تجربتي مع الرحم المقلوب والحمل بتوأم | هل يستحق القلق؟
هل توجد علاقة بين الرحم المقلوب والحمل والجماع؟ وهل يؤثر الرحم المقلوب على الخصوبة أو الحمل؟ وما الرحم المقلوب وما أعراضه؟ وما أضراره؟
سنجيب عن الأسئلة التي تتردد في أذهان النساء بشأن الرحم المقلوب والحمل.
تجربتي مع الرحم المقلوب والحمل بتوأم
بعد حملي بتوأم أخبرني الطبيب أن رحمي مقلوب وكنت اتابع حملي بالسونار المهبلي لصعوبة سماع دقات قلب الجنين بالسونار البطني ووضعت أطفالي بصحة جيدة.
الفرق الذي قد تشعر به السيدة الحامل أثناء الحمل مع الرحم المقلوب أو المائل، ما يلي:
- زيادة الضغط على المثانة في الشهور الأولى وكثرة التبول.
- صعوبة الكشف عن الحمل بالسونار العادى والحاجة إلى استخدام السونار المهبلي.
- ألم أسفل الظهر في أثناء الحمل.
تختفي هذه الأعراض تدريجيًا عندما تمر الشهور الثلاث الأولى؛ نظرًا لأن زيادة حجم الرحم مع مرور أشهر الحمل تُعدل وضعه المائل، وبذلك يستمر الحمل طبيعيًا.
هل يؤثر الرحم المقلوب يمنع الحمل؟
لم تثبت الدراسات أنه يعيق الحمل. وينبغي استشارة الطبيب لتحديد سبب تأخر الحمل.
لا يؤثر الرحم المقلوب في حياة النساء الطبيعية أو الحمل على الإطلاق، حتى أنهم لم يعانوا أعراض مع وجود الرحم المقلوب والحمل بتوأم.
الرحم المقلوب والحمل بولد
لا توجد علاقة مباشرة تمنع السيدات ذوات الرحم المقلوب من الحمل بولد، إلا إذا أصيبت بأحد الأمراض الأخرى وكان الرحم المقلوب من أعراضها، فيجب علاج المرض أولًا.
متى يظهر الحمل في الرحم المقلوب؟
من الأسئلة الشائعة التي تتكرر على أذهان الأطباء، والإجابة ببساطة هي أنه يظهر مثل أي حمل طبيعي.
هل الرحم المقلوب يظهر بالسونار؟
يمكن متابعة الرحم المقلوب والحمل بالسونار، ولكن في بعض الحالات يصعب مراقبة الحمل بالسونار البطني، إذ يلجأ الطبيب إلى السونار المهبلي لبيان صورة واضحة للرحم.
الرحم المقلوب والجماع
لا يؤثر الرحم المقلوب غالبًا في الجماع، ولكن قد يختلف الإحساس من سيدة لأخرى فيما يخص الألم أو الاستمتاع.
قد تؤلم بعض الأوضاع أو تشعِر بعدم الراحة، إذ يؤثر مكان الرحم الخلفي وقربه من المبيضين في إحساسك بالألم؛ لأن القضيب قد يحتك بجدار الرحم ويدفع الرحم في إتجاه المبيضين.
لذا إذا كانت العلاقة الحميمية غير مريحة، فعليكِ التحدث إلى شريكك واختيار أوضاع مريحة أكثر لبناء علاقة جنسية سليمة.
أضرار الرحم المقلوب في الحمل
يميل الرحم إلى الخلف في بعض الحالات النادرة نتيجة لوجود التصاقات بالحوض؛ مما يمنع تمدده الطبيعي مع استمرار الحمل ويحدث الإجهاض.
ولذلك يجب استشارة طبيبك في حال ظهور أي من الأعراض الأتية:
- ندرة التبول في أثناء الشهور الأولى وصعوبته.
- استمرار الألم أسفل الظهر طوال اليوم.
- تبول في أثناء النوم.
- الإمساك.
شكل الرحم المقلوب
يُعد من حالات الرحم المائل، إذ يميل عنق الرحم للخلف اتجاه المستقيم وليس للأمام في اتجاه البطن كما هو شائع. ولا يتعامد المهبل بزاوية قائمة مع الحوض في هذه الحالة؛ إذ سيكون مائلًا تبعًا لميل الرحم.
كيف اعرف أن عندي انقلاب في الرحم؟
لا تحدث بالضرورة أعراض للرحم المقلوب فهناك سيدات لا تشعر بأي أعراض سابقة وتكتشف ذلك بالصدفة، لكن قد تعاني بعض السيدات تلك الأعراض المزعجة، مثل:
- تقلصات شديدة مؤلمة مع الدورة الشهرية.
- صعوبة استخدام السدادات القطنية للمهبل.
- انتفاخ أسفل البطن.
- ألم أسفل الظهر والمهبل، خاصةً في أثناء الجِماع.
علاج الرحم المقلوب
غالبًا لا يحتاج الرحم المقلوب إلى علاج على الإطلاق نظرًا لعدم وجود مشكلة أو أعراض من الأساس، ولكن قد تتطلب الحالة تدخلًا في ظروف معينة، مثل:
- وجود تليفات في بطانة الرحم تستدعي إزالتها جراحيًا.
- وجود التهابات شديدة مثل التهاب الحوض المزمن الذي يستدعي علاجًا بالمضادات الحيوية.
وقد يرشِح الطبيب تعديل وضع الرحم بطرق طبيعية، مثل:
- تعديل الرحم المقلوب باليد في أثناء الفحص.
- استخدام أداة مطاطية وتمريرها داخل الرحم؛ فترفعه لوضعه الطبيعي سواء مدة مؤقتة أو دائمًا، لكن رُصدت حالات التهاب شديدة مصاحبة لهذه العملية، لذلك يفضَل تجنبها.
- تستجيب بعض الحالات لتعديل الرحم، من خلال ممارسة بعض التمارين الرياضية بعد تعديل وضع الرحم باليد.
تشترك الطرق الطبيعية السابقة في سهولة إجرائها وأيضًا احتمالية عودة الرحم لوضعه المائل، لذلك في حالة عدم وجود مشكلات طبية مصاحبة للرحم المائل قد يميل الطبيب لتخطي هذه الطرق.
- يمكن تعديل وضع الرحم جراحيًا، ووضعه في مكانه مائلًا للأمام على المثانة، وإزالة أي التصاقات تبعًا للحالة الصحية والمرضية للمريضة.
- تساعد إزالة التصاقات الرحم في تعديل وضعيته، إذ يستخدم الطبيب قسطرة بولية لإفراغ المثانة تمامًا ثم يجرِي تمارين اهتزاز الحوض (Pelvic rocking).
أسباب الرحم المقلوب
تولد حوالي 20 إلى 25% من الإناث برحم خلفي طبيعي وهذا يرجع إلى العوامل الوراثية.
تؤدي بعض الحالات المرضية إلى انقلاب الرحم للخلف، وقد تسبب تأخر الحمل أو حدوث مشكلات متعلقة بالخصوبة نتيجة لهذه الإصابة، مثل:
1. بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)
تحدث نتيجة النمو غير الطبيعي في خلايا بطانة الرحم مما يجعلها تهاجر إلى أجزاء خارج الرحم، مثل المبيضين أو المهبل.
تؤثر بطانة الرحم المهاجرة في شكل الرحم وتسبب ميله للخلف، وغالبًأ تعالَج باستخدام الهرمونات.
2. تليف خلايا الرحم (Uterine Fibrosis)
تعد من مضاعفات الالتهابات الشديدة للرحم أو الإصابات ويمكن أن تحدث تليفات بالرحم، مما يفقده الهيكل الطبيعي، وقد تسبب ميله إلى الخلف.
3. التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease)
يوصف بأنه التهاب في الجهاز التناسلي الأنثوي بأكمله، ويؤثر في خلايا الرحم مما قد يدفعه للانقلاب للخلف.
4. أورام حميدة (Fibroids)
تنمو كتل صغيرة من الأورام الحميدة في الرحم، ويمكنها أن تتسبب في ميل الرحم للخلف.
5. الحمل المتكرر
يزداد حجم الرحم ويتمدد أكثر من مرة وتحمله أربطة الحوض في أثناء ذلك، وقد تتراخى هذه الأربطة نتيجة لذلك ويستقر الرحم في غير موضعه أو بوضع مائل للخلف.
ختامًا، تشعر السيدة عند علمها بحالة الرحم المقلوب بالقلق، مما يزيد توترها وتوتر المحيطين بها أيضًا. أحب أن أطمئنكِ عزيزتي أن الرحم المقلوب ليس بعيب أو مشكلة ضخمة في أغلب الحالات، حتى الحالات التى تتطلب العلاج.
ليس بالضرورة أن تُشابه تجربتي مع الرحم المقلوب والحمل تجربتك على الإطلاق؛ إذ يتحكم في ذلك طبيعة الرحم ومدى ميله وأيضًا الاختلافات الشخصية في تقدير الألم والصعوبات، فما يبدو لي ألمًا شديدًا قد تتحمله بعض النساء ببساطة والعكس.