الصحة النفسية

تجربتي مع اضطراب القلق العام وكيف تغلبت عليه | مرض العصر

شفيت من القلق بعد فترة طويلة، وبعد تجربتي مع اضطراب القلق العام أخبركم أن المرضى يعانون التوتر بسبب أبسط الأشياء، بل أحيانًا يشعرون بالقلق دون القدرة على معرفة السبب الكامن وراء هذا الشعور. مما يتسبب في عرقلة المريض عن تأدية مهامه اليومية وفساد حياته تمامًا.

اضطراب-القلق-العام

اضطراب القلق العام هل هو مرض مزمن؟

هو مرض قابل للشفاء، هنا قد يتساءل البعض ”هل يُعد الشعور بالقلق اضطرابًا؟ أليس هذا من طبيعة بني آدم؟“

متى يكون القلق غير طبيعي؟

حسنًا، القلق شعورٌ طبيعي إذا كان كالزائر الخفيف الذي يأتينا في أوقاتِ متباعدة، ليساعدنا على بذل أقصى مجهود لدينا للنجاح في أمر ما. لكن ماذا لو كان هذا الشعور كصاحب البيت المقيم باستمرار؟ الذي لا يبرح مكانه أبدًا، هنا تكمن المشكلة.

تجربتي مع اضطراب القلق العام

دوامة مستمرة من الأفكار المزعجة، جسدي مشدود كقوسٍ على الدوام ولا أحظى بنومٍ هادئ، إذ إني أعاني اضطراب القلق العام.

اعتدت أن أقلق لأهون الأسباب، وتصورت أني إذا توقعت الأسوأ لتمكنت من وضع الخطط المناسبة لمراوغته، حتى تهاويت في بئرٍ عميق من الأفكار السلبية، هنا فقط قررت أن أتوجه إلى الطبيب النفسي ليساعدني على التعافي.

في هذا المقال نشرح كل ما يتعلق بهذا الاضطراب وكيف نشفى منه؟

كيف تعرف نفسك انك مصاب بمرض القلق؟

يجب أن يشكو المريض الأعراض المذكورة على الأقل لستة أشهر حتى يشخص الطبيب الحالة على أنها اضطراب قلق عام.

هذه قائمة بأهم أعراض اضطراب القلق العام:

  • الأرق.
  • صعوبة التركيز.
  • توقع الأسوأ دائمًا.
  • عدم القدرة على التفكير بتوازن أو هدوء.
  • التردد الزائد عن الحد أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة.
  • قد يورث القلق المريض رغبة في الكمال (Perfectionism)، مما يعيقه عن إنجاز أي شيء.
  • تأثر أداء المريض في عمله أو دراسته وعلاقاته الاجتماعية بالسلب.
  • البحث عن القبول عند الآخرين.
  • الشعور الدائم بتدني الذات.

قد يختبر المريض في المراحل المتقدمة أعراضًا جسدية، مثل:

  • توتر عضلات الجسم وتشنجها.
  • تسارع نبضات القلب.
  • تعرق اليدين.
  • الشعور بالغثيان.
  • الشعور بالتعب والإرهاق الدائم.
  • آلام جسدية مثل تقلصات المعدة والصداع النصفي.
  • الإسهال المتكرر.

ننوه إلى أن المريض قد يعاني أيضًا اضطرابات أخرى بالإضافة إلى القلق العام مثل الفوبيا والاكتئاب والوسواس القهري.

هل القلق العام خطير؟

إذا لم يتلقَ المريض المساعدة الطبية في بداية الأمر قد تتفاقم حالته النفسية ويتعرض للآتي:

  • الشعور بانعدام الطاقة.
  • انخفاض كفاءة المريض في عمله لاحتياجه إلى وقت أكثر لتأدية عمله.
  • الأفكار الانتحارية.
  • الإصابة بالاكتئاب.

كيف تتخلص من القلق بدون ادوية؟

هذه قائمة بأهم النصائح للحد من الشعور بالقلق:

  • زيارة الطبيب النفسي واستشارته.
  • التوقف عن تعاطي المخدرات والكحول، لأنها تزيد تفاقم الأعراض.
  • التوقف عن التدخين وشرب المنبهات مثل القهوة.
  • تنظيم اليوم للحد من إهدار الطاقة على كثير من الأعمال.
  • الاحتفاظ بمفكرة لتسجيل الأحداث اليومية للمساعدة على رؤية الواقع كما هو وتحديد الأفكار التي تختبئ خلف الشعور بالقلق.

هل يمكن علاج اضطراب القلق العام نهائيا؟

نعم يمكن السيطرة عليه، وتعتمد الخُطَّة العلاجية على ثلاثة محاور رئيسة وهي:

تغيير نمط الحياة

علاج-اضطراب-القلق-العام

هنا ينصح الطبيب المريض بالآتي:

  • ممارسة الرياضة بانتظام، إذ إنها تساعد المريض على التخلص من التوتر والقلق.
  • ممارسة التأمل واليوجا.
  • اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا، لإمداد الجسم بما يحتاج إليه من فيتامينات ومعادن.
  • التوقف عن التدخين.
  • الابتعاد عن المنبهات مثل القهوة.
  • النوم لساعات كافية.

العلاج المعرفي السلوكي

يدور اضطراب القلق حول الأفكار المزعجة والمخيفة، لذا يلجأ الأطباء إلى حل المشكلة من جذورها بمساعدة المريض لمعرفة ورصد الأفكار السلبية التي تقبع وراء شعوره بالقلق وإخضاعها للنقاش وتغييرها.

بكلمات أخرى يهدف هذا العلاج إلى منح المريض عقلًا جديدًا ليرى الحياة من منظور مختلف، فيعود إلى ممارسة أنشطة حياته التي كان يتجنبها قلقًا.

يشمل العلاج المعرفي السلوكي الخطوات الآتية:

تدوين الأفكار

هي الخطوة الأولى لبدء رحلتك العلاجية، فقط تحتاج إلى كوب من مشروبك المفضل ومفكرة خاصة ومكان هادئ، لتجلس وتبدأ في تدوين ما شعرت به خلال اليوم مع محاولة فهم الأفكار التي كانت تشغل ذهنك حينئذ وتدوينها.

اكتشاف السلوكيات الخاطئة

 مثل القفز إلى النتائج أو توقع الأسوأ دائمًا أو الوقوع في فخ رؤية الأمور بلوني الأبيض والأسود فقط، إذ لا وجود للون الرمادي.

ثم إيجاد بدائل صحية والتدرب على التفكير السليم والمتوازن واكتساب رؤية جديدة لكل شيء، ولا يأتي هذا إلا بالتدريب المستمر بالطبع.

ممارسة اليقظة

 إذ إننا نغرق في الماضي أو المستقبل في معظم أوقاتنا، لكن مع ممارسة اليقظة نتدرب على أن نكون حاضرين في اللحظة الحالية بكل ما فيها من مزايا وعيوب.

العلاج بالتعرض

إذ أحيانًا نحتاج إلى تجرِبة الشيء الذي يثير مخاوفنا لرؤية الأمور بواقعية.

أدوية علاج القلق

تنقسم الأدوية المُستخدمة إلى:

المهدئات

تهدف هذه الأدوية إلى تخفيف حدة الأعراض الجسدية مثل تقلصات المعدة.

لا يحبذ الأطباء استخدام هذه الأدوية مدة طويلة لأنها تؤدي إلى الإدمان.

قد ينصح بها الأطباء كعلاج قصير المدى حتى تؤتي مضادات الاكتئاب بمفعولها.

تشمل هذه الأدوية الآتي:

  1. البرازولام (Alprazolam).
  2.  كلونازيبام (Clonazepam).
  3.  لورازيبام (Lorazepam).

مضادات الاكتئاب

تشمل هذه الأدوية الآتي:

  1. بوسبيرون (Buspirone).
  2. سيتالوبرام (Citalopram).
  3. دولوكستين (Duloxetine).
  4. سيرترالين (Sertraline).
  5. فينلافاكسين (فينلاماش).

تستخدم هذه المجموعة كعلاج طويل المدى، وتحتاج إلى أسبوعين حتى يبدأ أثرها في الظهور على المريض.

من أضرارها الجانبية الآتي:

  • الأفكار الانتحارية في بداية العلاج.
  • جفاف الفم.
  • الإسهال.
  • الشعور بالغثيان.
  • زيادة الوزن.
  • الأرق.

أسباب اضطراب القلق العام

لا يُعرف السبب المحدد لهذا المرض، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد نسبة إصابتك بهذا المرض، ومنها:

  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة بهذا الاضطراب.
  • العوامل البيولوجية إذ ثبُت علميًا أن كيمياء المخ قد تلعب دورًا في إصابة المريض بالقلق.
  • تعرض الشخص لضغوط مستمرة فترة طويلة مثل الإصابة بمرض عضال أو اختبار طفولة سيئة أو فقد شخص عزيز أو ضياع وظيفة أو خسارة بعض الأموال.
  • الإدمان أو التوقف عن إدمان المخدرات والكحول.

تشخيص القلق العام

لا يعد تشخيص القلق العام أمرًا سهلًا، لإمكانية ملازمته لأمراض أخرى مثل الفوبيا واضطراب ما بعد الصدمة ونوبات الذعر والوسواس القهري والاكتئاب.

قد يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوص الطبية لاستبعاد بعض الأمراض العضوية التي قد تتسبب الشعور بالقلق مثل:

  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • أمراض القلب.
  • إدمان المخدرات.
  • ارتجاع المريء (GERD).

هذه قائمة بأهم الفحوص المطلوبة:

  • فحص الدَّم لمعرفة مستوى هرمونات الغدة الدرقية بها.
  • فحص البول لمعرفة ما إذا كان المريض مدمنًا لأي نوع من المخدرات.
  • الأشعة المقطعية لفحص القلب والمعدة لتحديد ما إذا كان المريض يعاني مشكلات بهما.

اختبار اضطراب القلق العام

قد يطلب الطبيب من المريض الإجابة على بعض الأسئلة والاستبيانات، ثم يحدد بناءً على النتيجة ما إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب أم لا. 

يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعانيها المريض والمدة التي شعر فيها بهذه الأعراض، ليستبعد الأمراض النفسية الأخرى التي قد يكون القلق عرضًا واحدًا منها مثل الاكتئاب والفوبيا.

وختامًا، كلنا نشعر بالقلق من وقت إلى آخر، لكن إذا زاد هذا الشعور عن الحد المقبول وأدى إلى عرقلة الحياة في كافة جوانبها، وجب التوجه إلى الطبيب على الفور لأنك تحتاج إلى تلقي المساعدة المناسبة. كما فعلت خلال تجربتي مع اضطراب القلق العام.

د. آثار غنيم

كاتبة محتوى طبي، تجد متعة عظيمة في اكتشاف كل ما هو جديد والكتابة عنه بلغة بسيطة وسهلة، تصل إلى كل القراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى