الصحة النفسية

أسباب الاكتئاب الموسمي وعلاجه | هل مجرد أحزان شتوية؟

الاكتئاب الموسمي وتقلباته المزاجية!

هل تشعر بتقلبات مزاجية، واستنزاف لطاقتك في بداية فصل الشتاء؟ إذا كنت كذلك، فلست وحدك.

هناك أكثر من عشرة ملايين في أمريكا وحدها، يعانون مما تعاني وهو ما يطلق عليه “الاكتئاب الموسمي”.

سنتعرف في هذا المقال إلى أسباب الاكتئاب الموسمي وأعراضه وكيفية التخلص منه، فتابع معنا.

الاكتئاب الموسمي

ما هو الاكتئاب الموسمي؟

يعد الاكتئاب الموسمِي أو الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal Affective Disorder) نوعًا من أنواع الاكتئاب، ويظهر فقط خلال مواسم معينة.

يطلق على الإكتئاب الموسمي بالإنجليزي ”Seasonal depression“، ويعرف أيضًا باسم ”اكتئاب الشتاء“، لأن الأعراض عادةً ما تكون أكثر حدةً في أثناء فصل الشتاء.

قد يعاني عدد قليل من الأشخاص بعض الأعراض في فصل الصيف، ثم يشعرون بالتحسن في فصل الشتاء.

أعراض الاكتئاب الموسمي

يعد الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) واحدًا من أنواع الاكتئاب، وليس اضطرابًا منفصلًا.

لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب، تظهر عليهم أعراض الاكتئاب، بما في ذلك:

  • الحزن.
  • القلق.
  • تغيرات في الشهية والوزن.
  • استنزاف الطاقة.
  • الإرهاق الشديد.
  • مشاعر اليأس وانعدام القيمة.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
  • الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
  • كثرة النوم.
  • وجود أفكار متكررة عن الموت والانتحار.

الاكتئاب الموسمي الشتوي

يعرف أحيانًا باسم الاكتئاب الشتوي، وتشمل الأعراض الخاصة به ما يلي:

  • كثرة النوم.
  • الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
  • زيادة الوزن.

الاكتئاب الموسمي الصيفي

يصاب بعض الأشخاص بنوع نادر من الاكتئاب العاطفي الموسمي، يسمى “اكتئاب الصيف”.

يبدأ في آخر فصل الربيع لذلك قد يسمى “الاكتئاب الموسمي الربيعي”، أو أول فصل الصيف وينتهي في فصل الخريف.

قد يعاني الأشخاص المصابون باكتئاب الصيف من الأعراض الآتية:

  • التهيج والأرق.
  • القلق.
  • قلة الشهية وفقدان الوزن.
  • مشكلات النوم.
  • نوبات من السلوك العنيف.

أسباب الاكتئاب الموسمي

مع أن الأسباب الدقيقة وراء حدوث هذا الاضطراب ما زالت غير معروفة، ولكن يُعتقد أن نقص ضوء الشمس وبرودة الجو قد تؤدي إلى حدوث هذه الحالة.

هناك بعض النظريات التي تفسر ذلك، ومنها:

  • تغير الساعة البيولوجية: في حالة عدم تعرض الشخص لأشعة الشمس، فإن ساعته البيولوجية تتغير.

تنظم هذه الساعة الداخلية المزاج والنوم والهرمونات، لذلك يعاني الناس تغير حالتهم المزاجية.

  • تغير كيمياء المخ: ترسل المواد الكيميائية في الدماغ، التي تعرف “بالناقلات العصبية” الإشارات العصبية بين الأعصاب.

 تشمل هذه المواد مادة السيروتونين، التي تساهم في الشعور بالسعادة، وتساعد أشعة الشمس على تنظيم السيروتونين، ولذلك فإن قلة هذه الأشعة في فصل الشتاء يجعل الوضع أسوأ.

قد تؤدي إلى انخفاض أكبر لمستويات السيروتونين، فتحدث تغيرات مزاجية.

  • نقص فيتامين “د”: يساعد فيتامين د على تنشيط السيروتونين، ونظرًا لأن ضوء الشمس يساعدنا على إنتاج فيتامين “د”، فإن قلة أشعة الشمس تؤدي إلى نقصانه.

يؤثر هذا النقصان بدوره في السيروتونين والتغيرات المزاجية. 

  • زيادة الميلاتونين: الميلاتونين مادة كيميائية تؤثر في أنماط النوم، ويؤدي نقص ضوء الشمس إلى زيادة إنتاج الميلاتونين لدى بعض الأشخاص.

لذلك يشعرون بالخمول والنعاس خلال الشتاء. 

  • القلق والأفكار السلبية: غالبًا ما يعاني المصابون بالاضطراب العاطفي الموسمي، توتر وقلق وأفكار سلبية عن الشتاء.

لكن ما زال الباحثون غير متأكدين إذا ما كانت تلك الأفكار السلبية، سبب أم نتيجة للاكتئاب الموسمي.

عوامل الخطر للاكتئاب الموسمي

يعد الاضطراب العاطفي الموسمي أكثر شيوعًا بين الشباب والنساء، لكن هناك فئات معرضة لخطر أكبر للإصابة به، ومنها:

  • المصابون باضطرابات مزاجية أخرى، مثل: الاكتئاب الشديد أو اضطراب ثنائي القطب.
  • مَن لديهم أقارب يعانون أمراضًا عقلية، مثل: الفصام والاكتئاب.
  • العيش في المناطق الغائمة أو أقصى شمال خط الاستواء، مثل: ألاسكا أو نيوإنجلاند.

قد يصاحب الاضطراب العاطفي الموسمي اضطرابات عقلية أخرى، مثل:

  • اضطرابات القلق.
  • فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
  • اضطراب الهلع.
  • اضطرابات الطعام.

تشخيص الاكتئاب الموسمي

إذا كانت لديك أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، فلا تحاول تشخيص حالتك بنفسك.

راجع مقدم الرعاية الصحية للحصول على تقييم شامل، فقد توجد لديك مشكلة جسدية تسبب الاكتئاب.

أو قد يكون الاكتئاب الموسمي جزءًا من مشكلة صحية عقلية أكثر تعقيدًا.

يشخص الأطباء النفسيون الاضطراب العاطفي الموسمي، بالاكتئاب الشديد الذي يتزامن مع مواسم محددة مدة عامين على الأقل أو نوبات الاكتئاب التي تكرر في أثناء موسم معين، أكثر من بقية العام. 

لا يوجد اختبارات دم أو فحص جسدي لتشخيص الإكتئاب الموسمي، ومع ذلك قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار لاستبعاد الحالات الأخرى، التي قد تسبب أعراضًا مماثلة.

علاج الاكتئاب الموسمي

علاج الاكتئاب الموسمي

مع أن الاضطراب العاطفي الموسمي مؤقت، لكن الحصول على العلاج سيمنع حدوث المضاعفات.

 مثله مثل أي اضطراب نفسي، يجب الحصول على المساعدة قبل أن تسوء الأعراض.

سوف يتحدث معك الطبيب عن خيارات العلاج، التي تتضمن ما يلي:

علاج الاضطراب الوجداني الموسمي بالضوء

يعد العلاج بالضوء وسيلة لمكافحة نقص ضوء الشمس الذي قد يسبب الاضطراب الموسمي، ويحدث ذلك بالتعرض للضوء يوميًا بمصباح خاص أو صندوق إضاءة.

يمكن أن تخدع هذه الطريقة جسمك، ليعتقد أنه يحصل بالفعل على ضوء طبيعي. مما يؤدي إلى تحفيز المواد الكيميائية في عقلك، مثل: السيروتونين والميلاتونين، التي تحتاج إليها لتحسين حالتك المزاجية.

يجب أن تستخدم هذه المصابيح تحت إشراف الطبيب المعالج، للحصول على أفضل نتيجة.

ولا تنخدع “بمصابيح الاكتئاب الموسمي” التي يمكنك شراؤها عبر الإنترنت، إنها غير فعالة وقد تكون خطيرة.

الأدوية المضادة للالتهاب

ثبت أن الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، تساعد أولئك الذين يعانون الاضطراب العاطفي الموسِمي.

لكن عادةً ما تستغرق هذه الأدوية من 7 إلى 10 أيام ليبدأ مفعولها، لذلك عليك التحلي بالصبر، وعدم التوقف عن تناول الدواء إذا بدأت تشعر بالتحسن.

إضافةً إلى ذلك، فإن هذه الأدوية تستغرق بعض الوقت لتحديد نوع الدواء والجرعة المناسبة لك.

كذلك فإنها تتغير تبعًا للاستخدام الفردي، لذلك لا يوجد دواء محدد بجرعة محددة تناسب كل شخص يعاني الاكتئاب الموسِمي.

العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

يعد العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج بالكلام طريقة فعالة للغاية.

يتضمن بعض الطرق التي يساعدك بها المعالج النفسي، ومنها:

  • مساعدتك على ملاحظة بعض الأفكار والسلوكيات السلبية، حتى تتمكن من اكتشاف طرق للتعامل معها.
  • تقديم بعض تقنيات الاسترخاء.
  • إجادة الوسائل المضادة للقلق.
  • تشجيعك على عمليات التفكير الإيجابي، للمساعدة على مكافحة المشاعر والأعراض السلبية.

كيفية التخلص من الاكتئاب الموسمي

قد لا تتمكن من منع البداية الأولى للاضطراب العاطفي الموسمي.

لكن بمجرد أن يشخصك الطبيب بالاكتئاب الموسِمي، يمكنك اتخاذ بضع خطوات للمساعدة على منعه من العودة من جديد، ومنها:

  • احرص على استخدام صندوق الضوء الخاص بك في بداية الخريف، قبل أن تظهر عليك أعراض الاكتئاب.
  • اقضِ بعض الوقت بالخارج كل يوم، حتى لو كان الجو غائمًا، لأن ضوء النهار يساعدك على الشعور بالتحسن.
  • تناول طعامًا غذائيًا متوازنًا، لأن النظام الغذائي الصحي يمنحك الفيتامينات والمعادن والطاقة التي تحتاج إليها.
  • حاول أن تحصل على 30 دقيقة من التمارين، ثلاث مرات في الأسبوع.
  • ابق على اتصال مع دائرتك الاجتماعية، حتي يمكنك تلقي الدعم خلال أشهر الشتاء.
  • ضع في اعتبارك زيارة أخصائي نفسي مدرّب على العلاج المعرفي السلوكي، لأن هذا العلاج فعال جدًا للاكتئاب الموسِمي.

ختامًا -عزيزي القارئ- فإن الاكتئاب الموسمي نوع من الاكتِئاب يحدث كل عام خلال موسم معين، وعادةً ما يكون فصل الشتاء.

تشمل أعراض الاكتئاب الموسمي نقص الطاقة والشعور باليأس، لكن لحسن الحظ فإن خيارات العلاج المتاحة عديدة، لذلك وفر على نفسك موسمًا كاملًا من الاكتئاب والإحباط واذهب إلى الطبيب النفسي.

المصدر
betterhelp.commayoclinic.orgmy.clevelandclinic.orgwebmd.compsychiatry.orgnhs.uk

د. مروة قابيل

كاتبة محتوى طبي شغوفة بالطب، أهوى نقل المعلومات الطبية بأبسط صورة ممكنة، لإثراء المحتوى العربي، وليجد القارئ العربي مصادر متنوعة يستسقي منها ثقافته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى