الصحة العامة

تجارب الالتهاب السحائي | الحياة رواية عنوانها الفناء

الالتهاب السحائي

يتوارد إلى مسامعنا من حين لآخر بعض الشائعات، التي تزعم وجود إصابات بداء الالتهاب السحائي في مدارس مصر، ويصاب الآباء بحالة من الهلع والذعر؛ خوفًا على صحة أبنائهم.

التهاب السحايا هو التهاب الأغشية الواقية التي تُحيط بالمخ والحبل الشوكي، نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية.

هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا؟

قد تتحسن بعض الحالات المصابة دون علاج في غضون بضعة أسابيع، ولكن البعض الآخر تتفاقم الإصابة، وتصبح حياة المريض في خطر.

تجارب الالتهاب السحائي

أخبر المرضى أنه تتشابه الأعراض الأولية المصاحبة له مع أعراض الإنفلونزا، مثل: الزكام، وارتفاع درجة الحرارة، والتهاب الحلق، وفقدان الشهية، ثم تتطور الأعراض وتزداد حدة كما سنذكر في الفقرة القادمة.

أعراض التهاب السحايا عند الكبار

  1. تغير في درجة الوعي، وتظهر حالة من الارتباك والتشويش على المريض.
  2. الحساسية تجاه الأضواء الخافتة.
  3.  التعرض لنوبات تشنجية وفقدان للوعي.
  4. تيبس الرقبة عند تحريكها في المستوى الأمامي.
  5. الشعور بالإعياء.
  6. الغثيان والقيء.

تظهر بعض الأعراض الأخرى التي تدل على وصول عدوى التهاب السحايا إلى مجرى الدم، ومن هذه الأعراض:

  1. الطفح الجلدي، وظهور كدمات باللون الوردي على الجلد.
  2. الشعور بتقلصات وآلام في المعدة.
  3. الشعور بآلام المفاصل والعضلات.
  4. الإصابة بالقشعريرة.
  5. سرعة التنفس.
  6. برودة الأطراف.

أعراض التهاب السحايا عند الأطفال

  1. ارتفاع درجة الحرارة.
  2. سوء التغذية.
  3. البكاء المستمر.
  4. النعاس أو الهياج الزائد عن الحد.
  5. تيبس في جسم الرضيع ورقبته.
  6. تورم اليافوخ.

من أين يأتي مرض التهاب السحايا؟

تطعيم الالتهاب السحائي

توجد عدة أنواع من الالتهاب السحائي، ولكل نوع مسبب معين للإصابة، إلا أن كل المسببات تعمل بنفس الطريقة.

 عند تعرض الشخص للعدوى في جزء قريب من الدماغ، مثل: الأذن، أو الجيوب الأنفية، أو الحلق، أو ما شابه، تصل العدوى إلى مجرى الدم، ومن هناك تنتقل لتصيب الدماغ؛ مسببةً التهاب السحايا المحيطة به.

وسنوضح لك عزيزي أبرز أنواع الالتهاب السحائي كالآتي:

  • الالتهاب السحائي البكتيري

يوجد أنواع مختلفة من البكتيريا تسببه، ومن أبرزها: المكورات السحائية، والمكورات الرئوية.

يسبب هذا النوع العدوى بين الأشخاص، وتصبح حياة المصاب في خطر في حال عدم تلقيه المساعدة والرعاية الطبية اللازمة.

  • الالتهاب السحائي الفيروسي

يُعد أكثر الأنواع انتشارًا، وتسببه أنواع عديدة من الفيروسات، مثل: فيروس نقص المناعة المكتسبة، والفيروسات المعوية، وفيروس الهربس البسيط.

يكثر انتشاره في أواخر الصيف وبداية الخريف.

عادةً ما تكون الإصابة بالالتهاب السحائي الفيروسي طفيفة، وتشفى من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تدخل طبي.

  • الالتهاب السحائي الفطري

يُعد هذا النوع غير منتشر نسبيًا، ولا تنتقل العدوى من شخصٍ لآخر.

يصيب عادةً الأفراد الذين يعانون أمراض نقص المناعة، ولا بد من معالجة المصاب بأدوية مضادة للفطريات، وإلا تصبح حياته مهددةً بالخطر.

  • الالتهاب السحائي الطفيلي

يحدث نتيجة الإصابة بطفيلٍ ما، سواء من الفضلات، أو الحيوانات، أو من منتجات الدواجن.

يجدر بالذكر أن هذا النوع لا يُسبب العدوى بين الأشخاص. 

هل الالتهاب السحائي خطير؟

إذا لم يعالج الالتهاب سريعًا؛ فقد يُسبب تسممًا خطيرًا في الدم، ويحدث ضرر دائم للمخ والأعصاب، وتصبح حياة المصاب في خطر.

ومن أبرز مضاعفات التهاب السحايا:

  • الوفاة.
  • عجز النمو العصبي.
  • حدوث تشنجات.
  • مشكلات المشي والاتزان.
  • فقدان السمع أو الإبصار.
  • مشكلات الكلى.
  • صعوبة التذكر والتركيز.

عوامل خطر الإصابة به

توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر تعرض الشخص للإصابة به، ومن أهمها:

  • الحمل

 يزيد الحمل خطر الإصابة بعدوى الليستيريا، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب السحائي البكتيري، الذي يزيد خطر الإجهاض، أو موت الجنين، أو الولادة المبكرة.

  • ضعف المناعة

تتراجع قدرة الجسم على مقاومة العدوى في حالة ضعف جهاز المناعة، نتيجة شرب الكحوليات، أو الإصابة بداء السكرى، أو تناول الأدوية المثبطة لجهاز المناعة، وكل هذا يزيد خطر الإصابة بعدوى الالتهاب السحائي.

  • العيش في بيئة اجتماعية مزدحمة

تنتقل العدوى به عن طريق التنفس، وتنتقل بسرعة كبيرة في الأماكن المزدحمة، فيُعد طلاب الجامعات الذين يقطنون السكن الجامعي، والعاملون في القواعد العسكرية، والأطفال في المدارس أكثر عرضةً للإصابة.

  • العمر

نجد أن أغلب الإصابات بالالتهاب السحائي الفيروسي عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 أعوام، بينما يشيع التهاب السحايا البكتيري في الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا.

  • عدم تلقي التطعيمات الخاصة بالالتهاب السحائي

تزداد فرصة الإصابة به؛ إذا لم يُكمل الشخص التطعيمات اللازمة في مرحلة الطفولة أو البلوغ.

هل يظهر التهاب السحايا في تحليل الدم؟

يخضع المريض للفحص السريري أولًا، ويتأكد الطبيب من الأعراض التي سردها المريض، ويفحص علامات العدوى حول الرأس والأذنين والجلد على طول العمود الفقري.

وإليك أهم الفحوصات التي يطلبها الطبيب:

  • مزارع الدم

تؤخذ عينة من الدم، وتوضع في طبق خاص للكشف عن احتوائها على كائنات دقيقة النمو، وخاصةً البكتيريا، ويمكن أيضًا فحصها تحت المجهر لتحديد البكتيريا المسببة للعدوى.

  • البزل الشوكي

تؤخذ عينة من سائل النخاع الشوكي، للوصول إلى تشخيص الالتهاب تشخيصًا دقيقًا، إذ يتبين انخفاض مستوى السكر -الجلوكوز- في الدم، بالإضافة إلى ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء وزيادة نسبة البروتين.

تجرى زراعة للسائل النخاعي، لتحديد نوع البكتيريا المسببة للالتهاب السحائي.

وعند الاشتباه في الإصابة بالالتهاب السحائي الفيروسي؛ يجرى اختبار تفاعل البلمرة التسلسلي (PCR)، أو اختبار التحقق من وجود أجسام مضادة ضد فيروسات معينة، لتحديد السبب الرئيسي ووصف العلاج المناسب.

  • التصوير

يجرى التصوير المحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي على الرأس، للكشف عن وجود أي تورم أو التهاب.

يستخدم أيضًا الفحص بالأشعة السينية على الجيوب الأنفية أو الصدر، للكشف عن وجود أي عدوى في مناطق أخرى قد ترتبط بالتهاب السحايا.

علاج الالتهاب السحائي

يحدد الطبيب العلاج المناسب وفقًا للمسبب الرئيسي للعدوى، كالآتي:

  • علاج الالتهاب البكتيري

يتطلب العلاج الفوري باستخدام المضادات الحيوية عن طريق الوريد، ويعتمد اختيار المضاد الحيوي على نوع البكتيريا المسببة للعدوى.

قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا واسع المفعول، كي يتمكن من تحديد السبب الأساسي في الإصابة. 

يزوَد المريض أيضًا بالأكسجين، لمساعدته على التنفس.

  • علاج الالتهاب الفيروسي

تشفى عادةً الحالات من تلقاء نفسها خلال عدة أسابيع، ويوصي الطبيب بعدة أمور لاسترداد العافية سريعًا، منها:

  1. الإكثار من شرب السوائل.
  2. أخذ قسط كافي من الراحة.
  3. يصف الطبيب بعض المسكنات لتخفيف حدة الآلام، ومضادات الغثيان والقيء، للسيطرة على الأعراض.
  • علاج الالتهاب الفطري

يعالج باستخدام بعض العقاقير المضادة للفطريات.

  • علاج الالتهاب الطفيلي

تتبلور الخطة العلاجية في علاج الأعراض فقط.

الوقاية من داء الالتهاب السحائي

توجد طرق عديدة يمكن اتباعها، للتقليل من خطر الإصابة، وإليك بعض الوصايا التي تقيك من عدوى التهاب السحايا:

  1. المحافظة على نظافة اليدين باستمرار.
  2. تغطية الأنف أو الفم عند العطس أو السعال.
  3. الامتناع عن التدخين.
  4. الابتعاد عن أي شخص مصاب أو مشتبه في إصابته.
  5. أخذ قسط كافي من الراحة، واتباع نظام غذائي صحي، للمحافظة على صحة جهازك المناعي.
  6. أخذ التطعيم، الذي يمكنه حمايتك من الإصابة بالعدوى، ويشمل اللقاحات الآتية:
  • الهيموفيلس إنفلونزا.
  • ضد بكتريا المكورات السحائية.
  • ضد بكتريا المكورات الرئوية. 

وأخيرًا…

بعد معرفتنا بتجاربكم مع الالتهاب السحائي، يمكننا القول بأن سبيل النجاة من هذا الداء سرعة الاكتشاف والتشخيص المبكر، والالتزام بالخطة العلاجية التي يعتمدها الطبيب، وأيضًا اتباع نمط صحي لكل أفراد الأسرة. متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية.

د. سارة حسن

طبيبة بيطرية ومترجمة وكاتبة محتوى. شغوفة بالاطلاع وكتابة المحتوى الطبي، هدفي تبسيط المعلومات الطبية، وأن تصل المعلومات بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة. وأسعى إلى ترك أثرًا طيبًا وعلمًا يُنتفع به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى