خلال تجربتي مع ارتجاع المريء وضيق التنفس كنت أشعر أن الطعام عالقٌ في حلقي كأني أختنق وحلقي ضيق لا أستطيع البلع.
سنتعرف اليوم إلى تجربتي مع علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس والأعراض المصاحبة له وأسبابه ومضاعفاته.
تجربتي مع أعراض ارتجاع المريء وضيق التنفس
تتجلى الأعراض تبعًا لمدى وصول الحمض عبر المريء إلى الحلق ومن أبرز تلك الأعراض:
- الحموضة المعوية وحرقة المعدة (إحساس بالحرقان في منتصف الصدر) والتجشؤ، عند وصول حمض المعدة إلى المريء، يصاحبه شعور بالثقل والامتلاء في المعدة أو الصدر.
- التهاب الحلق المزمن مسببًا ألمًا عند البلع وبحةً في الصوت، إذا امتد الحمض ليصل إلى أعلى الحلق.
- مرارة في الفم أو الشعور بطعم حامض إذا دخل الحمض فمَك.
- تآكل مينا الأسنان والتهاب اللثة، بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة.
- غثيان وألم في الصدر.
- مشكلات التنفس مثل السعال المزمن أو الربو.
هل ارتجاع المريء خطير؟
إذا لم يُعالج بمرور الوقت قد يسبب عدة مضاعفات، أهمها:
عسر البلع (Dysphagia)
نتيجة تكون ندب داخل المريء مسببةً ضيق المريء.
التهاب المريء (Esophagitis)
تهيج في بطانة المريء بسبب حمض المعدة.
مريء باريت (Barrett’s esophagus)
تغيرات في خلايا المريء قد تكون سرطانية، تتغير الأنسجة الطبيعية المبطنة للمريء إلى الأنسجة التي تشبه بطانة الأمعاء.
سرطان المريء (Esophageal cancer)
بسبب التعرض لحمض المعدة مدة طويلة قد تصل إلى سنوات.
الربو والسعال المزمن
تحدث نتيجة استنشاق حمض المعدة ووصوله إلى الرئة.
هل ارتجاع المريء يسبب وسواس الموت؟
ربما يسبب وسواس الموت وأوهام وتطلق عليها أعراض ارتجاع المريء النفسية.
أدوية علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس
توجد عدة خيارات للعلاج والوقاية من أعراضه، ومن أبرزها:
مضادات الحموضة (Antacids)
لا تحتاج وصفة طبية غالبًا، تعمل على تقليل أو منع إفراز حمض المعدة، لكن من يعانون حالات طبية معينة مثل قصور القلب أو الفشل الكلوي لا بُد من استشارة الطبيب.
حاصرات مستقبلات H2
تقلل إفراز حمض المعدة، وتتيح وقت للأنسجة التالفة للشفاء عن طريق انتقال مكونات الدواء النشطة إلى مستقبلات معينة على سطح خلايا المعدة التي تفرز الأحماض.
تؤثر في التفاعلات الكيميائية في هذه الخلايا، وتقلل مستويات مادة الهستامين الكيميائية، لذا تقلل كمية الحمض المنتج بنسبة 70% لمدة 24 ساعة.
مثبطات مضخة البروتون (proton pump inhibitors)
تمنع المعدة من إنتاج كثير من الأحماض من خلال منع إنزيم ضروري لإنتاج حمض المعدة، لذا لها نفس دور حاصرات مستقبلات H2 لكن التأثير يدوم فترة أطول تتراوح من 4 إلى 12 أسبوعًا.
الجراحة
يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار كحل نهائي عندما تكون باقي الحلول غير مجدية أو عندما تظهر مضاعفات ارتجاع المريء.
أدوية علاج ارتجاع المريء للحامل
إذا كنت تعانين ارتجاع المريء وضيق التنفس قبل الحمل قد تزداد الأعراض سوءًا، بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل التي تسبب ارتخاء عضلات المريء.
يزيد الضغط على المعدة مع زيادة حجم الجنين، مما يزيد فرص رجوع الطعام أو حمض المعدة للمريء مرة أخرى.
لكن يمكنك التقليل من تأثير هذا العرض غير المرغوب بطرق آمنة لكِ ولطفلك من خلال:
تغيير عادات نمط الحياة وإليك بعض النصائح قد تكون مفيدة، مثل:
- تناول وجبات صغيرة الحجم متكررة على مدار اليوم.
- تجنب الأكل مباشرةً قبل النوم.
- تناول الطعام ببطء والمضغ جيدًا.
- الاستلقاء في وضع قائم لمدة 3 ساعات بعد الوجبة.
- تجنب الأطعمة المذكورة سابقًا لأنها تزيد حدة الأعراض، وتعرفي على أهم الأكلات الممنوعة للحامل في الشهور الأولى والشهور الأخيرة في الحمل.
- ارتداء الملابس الفضفاضة.
- مراقبة الوزن لتكون الزيادة زيادة صحية.
- مضغ قطعة علكة خالية من السكر؛ يزيد اللعاب ليعادل أي حمض يرتد إلى المريء.
- شرب اللبن أو تناول الزبادي قد يخفف حدة الأعراض.
بعض الأدوية الآمنة في أثناء الحمل وبعض الأدوية التي يجب تجنبها:
الأدوية الآمنة في أثناء الحمل:
- مضادات الحموضة (Antacids) المصنوعة من كربونات الكالسيوم مثل (TUMS).
- حاصرات H2
مثل سيميتيدين (Cimetidine) و فاموتيدين (Famotidine).
- مثبطات مضخة البروتون
مثل أوميبرازول (Omeprazole) أو لنزوفيوتال (Lansoprazole).
الأدوية التي يجب تجنبها:
- مضادات الحموضة المصنوعة من كربونات المغنيسيوم (تحتوي على ثلاثي سيليكات المغنيسيوم)
يجب تجنبها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ قد تتداخل مع تقلصات المخاض.
- مضادات الحموضة التي تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم (بيكربونات الصوديوم)
تسبب تراكم السوائل في الأنسجة.
- مضادات الحموضة التي تحتوي على الألومنيوم
قد تسبب الإمساك.
- الأسبرين
يفضل عدم تناول الأسبرين أو الأدوية التي تحتوي عليها إلا بعد استشارة الطبيب.
ما الأكل الممنوع لمرضى ارتجاع المرئ؟
- الأطعمة الحارة: تتفاوت الدراسات بشأن تأثير الأطعمة الغنية بالتوابل على زيادة أعراض ارتجاع المريء وضيق التنفس، البعض يؤكد تأثيرها الضار عند التعرض العرضِي لها، والبعض الآخر ينفي هذا التأثير إلا عند التعرض المنتظم لها.
- الأطعمة الدهنية والمقليات: تعوق الهضم في المعدة مسببةً تأخر إفراغ المعدة، وكذلك تقلل الضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلى، لذا تزيد خطر الإصابة بارتجاع المريء وضيق التنفس.
- الفواكه والخضراوات: بعض أنواع الفواكه والخضراوات قد تزيد أعراض ارتجاع المريء وضيق التنفس سوءًا مثل: الفواكه الحمضية (الجريب فروت والليمون والبرتقال) والخضراوات مثل الثوم والبصل والطماطم.
- المشروبات: بعض أنواع المشروبات تعزز أعراض ارتجاع المريء وضيق التنفس مثل الكحول والمشروبات الغازية وعصائر الفواكه الحمضية والقهوة والشاي.
- أنواع أطعمة أخرى وبعض الأدوية: تسبب ضعف أداء العضلة العاصرة المريئية السفلى مسببةً زيادة أعراض ارتجاع المريء وضيق التنفس مثل الشيكولاتة والنعناع، ومكملات الحديد وحاصرات ألفا وحاصرات قنوات الكالسيوم.
ما الفرق بين ارتجاع المريء وضيق التنفس (GERD) وحرقة المعدة (Heartburn) وارتجاع الحمض (Acid reflux)؟
يسبب ارتجاع حمض المعدة غير المتكرر عَرَض حرقة المعدة، لكن إذا تكرر هذا العرض أكثر من مرتين في الأسبوع قد تكون مصابًا بارتجاع المريء وضيق التنفس.
لذا يمكن القول أن ارتجاع المريء وضيق التنفس هو نوع مزمن من الارتجاع الحمضي، بينما حرقة المعدة هي أحد أعراض ارتجاع الحمض وارتجاع المريء.
أسباب ارتجاع المريء وضيق التنفس
المريء أنبوب عضلي يصل الحلق بالمعدة، يبطنه غشاء مخاطي (نسيج وردي اللون) من الداخل.
يفصل المريء عن الحلق عضلة عاصرة علوية (Upper esophageal sphincter)تتكون من مجموعة من العضلات الخاضعة للتحكم الواعي، وتُستخدم عند الأكل والتنفس والقيء، وتمنع نزول الطعام أو الإفرازات إلى القصبة الهوائية.
يفصل المريء عن المعدة عضلة عاصرة سفلية (Lower esophageal sphincter) تتكون كذلك من مجموعة من العضلات لكنها لا تخضع للتحكم الإرادي، تفتح للسماح بدخول الطعام إلى معدتك ثم تغلق لتمنع عودة الطعام أو الحمض المعدي من المعدة إلى المريء.
عند حدوث خلل في تلك العضلة يعود الحمض المعدي إلى المريء مسببًا ما يسمى الارتجاع المعِدي المريئي (Gastroesophageal reflux disease ).
ارتجاع المريء وضيق التنفس يمكن أن يحدثا مرتين أو أكثر خلال الأسبوع الواحد، وتوجد عدة عوامل تجعلك أكثر عرضة للإصابة، وهي:
- فتق الحجاب الحاجز (Hiatal hernia)
وجود فتق في الحجاب الحاجز (عضلة تفصل البطن عن الصدر) يسبب حركة الجزء العلوي من المعدة إلى أعلى الصدر، ومن ثمّ تضعُف العضلة العاصرة السفلية.
- زيادة الوزن والسمنة بسبب زيادة الضغط على البطن.
- الحمل: تعد الحموضة في الحمل عرضًا شائعًا.
- الكحول.
- التدخين.
- الإمساك المزمن.
- الأطعمة الحارة والدهنية.
- تناول وجبات كبيرة والنوم بعد تناول الطعام مباشرةً.
- استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين، ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية الربو.
تشخيص ارتجاع المريء وضيق التنفس
إذا كنت تعاني الأعراض السابقة رجاءً لا تشخص مرضك بنفسك أو تتناول بعض الأدوية دون استشارة طبيب، وهنا يتبع الطبيب عدة خطوات:
- الفحص البدني
يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي ووقت ظهور الأعراض بالإضافة للأطعمة التي تتناولها يوميًا.
- اختبار مسبار الحمض المتنقل (Ambulatory acid probe test)
يقيس هذا الاختبار كمية الحمض في المعدة خلال 24 ساعة من خلال قسطرة يتصل بنهايتها مسبار يدخل عبر الأنف وصولًا إلى المريء.
- التنظير الداخلي (Endoscopy)
يمرر الطبيب أنبوبًا طويلًا مرنًا يتصل بكاميرا صغيرة عبر المريء، للبحث عن أي تلف ألمّ ببطانة المريء، وقد يُستخدم لأخذ عينة من الأنسجة لفحصها.
- الأشعة السينية (X-rays)
يبتلع المريض سائلًا يسمى الباريوم يغطي الجزء الداخلي من الحلق والمريء والمعدة والجزء العلوي من الأمعاء، متيحًا للطبيب سهولة رؤية أي مشكلات داخلية في الأعضاء.
- اختبار حركية المريء (Esophageal manometry)
قياس ضغط المريء، إذ تُقاس قوة عضلات المريء من خلال أنبوبة مرنة تمر عبر المريء، تقيس تقلصات العضلات المنتظمة في المريء عند البلع.
- مراقبة درجة الحموضة في المريء (Esophageal pH monitoring)
يستخدم جهاز لمعرفة كمية دخول حمض المعدة إلى المريء.
في النهاية عزيزي القارئ نكون قد تحدثنا عن تجربتي مع ارتجاع المريء وضيق التنفس، كذلك تناولنا أبرز الأعراض وكيفية العلاج.
خذ بالأسباب واتبع نمط حياة صحي وتجنب التدخين والكحوليات، ولن تجد الأمراض طريقًا إليك.
