:

  • العدوى الفيروسية، خاصة فيروس الإنفلونزا، والفيروس المسبب للطفح الوردي؛ إذ يصاحبهما ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
  • التطعيم مثل: التطعيم ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي، والتطعيم ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
  • العدوى البكتيرية، لكنها أقل ارتباطًا بحدوث التشنجات الحرارية.

الأطفال الأكثر عرضة للتشنجات الحرارية

تحدث التشنجات الحرارية عند الأطفال المتراوحة أعمارهم من ستة أشهر إلى خمس سنوات، وتزداد نسبة حدوثها بين عمر الإثنى عشر شهرًا إلى الثمانية عشر شهرًا.

كذلك اكتشف العلماء جينات مسؤولة عن زيادة فرصة حدوثها؛ مما يفسر توارثها بين أفراد العائلة الواحدة. 

تزداد فرصة الحدوث كذلك عند إصابة أحد أفراد العائلة المقربين بالتشنجات الحرارية. 

كيف أحمي طفلي من التشنج الحراري؟

لا يقي إعطاء الطفل مثبطات الحرارة مثل: الباراسيتامول والإيبوبروفين مباشرةً عند ارتفاع درجة الحرارة، أو الكمادات من حدوث التشنج الحراري عند الأطفال، لكنها تقلل الانزعاج في أثناء الحمى.

ينبغي تجنب الأسبرين؛ إذ يسبب متلازمة راي في الأطفال المتعافين من الجديري المائي أو أعراض الإنفلونزا.

يقلل إعطاء أدوية الصرع مثل الديازيبام عند ارتفاع درجة الحرارة، أو ظهور أعراض المرض على الطفل حدوث التشنجات الحرارية.

 لكنه يسبب أعراضًا جانبية مثل النعاس والانفعال، وتستمر عدة أيام؛ لذلك يقتصر استخدامه للوقاية من التشنج الحراري على الأطفال المعرضين لحدوث النوبات الطويلة أو المتكررة.

تشخيص التشنج الحراري عند الأطفال

يراجع الطبيب بعناية تاريخ الطفل الطبي، ويُقيم تطوره؛ بحثًا عن وجود عوامل تزيد خطر الإصابة بالصرع، ثم يسعى إلى معرفة سبب ارتفاع درجة الحرارة.

تشخيص التشنجات الحرارية البسيطة

يعتمد على التاريخ الطبي فقط، عند حدوث التشنجات أول مرة، وتلقي الطفل التطعيمات بانتظام.

يطلب الطبيب تحليل الدم، والبول، والبزل الشوكي؛ للتأكد من عدم إصابة الطفل بعدوى في الجهاز العصبي المركزي مثل الالتهاب السحائي، فقط عند تأخر تطعيم الطفل، أو ضعف الجهاز المناعي.

تشخيص التشنجات الحرارية المعقدة

يطلب الطبيب رسم تخطيطي للمخ لقياس نشاط المخ الكهربائي، والتفرقة بين التشنج الحراري المعقد والصرع.

ربما يحتاج الطفل إلى إجراء أشعة الرنين المغناطيسي على المخ في الحالات الآتية:

  • إذا استغرقت النوبة الحرارية مدة طويلة.
  • إذا كان رأس الطفل كبيرًا.
  • ظهور أعراض ارتفاع الضغط في الجمجمة.
  •  ظهور أعراض عصبية.

ختامًا أتمنى -عزيزي القارئ- أن تجد في هذا المقال إجابة عن كل سؤال يدور في ذهنك بشأن التشنج الحراري عند الأطفال، وأدعو الله أن يمن على أطفالنا بالصحة والعافية.

المصدر
MedscapeMayoClinicKidshealthEpilepsy.comNhs.Uk

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى