صحة الطفل

هل الالتهاب الرئوي عند الأطفال خطير؟ | أسبابه وعلاجه

الالتهاب الرئوي عند الأطفال

يعد الالتهاب الرئوي عند الأطفال أحد أكثر الأمراض المعدية، وقد يتسبب في وفاة كثير من الأطفال في جميع أنحاء العالم.

إذ تسبب وفاة 808694 طفلاً دون سن الخامسة خلال عام واحد، وهو ما يمثل 15% من إجمالي وفيات الأطفال دون سن الخامسة.

يصيب الالتهاب الرئوي الأطفال في جميع أنحاء العالم، لكنه أكثر انتشارًا في جنوب آسيا وأفريقيا.

يمكن حماية الأطفال من الالتهاب الرئوي وعلاجه بتدخلات بسيطة وأدوية منخفضة التكلفة، مع أنه من أكثر الأمراض شراسةً.

تابع معنا هذا المقال لتتعرف إلى هل الالتهاب الرئوي خطير؟

الالتهاب الرئوي عند الأطفال

عدوى تصيب الرئتين، إذ تمتلئ فيها الحويصلات الهوائية في الرئتين بالقيح والسوائل الأخرى، في حين تمتلئ الحويصلات الهوائية في الشخص الطبيعي بالهواء.

 يشيع عادةً في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

أسباب الالتهاب الرئوي عند الأطفال

غالبًا ما يحدث الالتهاب الرئوي بسبب البكتيريا والفيروسات، وتنتقل هذه البكتيريا والفيروسات بالرذاذ الخارج من أنف وفم المصاب.

ومن أمثلة البكتيريا والفيروسات الشائعة التي تسبب الالتهاب الرئوي:

  • البكتيريا العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae).
  • الميكوبلازما الرئوية (Mycoplasma pneumonia).
  • البكتيريا العقدية المجموعة ب (Group B streptococcus).
  • فيروس الانفلونزا.
  • المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus).
  • فيروس الجهاز التنفسي الخلوي (RSV) غالبًا ما يظهر لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات.
  • فيروس البارإنفلونزا (Parainfluenza virus).

قد يحدث الالتهاب الرئوي أحيانًا بسبب الفطريات.

أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال

تختلف الأعراض قليلًا من طفل لآخر، وتعتمد أيضًا على سبب الالتهاب الرئوي سواء كان جرثومي أو فيروسي.

تميل حالات الالتهاب الرئوي البكتيري إلى الحدوث فجأة، وتصاحبها هذه الأعراض:

  • السعال الذي يصاحبه البلغم.
  • القيء أو الإسهال.
  • فقدان الشهية.
  • الإجهاد العام.

أما الأعراض المبكرة للالتهاب الرئوي الفيروسي، فتشبه إلى حد كبير أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي، لكن تحدث مشكلات التنفس ببطء.

قد تتعالى أصوات مثل الأزيز من صدر طفلك أصوات أو يزداد السعال سوءًا.

ربما يجعل الالتهاب الرئوي الفيروسي طفلك أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي.

بالإضافة إلى الأعراض المذكورة بالأعلى، قد يعاني طفلك:

  • القشعريرة.
  • صعوبة وسرعة التنفس.
  • الصداع.

تتشابه أعراض الالتهاب الرئوي مع أخرى، لذلك احرص على زيارة اختصاصي الأطفال إذا ظهرت على طفلك هذه الأعراض، كي يتمكن من التشخيص الدقيق له.

هل الالتهاب الرئوي خطير؟

يعد الالتهاب الرئوي خطير على الرضع والأطفال، خاصةً من يعانون ضعف المناعة.

اتصل بمقدم الرعاية الصحية لطفلك إذا ساءت الأعراض أو إذا عانى الأعراض الآتية:

  • الحمى لأكثر من بضعة أيام.
  • مشكلات تنفسية.
  • ظهور أعراض جديدة، مثل: تصلب الرقبة أو تورم المفاصل.
  • صعوبة شرب كميات كافية من السوائل.

تشخيص الالتهاب الرئوي عند الأطفال

يستطيع الطبيب في كثير من الأحيان تشخيص الالتهاب الرئوي من خلال التاريخ الصحي الكامل، وكذلك الفحص البدني.

قد يطلب بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص، ومنها:

  • الأشعة السينية على الصدر.
  • صورة الدم، للبحث عن علامات العدوى.
  • اختبار غازات الدم الشرياني، لفحص كمية ثاني أكسيد الكربون والأكسجين في الدم.
  • فحص البلغم، لمعرفة إذا كان يعاني عدوى أم لا؟
  • الأشعة المقطعية على الصدر.

علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال

يشمل العلاج استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي البكتيري.

لا يحتاج الطبيب إلى وصف مضادات للفيروسات في علاج الالتهاب الرئوي الفيروسي إلا في الحالات الشديدة، إذ إن الأعراض تتحسن من تلقاء نفسها.

قد تخفف بعض الوسائل الأعراض، مثل:

  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.
  • شرب كميات كبيرة من السوائل.
  • أدوية لتهدئة السعال.

يعالَج بعض الأطفال في المستشفى إذا كانوا يعانون مشكلات تنفسية حادة، ويشمل العلاج في المستشفى ما يلي:

  • المضادات الحيوية، بالوريد أو الفم لعلاج العدوى البكتيرية.
  • تركيب المحاليل خاصةً إذا كان طفلك غير قادر على الشرب جيدًا.
  • توفير الأكسجين.
  • الشفط المتكرر لفم الطفل وأنفه، لمساعدته على التخلص من المخاط السميك.

تختلف مدة علاج الالتهاب الرئوي وفقًا لشدته، وتتراوح بين أيام أو أسابيع، وقد يستمر العلاج شهرًا أو أكثر.

الالتهاب الرئوي عند الأطفال حديثي الولادة

قد يبدأ المرض في غضون ساعات من الولادة ويكون جزء من متلازمة تعفن الدم العامة (Generalized Sepsis Syndrome)، أو بعد سبعة أيام من الولادة ويقتصر على الرئتين.

يعد الالتهاب الرئوي أكثر أنواع العدوى البكتيرية حدوثًا بعد حالة تسمم الدم الأولي.

أسباب الالتهاب الرئوي عند حديثي الولادة

يكتسب حديثي الولادة العدوى من البكتيريا الموجودة في الجهاز التناسلي للأم.

تشمل البكتيريا الموجودة في الجهاز التناسلي للأم ما يلي:

  • المكورات العقدية من المجموعة “أ” و”ب” ( A and B Streptococci)، وكلاهما حساسة للميثيسيلين (Methicillin).
  • المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، المقاومة للميثيسيلين.
  • أنواع أخرى من البكتيريا سالبة الجرام، مثل: (Escherichia coli) ،(Klebsiella)

قد يحدث الالتهاب الرئوي عند الرضع الذين تلقوا مضادات حيوية واسعة المجال، وكذلك قد تسبب الفيروسات والفطريات بعض الحالات.

أعراض الالتهاب الرئوي عند حديثي الولادة

تظهر الأعراض من خلال تدهور الجهاز التنفسي للمريض، وكذلك زيادة كميات إفرازات الجهاز التنفسي.

يتغير لون الإفرازات وكذلك شكلها فتصبح بنية سميكة.

قد يشير عدم استقرار درجة الحرارة، وكذلك قلة خلايا الدم البيضاء إلى شدة تطور المرض.

تشخيص الالتهاب الرئوي عند حديثي الولادة

يشخص الالتهاب الرئوي عند حديثي الولادة بالآتي:

  • الأشعة السينية على الصدر.
  • قياس التأكسج النبضي (Pulse Oximetry).
  • مزرعة الدم. 
  • صبغة جرام (Gram Stain).
  • مزرعة سوائل القصبة الهوائية (Culture of tracheal aspirate).

علاج الالتهاب الرئوي عند حديثي الولادة

يعالج الالتهاب الرئوي عند حديثي الولادة عادةً بفانكوميسن (Vancomycin)، وأدوية بيتا لاكتام (beta-lactam) واسعة المجال.

في المرحلة المبكرة من المرض يشبه العلاج بالمضادات الحيوية العلاج الخاص بتسمم الدم عند حديثي الولادة مثل الفانكومايسين وأدوية بيتا لاكتام مثل ميروبينيم” meropenem” ، والبيبراسيلين “piperacilli”.

مضاعفات الالتهاب الرئوي

يصبح الالتهاب الرئوي عند الأطفال واحدًا من الأمراض التي قد تهدد الحياة، خاصةً إذا حدثت أحد هذه المضاعفات:

الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي

تزداد خطورة الإصابة بالالتهاب الرئوي إذا كان الطفل يعاني:

  • أمراض تضعف الجهاز المناعي مثل السرطان.
  • مشكلة صحية مزمنة، مثل: الربو والتليف الكيسي.
  • مشكلات في الرئتين أو الشعب الهوائية.

كذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد معرضون لخطر الإصابة، إذا تعرضوا لدخان التبغ أو إذا كانت الأم تدخن.

كيف يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال؟

يمكنك وقاية طفلك من الالتهاب الرئوي بأخذ اللقاح الذي يقي من 13 نوعًا من بكتيريا المكورات الرئوية (Pneumococcal pneumonia).

يوصي الأطباء بأن يحصل الأطفال على سلسلة من الحقن بدءًا من عمر شهرين، تحدث مع الطبيب حول هذا اللقاح ومدى ملائمته له.

يتوفر لقاح آخر للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين، والمعرضين لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.

تأكد كذلك بأن طفلك قد أخذ جميع اللقاحات المناسبة لعمره، وكذلك لقاح الإنفلونزا السنوي، لأن الالتهاب الرئوي قد يحدث بعد أمراض السعال الديكي أو الإنفلونزا.

تساعد النظافة الجيدة طفلك على الوقاية أيضًا، لذا انصح طفلك بتغطية أنفه وفمه عند السعال والعطس، وكذلك غسل اليدين جيدًا.

تساعد هذه الإجراءات على منع أنواع العدوى المختلفة.

ختامًا -عزيزي القارئ- فإن الالتهاب الرئوي عند الأطفال مرض قاتل وقد يهدد حياة أطفالك، لذلك حصّن أطفالك ضده جيدًا من خلال اللقاحات ووسائل الوقاية المختلفة.

المصدر
kidshealthwhocedarsmsdmanuals

د. مروة قابيل

كاتبة محتوى طبي شغوفة بالطب، أهوى نقل المعلومات الطبية بأبسط صورة ممكنة، لإثراء المحتوى العربي، وليجد القارئ العربي مصادر متنوعة يستسقي منها ثقافته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى