هل الديدان الدبوسية عند الأطفال خطيرة؟ | أهم الحقائق عنها
الديدان الدبوسية عند الأطفال..
جرى حديث بعيادة الأطفال الخارجية، بين الطبيبة والأم حول معاناة الأخيرة مع طفلتها.
الطبيبة: ما مشكلة الطفلة؟
الأم: تعاني طفلتي هرشًا بمنطقة الشرج -خاصة بالليل- وبعد التغوط وجدت بعض الديدان الصغيرة البيضاء في البراز، وأشك باحتمالية إصابتها بعدوى الديدان الدبوسية عند الأطفال.
الطبيبة: هل لاحظتي أية علامات أخرى؟
الأم: نعم، فقد بدا عليها فقدان الوزن، والاستيقاظ المتكرر بالليل مع نومها الكثير بالنهار، وللأسف بدأ تحصيلها الدراسي في التدهور.
استمعت الطبيبة لشكوى الأم وطلبت اختبار الفحص المجهري، ثم أخبرتها بإصابة الطفلة بعدوى الديدان الدبوسية عند الأطفال.
عزيزي القارئ، سنكتشف معًا في هذا المقال أهم الحقائق حول عدوى الديدان الدبوسية، وكيفية وقاية أطفالنا منها.
أعراض الإصابة بالديدان الدبوسية عند الأطفال
قد لا تظهر أي أعراض في ثلث الحالات المصابة، لكن قد تظهر على الأطفال المصابين بعدوى شديدة.
قد تتضمن الأعراض واحدًا أو أكثر كالآتي:
أعراض نتيجة وضع البويضات
- حكة متكررة وقوية في منطقة الشرج خاصةً ليلًا.
- ألم أو طفح جلدي حول فتحة الشرج نتيجة الحكة.
- الأرق والنوم المضطرب بسبب الحكة الشرجية وعدم الراحة.
- التأخر الدراسي أو تغير الحالة المزاجية نتيجة اضطراب النوم.
- سلس البول وفقدان الشهية وآلام البطن.
أعرَاض نتيجة هجرة الديدان الإناث
- حكة الفرْج، والتهابات الجهاز البولي.
- قد يُلاحظ الديدان البيضاء من فتحة المهبل.
- قد تكون الديدان البالغة الميتة الموجودة خارج الرحم مسؤولة أيضًا عن تكوين الأورام الحبيبية والخراجات.
أعراض غير مشهورة رُصدت رصدها
- التهاب الزائدة الدودية (قد تصل إلى 2.39٪ من الحالات).
- الانسداد المعوي والتهاب الأمعاء والقولون الذي يحاكي داء كرون (Crohn’s disease)
هل الديدان الدبوسية خطيرة؟
ربما لا تُصاحِب الإصابة مضاعفات خطيرة.
ربما تحدث مضاعفات مثل التهاب مجرى البول أو التهاب المهبل أو بطانة الرحم لدى الإناث، لكن تظل تلك المضاعفات نادرة الحدوث.
هل الديدان الدبوسية تسبب الضعف؟
يمكن أن يسبب وجود عدد كبير من الديدان ألمًا بالبطن، وقد يسبب فقدان الوزن ونقص التغذية.
علاج الديدان الدبوسية عند الأطفال
سيصف لك الطبيب أدوية مضادات الطفيليات مثل ألبيندازول (Albendazole) أو ميبيندازول (Mebendazole) أو بيرانتيل باموات (Pyrantel pamoate).
كم يستغرق علاج الديدان الدبوسية؟
عادة ما تؤخذ هذه الأدوية بالفم مرة واحدة لعلاج العدوى، ثم تكرر الجرعة بعد أسبوعين.
يوصف (بيرانتيل باموات) للحامل؛ إذ يعد آمنًا في أثناء الحمل مقارنًة بالأدوية الأخرى، ورغم ذلك يفضل استشارة الطبيب.
يجب علاج جميع أفراد أسرة الطفل المصاب، عند إصابة عدد كبير من الأطفال في الفصل، يجب معالجة الجميع مرتين كل أسبوعين.
تعليمات النظافة للحد من انتشار العدوى
لا تُجدي الأدوية نفعًا في التخلص من العدوى دون اتباع وسائل النظافة، مثل:
- غسل اليدين جيدًا بالماء الدافئ والصابون خاصةً قبل الأكل.
- الاستحمام وتغيير الملابس الداخلية كل صباح.
- تقليم الأظافر والتوقف عن عادة قضم الأظافر.
- إخبار الطفل المصاب أن يمتنع عن خدش منطقة الشرج.
- غسل جميع الفراش والمناشف والملابس بالماء الساخن.
- تجنب هز الملابس والفراش، لمنع انتشار بيض الدودة الدبوسية في الهواء.
- عدم السماح للأطفال بالاستحمام معًا، فقد يتسبب ذلك في انتشار بيض الدودة الدبوسية في مياه الاستحمام.
- تنظيف أي أسطح قد تكون مصابة، بما في ذلك الألعاب والأرضيات.
أسباب الديدان الدبوسية عند الأطفال
تعد الديدان الدبوسية طفيليات شديدة العدوى التي تنتقل من شخص لآخر.
تحدث العدوى بإحدى الطرق الآتية:
- عندما يحُك الشخص الجلد حول منطقة الشرج، ينتقل بيض الدودة الدبوسية إلى الأصابع.
- تناول الطعام أو الشراب الملوث ببيض الدودة الدبوسية.
- لمس الشخص المصاب الفراش أو الملابس، إذ يمكن أن يعيش بيض الدودة الدبوسية على هذه الأسطح الملوثة مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.
- قد يفقس البيض الموجود على فتحة الشرج وتصيب يرقات الدودة الدبوسية الأمعاء التي أتت منها، تسمي هذه العدوى ب ”العدوى المرجعية“.
- ربما تهاجر الديدان البالغة فتحة الشرج إلى مهبل الفتيات المصابة أو الجهاز البولي مسببة العدوى بهذه الأماكن.
- يمكن أيضًا استنشاق البيض المحمول في الهواء عند هز الفراش أو المناشف أو الملابس الملوثة.
هل تصيب الديدان الدبوسية حيواني الأليف؟
عزيزي القارئ، إن كنت قلقًا حول إصابة حيوانك بالعدوى فالاجابة ”لا“، تعيش الديدان الدبوسية فقط في الإنسان، لذا تسمى ”الدودة الدبوسية البشرية“.
تشخيص عدوى الديدان الدبوسية عند الأطفال
يعتمد تشخيص الاصابة على التشخيص الإكلينيكي والتشخيص المعملي.
التشخيص الإكلينيكي
يعتمد على وجود أعراض وعلامات الاصابة.
- أهم الأعراض والعلامات للتشخيص:
- الحكة الليلية بالشرج.
- التهاب الجلد وتهُيجه حول فتحة الشرج.
- اضطرابات النوم والأرق.
- رؤية الديدان البالغة في براز الطفل المصاب.
التشخيص المعملي
لا يمكن تشخيص العدوى بالفحص المجهري لبراز المصاب، ولكن يمكن تشخيص الاصابة بالدودة الدبوسية بإحدى الخيارات الآتية:
الخيار الأول: البحث عن الديدان البالغة حول الشرج بعد 2 إلى 3 ساعات من نوم الشخص المصاب.
الخيار الثاني (اختبار الشريط اللاصق): لمس الجلد حول الشرج بشريط لاصق شفاف لجمع البويضات المحتمل وجودها حول فتحة الشرج.
يجب إجراء هذا الإختبار في ثلاثة أيام متتالية بعد استيقاظ المصاب بالصباح، وقبل الاغتسال.
الخيار الثالث: الفحص المجهري لعينات من تحت الأظافر، فقد يكون الشخص المصاب خدش منطقة الشرج والتقط بعض بيض الدودة تحت الأظافر، والتي يمكن استخدامها للتشخيص.
كيفية الوقاية من الديدان الدبوسية عند الكبار والأطفال
يمكنك حماية أفراد أسرتك من خلال اتباع إرشادات النظافة العامة المُوصى بها، وتشجيع أفراد الأسرة الآخرين.
يمكنك العمل على الوقاية من عدوى الديدان الدبوسية عند الأطفال من خلال:
- اغسل يديك بالماء الدافئ والصابون، خاصةً بعد استخدام المرحاض.
- حافظ على أظافرك قصيرة ونظيفة.
- تجنب العادات التي يمكن أن تنشر بيض الدودة الدبوسية، مثل قضم الأظافر.
- غِير ملابسك الداخلية يوميًا.
- استخدم الماء الساخن في الغسالة، والهواء الساخن في المجفف عند غسل الفراش والملابس.
- اجعل الغرف مضاءة جيدًا خلال النهار؛ لأن البيض حساس لأشعة الشمس.
من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة؟
تصيب عدوى الدودة الدبوسية الأشخاص من جميع الأعمار والمناطق الجغرافية، إلا أنه هناك من هم أكثر عرضة وهم:
- أطفال الحضانة أو المدرسة الابتدائية.
- أفراد الأسرة أو مقدمي الرعاية للأشخاص المصابين.
- الأفراد ممن يعيشون في مؤسسات أو أماكن إقامة مزدحمة أخرى، مثل السجون.
- الأطفال أو البالغون ممن لا يمارسون غسل اليدين بانتظام قبل تناول الطعام.
سبب التسمية
ترجع تسمية الديدان الدبوسية بهذا الاسم إلى شكل الإناث البالغة التي تملك ذيلًا مميزًا يشبه الدبوس، موجود بالجزء الخلفي من جسم الدودة.
تُعد الديدان الدبوسية -المعروفة باسم (Enterobius vermicularis)- أحد أكثر أنواع عدوى الديدان الخيطية شيوعًا في العالم.
سُميت الدودة قديمًا باسم (Oxyuris vermicularis).
تنتشر الإصابة في كل أنحاء العالم -خاصةً الأماكن المزدحمة- ولا تقتصر على منطقة حيوية معينة.
كما يرجح العلماء إصابة حوالي 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وتنتشر العدوى انتشارًا متكررًا بين الأطفال.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تمثل الإصابة بالديدان الدبوسية عند الأطفال بين 5 و10 سنوات أكثر من 30% من الحالات.
شكل الديدان الدبوسية
تنتمي الديدان الدبوسية إلى فصيلة الديدان الأسطوانية، وتتميز الديدان البالغة بأنها خيطية الشكل، بيضاء اللون.
يتراوح طول الديدان الذكور البالغة من 2 إلى 5 ملم، والإناث من 8 إلى 13 ملم.
يميز الإناث ذيلًا يشبه الدبوس موجود بالجزء الخلفي من جسم الدودة، كما تمتلك البويضات شكلًا مميزًا، يشبه حرف D وجانبين متقابلين أحدهما منحنى والآخر مسطّح.
دورة حياة الديدان الدبوسية
يُعد الإنسان العائل الأساسي لطفيل الدودة الدبوسية، إذ يعيش الطفيل في الأمعاء الدقيقة.
تكون دورة الحياة كالآتي:
- تبدأ دورة الحياة بتزاوج ذكر وأنثى الديدان البالغة.
- تهاجر الإناث الحاملة ليلًا إلى فتحة الشرج، وتبدأ بوضع آلاف البويضات حول فتحة شرج الطفل المصاب.
- يفقس البيض بالقرب من منطقة الشرج، مما يسبب حكة شديدة حول الشرج.
- تتطور اليرقات الموجودة داخل البيض ليصبح البيض مُعديًا في غضون 4 إلى 6 ساعات.
- عند تناول المصاب البيض، تفقس اليرقات بالأمعاء الدقيقة، وتبدأ دورة حياة جديدة.
وختامًا…
عزيزي القارئ، قد يبدو الأمر مخيفًا بعض الشىء، لكن مع تجنب سُبل الإصابة واتباع تعليمات النظافة العامة، يمكنك تجنب إصابة طفلك بعدوى الديدان الدبوسية.