الصحة النفسية

أسباب الأحلام المزعجة المتكررة | هل الكوابيس مرض نفسي؟

الأحلام المزعجة
الأحلام المزعجة

تراود الأحلام المزعجة الشخص في أثناء نومه، وتحدث عادةً في الثلث الأخير من النوم؛ إذ يكون الشخص وصل إلى مرحلة النوم العميق فما أسباب الأحلام المزعجة المتكررة؟

كذلك تشيع رؤية الأحلام المزعجة بين الأطفال، وتقترن بمشاعر سلبية، وشعور قوي بالخوف والقلق؛ مما يؤدي إلى إيقاظ الشخص.

هل الكوابيس مرض نفسي؟

يشير أغلب الأطباء النفسيين إلى أن أكثر الحالات التي تعاني الكوابيس تكون طبيعية؛ فهي تحدث نتيجة تفريغ العقل الباطن ما يحتويه من طاقات سلبية.

تجربتي مع الكوابيس المستمرة

طال صمودي ولم أعد قادرًا على مواجهة زائر نومي الشنيع؛ فقد أصبح ليلي محاطًا بالأحلام المزعجة، وبتُ أخشى محاولة الخلود للنوم، وأتمنى كثرة النوم.

أعي أن الكوابيس تحدث لدقائق معدودة في أثناء نومي، ولكني لا أكف عن التفكير بها طوال نهاري؛ فهي تؤرق ليلي، وتكدر صفوي، وتنغص يومي.

أسباب الأحلام المزعجة المتكررة

تحدث عادةً في مرحلة النوم التي تُعرف باسم “حركة العين السريعة”، ويعتقد البعض أن هذه الأحلام جزء من تلبية الرغبات المكنونة والمكبوتة.

تؤدي هذه الأحلام إلى استيقاظ الشخص فزعًا من نومه، ويأخذ برهة من الوقت حتى يدرك إن كان هذا حقيقيًا أم مجرد أضغاث أحلام.

وفيما يلي بيان لأهم أسباب الأحلام المزعجة المتكررة:

1. تناول الأطعمة الدسمة

يسبب تناول الأطعمة الدسمة إصابة الجسم بالخمول وعسر الهضم؛ مما يؤدي إلى معاناة الشخص.

2. الأطعمة الحارة

توجد علاقة بين الأطعمة التي يتناولها الشخص قبل خلوده إلى النوم ومدى راحته في أثناء نومه.

تعد الأطعمة الحارة من أبرز أسباب عدم الراحة؛ إذ تزيد عملية التمثيل الغذائي في الجسم؛ مما يؤدي إلى زيادة معدل نشاط المخ، وحرمان الشخص النوم العميق.

3. الأدوية

تعد رؤية الأحلام المفزعة والكوابيس من أبرز الآثار الجانبية للأدوية والعقاقير؛ وتتضمن الأدوية التي تسهم في إصابة الشخص بهذه المعاناة:

  1. مضادات الاكتئاب.
  2. أدوية ضغط الدم.
  3. حاصرات بيتا.
  4. الأدوية المستخدمة لعلاج داء باركنسون.

4. التوتر والقلق

يعد الضغط النفسي الذي نعانيه في حياتنا اليومية من أهم العوامل التي تؤدي إلى رؤية الأحلام المفزعة والكوابيس.

5. الصدمات

تعد رؤية الأحلام المزعجة أمرًا شائعًا بعد التعرض لأمور صادمة، أو اعتداء جسدي أو جنسي، ويشاع انتشارها أيضًا بين الأشخاص الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.

يتعرض البعض في أثناء مرحلة الطفولة لأحداث صادمة؛ وتسبب لهم صدمة نفسية، لذا يرتبط شعورهم بالقلق والخوف من جراء ما تعرضوا له برؤيتهم المتكررة للأحلام المزعجة.

6. اضطراب النوم

يسبب اضطراب النوم عدم قدرة المصاب على أخذ قدر كاف من النوم؛ مما يؤدي إلى معاناته من الكوابيس والأحلام المفزعة.

ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب النوم:

  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • متلازمة تململ الساقين.
  • النوم القهري.

7. تعاطي المخدرات

يسبب تعاطي المواد المخدرة رؤية الأحلام المفزعة، مثل: الكيتامين والكوكايين، والماريجوانا، ويعاني أيضًا الشخص الكوابيس المتكررة في أثناء رحلة التعافي من الإدمان.

8. شرب الكحول

يؤثر شرب الكحول في الحالة النفسية والعصبية، ونشاط الدماغ، ويقلل جودة النوم؛ إذ تعد الكحوليات من المواد المثبطة للجسم، وتجعل الشخص يشعر بالنعاس ولكن مدة مؤقتة.

بعد زوال تأثير الكحول في الجسم يصبح المدمن أكثر تيقظًا، ويعاني القلق والأرق، وتزداد احتمالية رؤيته للأحلام المزعجة. 

يجدر بالذكر أن عند التوقف عن شرب الكحول؛ يعاني الشخص رؤية الكوابيس المزعجة، وتكون أكثر حدة في بداية الانسحاب، ولكنها تتلاشى في غضون أسابيع قليلة.

9. أفلام الرعب

يمكن أن تؤثر مشاهدة أفلام الرعب والكتب المخيفة في جودة نوم الشخص، وتسبب إصابتهم بالكوابيس المزعجة.

10. الكافيين

تحفز مادة الكافيين الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى إعاقة عمل الناقل العصبي المسؤول عن إرسال إشارة للمخ بالنعاس.

يسهم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين يوميًا على زيادة نشاط الدماغ في أثناء النوم، ويؤثر في التفكير المنطقي للعقل، مما يؤدي إلى معاناة الشخص الأحلام المفزعة والكوابيس.

11. مستوى السكر في الدم

يعد انخفاض السكر في الدم في أثناء النوم من أبرز أسباب الأحلام المزعجة عند الأطفال، وتعرف هذه الحالة بالسكري.

يسبب نقص مستوى السكر بعض العلامات والأعراض، مثل: التعب والإرهاق عند الاستيقاظ، والتعرق، ومعاناة الكوابيس، ويجدر بالذكر أن المرضى المصابين بداء السكري يعانون هذه الحالة.

أسباب الأحلام المزعجة للحامل

الأحلام المزعجة للحامل
الأحلام المزعجة للحامل

قد تعاني الأم الحامل الكوابيس والأحلام المرهقة نتيجة مشاعرها المضطربة في أثناء الحمل؛ إذ ينتابها القلق والتوتر بشأن آلام المخاض، والولادة، وصحة الطفل وسلامته.

تزداد احتمالية تعرض المرأة الحامل للكوابيس إذا سبق التعرض للإجهاض في الماضي، وتعد التغيرات الهرمونية من أبرز الأسباب التي تسبب رؤية الحامل للأحلام المزعجة.

يجدر بالذكر أن عديد من الأمهات تُصاب برؤية الأحلام المزعجة بعد الولادة نتيجة إصابتها بالإرهاق، والقلق، واضطراب النوم.

أعراض رؤية الأحلام المزعجة

يعاني الشخص عدة أعراض من جراء رؤيته للأحلام المزعجة في أثناء نومه، ونذكر منها الآتي:

  • الشعور بالضيق والتعب في أثناء النهار.
  • صعوبة التركيز والتذكر.
  • فقدان الطاقة، والشعور بالنعاس نهارًا.
  • التوتر والقلق من النوم.
  • الخوف من الظلام.
  • يعاني الشخص مشكلات في عمله أو دراسته.
  • تذكر تفاصيل الحلم بعد الاستيقاظ بوضوح والتفكير به.
  • تسارع ضربات القلب والتعرق.
  • تمنع الكوابيس صاحبها من الخلود للنوم مرةً أخرى بسهولة.
  • وجود معضلات في المواقف الاجتماعية والمهام اليومية.

كيفية علاج الأحلام المزعجة

علاج الأحلام المزعجة
علاج الأحلام المزعجة

يلجأ الشخص إلى العلاج عندما تصيبه الكوابيس باضطراب النوم، والضيق، والأرق، وفيما يلي نوضح كيفية علاجها والتخلص منها:

  1. العلاج الطبي

يستهدف العلاج الطبي علاج الكوابيس المرتبطة بأسباب عضوية مثل داء الأنفلونزا والحمى، التي تعيق النوم براحةٍ وهناء. 

  1. الأدوية

لا تعد الخيار الأفضل لعلاج الكوابيس، ونادرًا ما تستخدم، ولكن يلجأ الطبيب إلى وصف المهدئات ومضادات الاكتئاب وغيرها من الأدوية لعلاج الأحلام المزعجة الناتجة عن اضطراب ما بعد الصدمة.

  1. العلاج التخيلي الاسترجاعي

يستخدم العلاج التخيلي الاسترجاعي عادةً لعلاج الأشخاص الذين يعانون الكوابيس من جراء تعرضهم لاضطراب ما بعد الصدمة.

ويتضمن استرجاع نهاية الكابوس المزعجة، ثم تغييرها والتدرب عليها في عقل المصاب؛ وعلى إثر هذا يمكن إدراك المعاناة وتقليل وتيرة الكوابيس.

  1. علاج الإرهاق والقلق

إذا كان يعزى المعاناة من الأحلام المفزعة أسباب نفسية مثل الإجهاد والقلق؛ فيوصي الطبيب بممارسة بعض الأنشطة للحد من التوتر مثل تمارين الاسترخاء والتنفس العميق.

  1. تغيير نمط الحياة اليومية

يسهم اتباع روتينًا يوميًا منظمًا ومريحًا قبل النوم في كبح جماح الكوابيس والحد منها، والاستمتاع بنوم هادئ، ويمكنك اتباع الخطوات الآتية:

  • تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ.
  • الاستحمام بالماء الدافئ قبل الخلود إلى النوم.
  • تجنب تناول الأطعمة الدسمة، والحارة، والكافيين قبل النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • شرب الحليب الساخن قبل النوم، لاحتوائه على الحمض الأميني تريبتوفان، الذي يساعد على تحسين جودة النوم.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء للحد من التوتر والقلق مثل تمارين التنفس العميق.
  • تهيئة مكان النوم، والتأكد من أن الأغطية والوسائد مريحة.

وختامًا…

مما لا شك فيه أن الأحلام المزعجة هي الجانب المظلم والمرهق من ليلك، ولكنها عادةً لا تسبب أي ضرر.

وإذا كنت تعاني -عزيزي- الكوابيس المتكررة؛ فأوصيك بزيارة الطبيب وطلب استشارته، لمعرفة السبب ووصف العلاج المناسب.

 

د. سارة حسن

طبيبة بيطرية ومترجمة وكاتبة محتوى. شغوفة بالاطلاع وكتابة المحتوى الطبي، هدفي تبسيط المعلومات الطبية، وأن تصل المعلومات بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة. وأسعى إلى ترك أثرًا طيبًا وعلمًا يُنتفع به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى