شفائي من التصلب اللويحي | هل هناك أمل؟
قال لي تجربتي مع التصلب اللويحي غيرت مصيري إلى الأبد، فهل يمكن شفائي من التصلب اللويحي؟
كنت أشاهد أشرطة فيديو تعرض تسجيلًا له وهو يتحرك في خفة تثير الحسد، وتنتزع صيحات الإعجاب من فمي، ثم أتذكر كيف بدأ تدريجيًا يفقد مهارته ورشاقته المذهلة، لا عن إهمال أو استهتار، ولكن بسبب وقوعه ضحية لمرض التصلب اللويحي.
فهل يمكن الشفاء من التصلب اللويحي؟ وما أسبابه وأعراضه؟ نعرض بشيء من التفصيل كل ما يتعلق بهذا المرض في السطور القادمة.
هل يمكن شفائي من التصلب اللويحي نهائيا؟
من المؤسف أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض التصلب اللويحي، لكن الأدوية تقلل تفاقم المرض وفقًا لتجارب التصلب اللويحي.
تجربتي مع التصلب اللويحي
يسرد مريض تجربته قائلًا “بدأت معاناتي منذ سنوات، حيث كنت أشعر بالتعب والإرهاق المستمر، وكان لدي صعوبة في الحركة والقيام بالأنشطة اليومية.
بدأت رحلة طويلة من العلاجات والأدوية، وكان علي أن أغير نمط حياتي، فاضطررت إلى تغير نظام عملي لأخذ فترات راحة أكثر.
لقد كانت تجربة صعبة على المستوى النفسي لشعوري بالإحباط والضعف. لكن مع مساندة عائلتى وأصدقائى استطعت تجاوز هذه المرحلة والتعامل مع مرضي بطريقة إيجابية.
الآن، يمكنني القول أنني شفيت من التصلب اللويحي جزئيًا، فمعرفة العدو تسهل التعامل معه”.
أعراض التصلب اللويحي
تختلف الأعراض تبعًا للعضو الذي تأثرت خلاياه العصبية، ولكن هناك بعض الأعراض الأساسية المميزة لهذا المرض، نذكر منها:
- الإرهاق، وهذا عرض يصيب حتى 80% من مصابي هذا المرض، ويؤثر في قدرة المريض على أداء عمله.
- الألم في أنحاء متفرقة من الجسم.
- فقدان القدرة على التوازن.
- تصلب العضلات وضعفها.
- الشعور بالخدر والتنميل في الأطراف.
- صعوبة المشي منفردًا وقد يتعرض المريض للوقوع في أثناء الحركة، مما يزيد تفاقم المشكلة.
- صعوبة التركيز.
- ضعف الذاكرة.
- التلعثم وصعوبة إيجاد الكلمات المناسبة في أثناء الحديث.
- إذا تأثرت الخلايا العصبية للعينين، فقد يختبر المريض أعراضًا مثل الرؤية المزدوجة أو الضبابية.
الجدير بالذكر أن مرض التصلب الجانبي الضموري يختلف عن التصلب اللويحي.
هل مرض التصلب اللويحي خطير؟
يسأل البعض إلى أي حد قد يسوء المرض وما نهاية مرض التصلب اللويحي، فنجيب أنه أحيانًا يختبر المريض في المراحل المتقدمة الأعراض الآتية:
- الشلل.
- فقدان الذاكرة.
- التقلبات المزاجية.
- الاكتئاب.
- الصرع.
كيف اعرف اني مصاب بمرض التصلب اللويحي؟
هناك بعض الأعراض التي قد تشير بأصابع الاتهام إلى هذا المرض وهي:
- الشعور بالخدر والتنميل في الأذرع والأرجل.
- ضعف الأرجل وعدم القدرة على المشي طبيعيًا وفقدان التوازن.
- الرؤية الضبابية أو المزدوجة في إحدى العينين أو كلتيهما.
وهنا ننبه إلى أن هذه الأعراض قد تكون دليلًا على أمراض أخرى، فإذا كنت تعاني أيًا منها يجب عليك فورًا استشارة الطبيب.
علاج التصلب اللويحي
لا يوجد علاج لمرض التصلب المتعدد، ولكن هناك بعض الأدوية المستخدمة للتخفيف من حدة الأعراض، ومن تفاقم المرض وتشمل الآتي:
أدوية علاج التصلب اللويجي لتخفيف حدة النوبات
من أهم هذه العلاجات الآتي:
- الكورتيزون
يعد الكورتيزون مضادًا قويًا للالتهاب فيخفف حدة أعراض المرض، ولكن من أعراضه الجانبية ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر بالدم، واحتباس السوائل والتقلبات المزاجية.
- تقنية فصادة البلازما (تبادل البلازما)
يستخدم هذا العلاج في حالة عدم الاستجابة للكورتيزون، ويسحب عينة من دم المريض، ويفصل خلايا الدم عن البلازما، وتستبدل البلازما بمحلول من بروتين الألبيومين ثم تعاد عينة الدم إلى جسم المريض.
علاجات تَحُد تفاقم المرض
ومن هذه العلاجات ما يُحقن تحت الجلد أو وريديًا أو يؤخذ بالفم وتشمل هذه العلاجات الآتي:
- إنترفيرون بيتا
دواء يُحقن في العضلات أو تحت الجلد، ويبطئ تفاقم المرض. ويتوفر في حقن ريبيف.
أضراره الجانبية مثل التسبب بأعراض شبيهة بأعراض لإنفلونزا، والتحسس مكان الحقن، والفشل الكبدي، لذا يجب متابعة مستوى إنزيمات الكبد بانتظام.
- أسيتات الغلاتيرامر
يجب حقن هذا الدواء تحت الجلد، ويمنع الجهاز المناعي من مهاجمة طبقة غِمد المايلين، ومن أضراره الجانبية التحسس مكان الحقن.
- أوكريليزوماب
دواء يُعطى وريديًا مرتين في بداية العلاج، ثم يُعطى كل ستة أشهر، وثبت أنه يحد تفاقم المرض.
يحظر على مرضى التهاب الكبد الوبائي B تناول هذا الدواء.
- اليمتوزوماب
يُعطى هذا الدواء وريديًا لخمسة أيام متتالية ثم بعد مدة من الوقت في العام نفسه لثلاثة أيام أُخر، لا يوصي الأطباء بهذا الدواء إلا في الحالات الشديدة لكثرة أعراضه الجانبية.
- فينغوليمود
دواء فموي، يتناوله المريض مرة واحدة يوميًا، يُحد هجوم خلايا الدم البيضاء على المخ، مما يقلل تفاقم المرض.
- سيبونيمود
يؤخذ مرة واحدة يوميًا، وثبتت فاعليته في الحد من تفاقم الأعراض، ويتسبب في عديد من الأعراض الجانبية مثل انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء ومشكلات بالإبصار.
العلاجات السابقة يصفها الطبيب بحذر إلى مريضه نظرًا لكثرة أضرارها الجانبية.
يقرر الطبيب العلاج المناسب وجرعته بناءً على المرحلة المرضية التي يعانيها المريض، ومدى استجابته للأدوية المضادة للالتهاب.
العلاج الطبيعي
يحتاج المريض إلى جانب الأدوية السابقة إلى جلسات العلاج الطبيعي التي تساعده على استعادة قدرته على المشي طبيعيًا ومتوازنًا.
تغيير نمط الحياة
قد يحتاج المريض إلى تغيير بعض عاداته القديمة واستبدالها بالآتي:
- ممارسة التأمل واليوجا وأداء تمارين التنفس بعمق، إذ قد تساعده على الشعور بالهدوء، وهو أمر ضروري، لأن القلق والتوتر يحفزان الجهاز المناعي لمزيد من الهجوم على الجهاز العصبي.
- الالتزام بالنظام الغذائي الصحي والمتوازن.
- تجنب الحرارة الشديدة، إذ إنها من المحفزات على ظهور نوبات شديدة من المرض.
- ممارسة الرياضة بانتظام، لكن قد يواجه المريض مشكلةً بسبب ارتفاع درجة حرارة جسمه إثر ممارسته الرياضة، ومن ثم تدهور أعراضه، لذا يُنصح بالآتي:
- تجنب ممارسة الرياضة في الأيام الحارة.
- أن يتجنب الإجهاد المُفرط.
- أن يُمارس السباحة، إذ تعد الرياضات المائية خيارًا مناسبًا هنا، لأنها تحافظ على درجة حرارة الجسم من الارتفاع.
- الحصول على عددٍ كافٍ من ساعات النوم المريح الهادئ.
أنواع التصلب اللويحي
مرض التصلب اللوِيحي لا يوجد في صورة واحدة، وأنواعه تشمل الآتي:
- المتلازمة السريرية المعزولة
مرحلة يعاني المريض نوبةً في شكل أعراض عصبية نتيجة تآكل طبقة غِمد المايلين، مدة لا تقل عن 24 ساعة، وقد تدل هذه الأعراض على التصلب اللوِيحي.
يحتاج الطبيب إلى فحص السائل الدماغي الشوكي، لتشخيص المرض.
فإذا وُجدت العصابات قليلة النسيلة (بروتينات يشير وجودها إلى التهاب الجهاز العصبي المركزي) كان هذا يرجح احتمالية الإصابة بالتصلب اللوِيحي.
- التصلب اللويحي المتكرر الانتكاسي
هو الشكل الشائع للمرض؛ إذ يصيب 85% من المرضى، ويختبر المريض الأعراض السابقة ثم تهدأ كثيرًا وقد يشفى تمامًا مدة، ثم تتكرر النوبات مرة أخرى.
- التصلب اللويحي التقدمي الأولي
في هذا النوع يحدث تدهورًا تدريجيًا في وظائف الجهاز العصبي بدايةً من الإصابة بمرض التصلب اللوِيحي.
ويتساوى عدد المصابين من النساء مع الرجال في هذا النوع، وهو ما يختلف في الأشكال الأخرى.
إذ تكون نسبة النساء المصابات أكثر من الرجال، واستجابة المرضى للأدوية تكون ضعيفة للأسف.
- التصلب اللويحي التقدمي الثانوي
هنا يصاب المريض بالتصلب اللويحي المتكرر الانتكاسي أولًا ربما لسنوات، ثم تتدهور الحالة أو يظل يعاني انتكاسات بالإضافة إلى تدهور حالته، واستجابة المرضى للأدوية تكون متوسطة.
أسباب التصلب اللويحي
دعونا نعود إلى الوراء قليلًا لنفهم أولًا كيف يعمل الجهاز العصبي؟
كلما ذهبتَ في نزهة سيرًا على الأقدام، تذكر أن ما تلتقطه عيناك في السماء، وصوت السيارة المارة إلى جانبك، ورائحة الورد تملأ أنفك.
كل هذه الأشياء تلتقطها حواسك، فتبعث على إثرها رسالة إلى المخ سائلةً إياه عن كُنه هذه الأشياء.
فيجيب العقل هذه وردة، هذه سحابة، هذا صوت محرك السيارة، ثم يتساءل البعض، ولكن كيف يحدث هذا التواصل؟
هذا هو دور شبكة الخلايا العصبية، إذ تنتقل عبرها الرسائل (في صورة إشارات كهربائية) من المخ إلى بقية الجسم والعكس، فتفهم كل خلية ماذا عليها أن تفعل في تلك اللحظة.
فإذا شبهنا هذه الخلايا بالأسلاك الكهربائية، جاز لنا أن نشبه غِمد المايلين (الطبقة التي تغلف الخلايا العصبية) بالعازل الكهربائي.
وبسبب هذه الطبقة يتسنى للرسائل الصادرة من المخ إلى بقية الجسم والعكس، أن تنتقل بسلاسة عبر الخلايا العصبية.
وهنا تبدأ المشكلة؛ إذ لسبب غير معلوم يشن جهاز المناعة هجومًا على هذه الطبقة مدمرًا إياها، وتاركًا الخلايا العصبية دون حماية.
فيتأثر انتقال الإشارات الكهربائية ويحدث ما يسمى بالتصلب اللوِيحي.
لكن ما السبب الرئيس الذي يدفع الجهاز المناعي إلى هذا الهجوم؟ وهل يمكن الشفاء من التصلب اللويحي؟ هذا ما يشغل عقول العلماء إلى يومنا هذا دون إجابة شافية.
عوامل الخطورة
قد يصيب هذا المرض أي شخص، ولكن لاحظ العلماء أن هناك عوامل خطورة تزيد احتمالية الإصابة، وهي:
- التاريخ العائلي
التصلب اللويحي ليس مرضًا وراثيًا، ولكن إذا كان أحد الأبوين أو الأشقاء مصابًا به، فهذا قد يزيد فرصتك في الإصابة به.
وفي ذلك إجابة عن سؤال هل التصلب اللويحي مرض وراثي.
- العمر
أكثر الفئات العمرية المعرضة للإصابة بالمرض تتراوح بين العشرين والأربعين عامًا، ولكنه قد يصيب الفئات العمرية الأخرى أيضًا.
- الجنس
النساء أكثر عرضة من الرجال بنسبة اثنان أو ثلاثة إلى واحد للإصابة بالتصلب اللويحي المتكرر الانتكاسي.
- فيتامين د
وُجدت علاقة بين نقص مستويات فيتامين د ومدة التعرض لأشعة الشمس وزيادة احتمالية الإصابة بالمرض.
- الأمراض المناعية الأخرى
إذا كنت من مرضى فقر الدم الخبيث أو الصدفية أو مصابًا بمرض السكري من النوع الأول أو باضطرابات الغدة الدرقية، فحظك في الإصابة بمرض التصلب اللوِيحي يكون أعلى قليلًا من غيرك.
- العدوى بأنواع الجراثيم المختلفة
وجد العلماء رابطةً ما بين الإصابة بالمرض والتعرض للعدوى بكثير من الجراثيم مثل فيروس إبشتاين- بار.
وأخيرًا، بعد إجابتي عن سؤال صديقي هل يمكن شفائي من التصلب اللويحي، ننوه أنه ما زال المرض على رأس قائمة الأمراض التي تثير اهتمام العلماء.
مما يدفعهم إلى مزيد من الأبحاث للوصول إلى علاجات أحدث وأقدر على تخفيف معاناة ضحاياه حتى الشفاء من التصلب اللويحي.
تعليق واحد