ارتخاء جفن العين حالة تصيب الجفون ويطلق عليها أحيانًا تهدُّل جفن العين أو تدلي الجفون.
تُعد أكثر شيوعًا في الجفن العلوي، ونادرًا ما تصيب الجفن السفلي.
وقد تصيب جفنًا واحدًا وتعرف حينئذ بارتخاء جفن العين أحادي الجانب أو قد تصيب الجفنين فتسمى ارتخاء جفن العين ثنائي الجانب.
قد يولد به الصغير وربما يصاب به الفرد على مدار حياته، لكن يكثر حدوثه مع كبَر السن.
نجد أحيانًا أن بعض الحالات بسيطة لا تشكل خطورة على الفرد وبعضها قد يعوق مجال الرؤية ويلزم علاجه.
تجربتي مع ارتخاء جفن العين
تخبرنا أم لطقل كان يعاني تدلي الجفن وقال الطبيب أنه من الضروري جدًا معالجة ارتخاء جفن العَين الخلقي في سن صغيرة، لأن تركه أو تجاهله قد يؤدي إلى مشكلاتٍ في الرؤية لدى الطفل.
من أشهر المضاعفات التي قد تحدث للأطفال: كسل العين، أيضًا قد يصاب الطفل بآلام في الرقبة والرأس نتيجة اضطراره لإمالة رأسه للخلف لرؤية أوضح.
أعراض ارتخاء جفن العين
لا تختلف الأعراض كثيرًا بين المصابين، لكن قد تختلف في شدتها وهي:
- تدلي الجفن.
- جفاف شديد بالعين.
- إدماع العين.
- يبدو الوجه مُجهدًا.
- ألم بسيط.
- صداع.
في بعض الحالات الشديدة من ارتخاء جفن العَين، يُلاحظ أن المصاب يثني رقبته للوراء ليتمكن من رؤية ما لا يراه.
يرجى إخبار الطبيب عند ملاحظة حدوث نوبات من الصداع أو الصداع النصفي متزامنًا مع ارتخاء الجفن.
هل يوجد علاج لارتخاء جفن العين؟
يعتمد اختيار العلاج المناسب على معرفة سبب حدوث الارتخاء وشدته.
إذا كان السبب هو تقدم العمر أو كان الارتخاء خلقيًا؛ فلا سبيل للعلاج الدوائي، وينصح حينها بالإجراء الجراحي التجميلي.
أما إذا كان السبب وراء تدلي جفن العين مرضًا آخر، إذن غالبًا ما يؤدي علاج ذلك المرض إلى تحسن حالة الجفن.
في حالة ارتخاء الجفن المؤقت، ينصح الطبيب بتثبيت تلك الدعامة لترفعه إلى حين شفائه.
الدعامة أو العكازة هي قطعة زجاجية غير مرئية تثبت على إطار نظارة العيون.
يمكن تركيب هذه الدعامات على معظم أنواع إطارات نظارات العيون، لكن يظل الإطار المعدني أفضلها.
قد ينصح الطبيب بإجراء عملية لإصلاح ارتخاء الجفن إذا حجب الجفن الرؤية.
علاج ارتخاء جفن العين جراحياً
يُطلق عليها أيضًا جراحة رأب الجفن، ويُجري الطبيب هذه الجراحة لشد العضلة الرافعة لجفن العين.
تعد هذه العملية ضرورية للأطفال المصابين بارتخاء الجفون الخلقي، إذ إن تركها قد يؤدي إلى إصابة الطفل بكسل العين.
أضرار عملية ارتخاء جفن العين
ربما تحدث بعض المضاعفات بعد إجراء هذه الجراحة منها:
- جفاف العين.
- خدوش القرنية.
- تجمع دموي أو ورم.
- شد الجفن أكثر من اللازم أو أقل.
أحيانًا يلجأ الطبيب إلى خيار آخر لرفع جفن العين المتدلي، إذ يستخدم عضلات الجبهة كحمَّالة لرفع الجفن.
أسباب ارتخاء جفن العين
ما زال السبب غير معلوم حتى الآن، ويظن العلماء أن السبب قد يكون وراثيًا كما هو الحال في الارتخاء الخلقي.
هل ارتخاء الجفن خطير؟
قد يكون ارتخاء جفن العَين مؤقتًا أو مكتسبًا لوجود مرض آخر مسبب له، مثل:
- أورام جفن العين، أو تكوّن حويصلات كيسية فيه.
- متلازمة هورنر.
- بعض المشكلات العضلية.
- تلف الأعصاب المتصلة بعضلة جفن العين.
- أنواع من المشكلات العصبية.
- إصابات العيون.
نشرت ورقة بحثية في عام 2016؛ كشفت عن وجود علاقة وثيقة بين تدلي الجفن وحقن البوتوكس، لذا يجب على طبيب التجميل أخذ الحيطة في أثناء حقن البوتوكس في المنطقة أسفل الحاجب.
كما توجد عوامل خطر قد تزيد احتمالية الإصابة بتدلي الجفن، مثل:
- السن.
- استخدام العدسات اللاصقة.
- جراحات العيون مثل الليزك.
بينما سجلت دراسة أمريكية في عام 2015 عدم وجود علاقة بين ارتخاء جفن العَين وعادات الفرد غير الصحية مثل: التدخين وزيادة الوزن.
أنواع ارتخاء جفن العين
يوجد نوعان أساسيان من ارتخاء الجفون، أحدهما خلقي والآخر مكتسب، وسنذكرهما فيما يلي تفصيلًا.
ارتخاء جفن العين الخلقي
نوع يولد به الرضيع أو ربما يبدأ ظهوره في العام الأول من عمره.
يرجع سبب حدوثه إلى خلل في نمو عضلة معينة في الجفن العلوي -في أثناء تكون الجنين في رحم أمه- تسمى العضلة الرافعة.
غير معروف حتى الآن سبب حدوث هذا الخلل في العضلة الرافعة قبل الولادة، لكن تشير بعض الدراسات إلى كونه وراثيًا.
يصاب حوالي 70% من حالات ارتخاء الجفون الخلقية في عين واحدة.
ارتخاء جفن العين المكتسب
يعرف بهذا الاسم حين يبدأ في الظهور في مراحل مختلفة من العمر، وينقسم إلى 5 أنواع هي:
ارتخاء جفن العين الصفاقي
أكثر أنواع الارتخاء المكتسب شيوعًا، إذ يتزايد تمدد العضلة الرافعة في الجفن مع التقدم في العمر.
توجد عدة عوامل تحدث للفرد على مدار العمر، ومن شأنها زيادة فرصة حدوث الارتخاء الصفاقي، من بينها ما يلي:
- كثرة فرك العينين.
- الإصابة بالحساسية المتكررة.
- التهابات العدسات اللاصقة.
- حقن البوتوكس.
ارتخاء جفن العين الرضحي
يظهر عند حدوث إصابات أو جروح في الجفن العلوي، ويعتمد اختيار الطبيب للعلاج على نوع الإصابة، وغالبًا ما يختار الطبيب العلاج الجراحي.
ارتخاء جفن العين الميكانيكي
ينتج من وجود كتلة أو ورم على الجفن العلوي، يجعله أثقل ويسبب تمدد العضلة الرافعة.
ارتخاء جفن العين العضلي
له علاقة ببعض الأمراض العضلية مثل: الضمور العضلي، وعادةً ما يصيب عضلات أخرى في الجسم بالارتخاء والوهن.
يختار الطبيب في تلك الحالة الخيار الدوائي، لعلاج المرض العضلي المسبب لهذا الارتخاء.
ارتخاء جفن العين العصبي
يحدث نتيجة تلف الأعصاب المسؤولة عن التحكم في جفن العين، أو حدوث خلل في وظيفتها.
يظهر عادةً مع بعض الاختلالات العصبية مثل: متلازمة هورنر، والوهن العضلي الوبيل، وشلل العصب الثالث.
تشخيص ارتخاء جفن العين
سيجري الطبيب فحصًا سريريًا على العين، ويسأل عن التاريخ المرضي ومعدل تكرار حدوث الارتخاء ومدته.
ثم يبدأ الفحص بالأجهزة، ومن بين تلك الفحوصات:
اختبار المصباح الشقِّي (Silt Lamp Exam)
يساعد الطبيب على إلقاء نظرة فاحصة على العين باستخدام ضوء عالي الكثافة.
قد يشعر المريض بعدم الراحة بعد ما يضيف الطبيب قطرات في العين تسبب اتساعًا في حدقة العين.
اختبار تانسيلون (Tansilon Exam)
يحقن الطبيب في الوريد دواءً يسمى تانسيلون، ثم يطلب من المريض عمل بعض الحركات مثل: الجلوس والوقوف عدة مرات أو وضع إحدى الرجلَين فوق الأخرى.
يستخدَم هذا الدواء في تحسين القوة العضلية، لتأكيد الإصابة بمرض الوهن العضلي الوبيل أو نفيها.
الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia Gravis) مرض عضلي عصبي يسبب ضعف في العضلات الهيكلية في الجسم، ويعد تدلّي جفن العين أحد المؤشرات للإصابة به.
كيفية الوقاية من ارتخاء جفن العين؟
لا يمكن منع ارتخاء جفن العَين، لكن متابعة الأعراض بمجرد ظهورها يساعد إلى حدٍ بعيد على تأخير تدهور الحالة.
كذلك البعد عن ارتداء العدسات اللاصقة وتجنب دعك العين المفرط يقلل فرصة حدوث الارتخاء المكتسب.
ختامًا، أوجه حديثي إلى آبائنا كبار السن بيننا، أعلم أنه لا يُمثل ارتخاء جفن العين خطورة على حياتكم أو صحتكم، لذا تتجاهلونه وقد تألفون وجوهكم به.
لكن إذا كان العلاج الجراحي هو السبيل الوحيد للتخلص منه فلم لا؟!
فلا تنسَوا أنكم نسيم حياتنا الآمن وما زلتم تستحقون أن تعيشوا الحياة بجودةٍ أفضل.
دمتم أصحاء أينما كنتم..
