هل السكتة الدماغية تسبب الوفاة؟ | بين النجاة والعجز والموت
تعد السكتة الدماغية حالة طارئة تؤثر في الشرايين داخل الدماغ والشرايين المؤدية له، وتحدث عند انقطاع أو انخفاض إمداد الدم إلى الدماغ؛ مما يقطع الأكسجين والتغذية عنه.
أعراض السكتة الدماغية
تظهر الأعراض عادةً دون مقدمات، وتتضمن الآتي:
- التشوش وصعوبة القدرة على الكلام والفهم.
- الصداع، وربما يكون مصحوبًا بتغيرٍ في الوعي أو القيء.
- الخدر، وعدم القدرة على تحريك أجزاء الوجه أو الذراع أو الساق بجانب واحد من الجسم.
- تأثر الرؤية.
- الشعور بالدوار وصعوبة المشي.
هل السكتة الدماغية تسبب الوفاة؟
طبقًا لمنظمة الصحة العالمية، يصاب 15 مليون شخص سنويًا بالسكتة الدماغية، يموت من بينهم 5 ملايين، بينما يعاني 5 ملايين العجز الدائم
يمكن أيضًا أن تظهر بعض الأعراض بعيدة المدى، مثل:
- مشكلات المثانة أو الأمعاء.
- الاكتئاب.
- الشلل أو ضعف جانب واحد من الجسم أو كلا الجانبين.
- صعوبة السيطرة على العواطف أو التعبير عنها.
إذا ارتبت حدوث الجلطة الدماغية لأحد الأشخاص، يجب اتباع هذه الخطوات:
- اطلب منه الابتسام، ولاحظ إذا تدلى جانب واحد من الفم.
- اطلب منه رفع الذراعين للأعلى، ولاحظ إذا بدأ إحداهما في الانخفاض.
- لاحظ إذا واجه صعوبة في الكلام والقدرة على الفهم.
إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات، اتصل بالطوارئ فورًا.
هل يمكن الشفاء من السكتة الدماغية؟
يختلف علاج السكتة الدماغية بحسب نوعها:
علاج السكتة الدماغية الإقفارية
يبدأ العلاج باستعادة تدفق الدم إلى الدماغ على النحو الآتي:
- حقن منشط البلازمينوجين النسيجي (TPA) وريديًا، لتحليل الجلطة، واستعادة تدفق الدم إلى الدماغ من جديد، ويجب حقنه خلال 4.5 ساعات من بداية الأعراض.
- يتدخل الأطباء أحيانًا داخل الأوعية الدموية مباشرةً، إما بإدخال الأدوية للدماغ عبر القسطرة، أو إزالة الجلطة بواسطة الدعامة المستخرجة للجلطات.
يُفضل الأطباء إجراء توسيع الشريان المتضيق بالترسبات الجيرية؛ منعًا لحدوثها مرة أخرى، ويحدث ذلك كالآتي:
- استئصال بطانة الشريان السباتي (Carotid endarterectomy)، لإزالة الترسبات الجيرية داخل الشريان.
- رأب الأوعية الدموية واستخدام الدعامات، إذ يُدخل الطبيب القسطرة داخل الشرايين السباتية، ثم يستخدم البالون لتوسيع الشريان. تستخدم الدعامة فيما بعد لدعم الشريان بعد توسيعه.
علاج السكتة الدماغية النزفية
يهدف علاج السكتات الدماغية النزفية إلى السيطرة على النزيف للحد من الضغط على الدماغ، ويتضمن الآتي:
1- إجراءات طارئة
- إذا كان المريض يتناول مضادات التخثر، يجب إعطاؤه أدوية لإبطال مفعولها.
- إعطاء أدوية لخفض ضغط الدم، والحد من الضغط على الدماغ، ومنع تشنجات الأوعية الدموية.
2- التدخل الجراحي
يمكن أن يحتاج الطبيب إلى إجراء جراحة إذا كانت مساحة النزف كبيرة، لإزالة الدم والحد من الضغط على الدماغ.
يمكن أيضًا أن تُجرى الجراحة لإصلاح تلف الأوعية الدموية الناتج عن السكتات الدماغية النزفية.
إذا نتجت السكتة عن تمدد الأوعية الدموية، أو التشوه الشرياني الوريدي، أو أي مشكلة بالأوعية الدموية، سيحتاج الطبيب إلى إجراء إحدى التدخلات الآتية:
- القص الجراحي (Surgical Clipping): يضع الجراح مشبك في عنق تمدد الوعاء الدموي لمنع تدفق الدم إليه.
- إصمام الأوعية الدموية (endovascular embolization): يستخدم الجراح القسطرة لإدخال لفائف (Coils) داخل تمدد الوعاء الدموي، لمنع تدفق الدم إليه.
- إزالة التشوه الشرياني الوريدي: إذا أمكن الوصول إليه، لخطورة تمزقه والتسبب في النزيف.
- الجراحة الإشعاعية التجسيمية، لإصلاح تشوهات الأوعية الدموية.
أسباب السكتة الدماغية
تحدث السكتة الدماغية إما بسبب انسداد الشريان، أو نزيف داخله.
يختلف السبب تبعًا للأنواع الآتية:
السكتة الدماغية الإقفارية (Ischemic Stroke)
تحدث نتيجة انسداد شرايين الدماغ أو تضيقها؛ مما يؤثر في تدفق الدم.
يمكن أن يحدث هذا الانسداد بسبب التراكمات الدهنية التي تؤدي إلى تصلب الشرايين، أو بسبب تكوين جلطة دموية داخل الشريان.
يوجد منها نوعين:
1-سكتة دماغية خثارية (Thrombotic Stroke)، وتحدث بسبب انسداد الشرايين داخل الدماغ.
2-سكتة دماغية صمّيّة (Embolic Stroke)، وتحدث بسبب انسداد الشريان المؤدي إلى الدماغ.
السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke)
يمكن أن تحدث بسبب نزيف أو انفجار وعاءٍ دموي بالدماغ؛ نتيجة لبعض العوامل، مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- الحوادث.
- سوء استخدام مضادات التخثر.
- تمدد الأوعية الدموية (Aneurysms).
- ضعف جدار الوعاء الدموي؛ نتيجة الترسبات البروتينية.
- حدوث نزيف نتيجة لسكتة دماغية إقفارية.
- تشوه شرياني وريدي، وهو أقل الأسباب شيوعًا لحدوث نزيف بالمخ.
أعراض السكتة الدماغية الصغرى
تُسمى أيضًا بالسكتة الدماغية العابرة، وتسبب انخفاض مؤقت في تدفق الدم للدماغ.
تكون أعراض السكتة الدماغية الصغرى مؤقتة، ولا تسبب ضرر دائم؛ إذ تستمر مدة لا تتجاوز ٢٤ ساعة.
العوامل التي تزيد فرص الإصابة
توجد بعض العوامل التي تزيد معها فرصة الإصابة، مثل:
1- عوامل متعلقة بنمط الحياة
يمكن التحكم في مثل هذه العوامل، منها:
- قلة النشاط الجسماني.
- الوزن الزائد.
- التدخين.
- شرب الكحوليات.
- تعاطي المخدرات.
2- عوامل صحية
يمكن متابعة الطبيب للحد من تأثير هذه العوامل، ومنها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم.
- داء السكري.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive Sleep Apnea).
- أمراض القلب مثل: فشل القلب واضطراب نظم القلب.
- تاريخ مرضي أو عائلي، أو نوبة قلبية، أو جلطة دماغية عابرة.
- الإصابة بفيروس كورونا (Covid-19).
3- عوامل أخرى
توجد بعض العوامل التي يصعب التحكم بها، مثل:
- العمر: تزيد فرصة الإصابة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.
- العرق: الأمريكيون الأفارقة أكثر عرضة للإصابة.
- الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة، بينما تصاب النساء بعد سن اليأس، ويكونون أكثر عرضة للموت بالسكتات الدماغية من الرجال.
- الخضوع لبعض العلاجات الهرمونية، مثل: تناول حبوب منع الحمل.
التعافي من السكتة الدماغية
يمكن أن يحتاج المتعافين إلى برامج إعادة تأهيل، وتختلف من شخصٍ إلى آخر استنادًا إلى العمر، والصحة العامة، والضرر الناتج عنها.
تبدأ إعادة التأهيل في المستشفى، ويجب على المريض استكمالها بعد الخروج.
يتضمن فريق العلاج التأهيلي اختصاصيين في المجالات الآتية:
- الأمراض العصبية.
- العلاج الطبيعي.
- التغذية.
- إعادة التأهيل.
- العلاج الوظيفي.
- الطب النفسي.
- أمراض النطق واللغة.
الوقاية من السكتة الدماغية
يمكنك تجنب السكتات الدماغية باتباع نظامًا صحيًا، بواسطة الخطوات الآتية:
- ممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن المثالي.
- تناول الفواكه والخضراوات، والحد من تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول الضار.
- إجراء الفحوصات عند الطبيب، لمتابعة حالة القلب، ومستوى ضغط الدم، ومستوى الكوليسترول، ومتابعة مستوى السكر بالدم.
- الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية.
كيف يتم الكشف عن السكتة الدماغية؟
يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص، واستبعاد الحالات التي ربما تسبب هذه الأعراض مثل وجود ورم بالدماغ، أو حدوث آثار جانبية إثر تناول دواءٍ ما.
تتضمن الفحوصات الآتي:
1- الفحص البدني
يجب إجراء الفحص البدني أولًا للتحقق من:
- التوازن.
- ضغط الدم.
- انتظام ضربات القلب.
- وجود خدر بالوجه أو الأطراف.
- تأثر البصر.
- علامات تشوش.
- ضعف العضلات.
2- فحوصات الدم
تستخدم فحوصات الدم للتحقق من سرعة تجلط الدم ومستوى السكر فيه، إلى جانب التحقق من وجود عدوى.
3- فحص الدماغ
لا يغني التشخيص بالفحص البدني وفحوصات الدم عن فحص الدماغ، لتحديد الآتي:
- إذا كان السبب انسدادًا بالشريان أو انفجار وعاء دموي.
- الجزء المتأثر في الدماغ.
- مدى شدتها.
يُجرى فحص الدماغ من خلال:
أ- الأشعة المقطعية (CT Scan)
تستخدم الأشعة المقطعية عدة صور لتتكون بالنهاية صورة ثلاثية الأبعاد. يمكن أن يحقن الطبيب الصبغة وريديًا؛ لتكوين صورة أوضح بالأشعة.
يتبين من الأشعة المقطعية إذا كانت سكتة دماغية إقفارية أو نزفية.
ب- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يستخدم هذا التصوير المجال المغناطيسي لتكوين صورة دقيقة للدماغ، ومثلما الحال مع الأشعة المقطعية، يحقن الطبيب الصبغة وريديًا لصورة أوضح.
يوضح الرنين المغناطيسي مكان الضرر وشدته الذي ألحق بالدماغ، يستخدم أيضًا لفحص الأشخاص الذين أُصيبوا بسكتة دماغية عابرة.
4- فحوصات القلب والأوعية الدموية
تستخدم هذه الفحوصات للتأكد من سببها، منها ما يلي:
أ- الموجات فوق الصوتية على الشريان السباتي (Carotid Ultrasound)
يستخدم هذا الفحص للتحقق من تدفق الدم بالشريان السباتي في الرقبة، والكشف عن وجود ترسبات دهنية به.
ب- تخطيط صدى القلب (Echocardiography)
يوضح هذا الفحص صورًا دقيقة للقلب، للكشف عن سبب حدوث جلطات بالقلب، وانتقالها إلى الدماغ.
في النهاية، يمكنك تجنب أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية قدر المستطاع، بالوعي الجيد بالمرض، واتباع نظام الحياة الصحي؛ فالوقاية خيرٌ من العلاج.