هل شلل النوم قاتل؟ | ضيف الليل الثقيل “الجاثوم”
هل مررت يومًا بما يُسمى شلل النوم؟! هل شعرت أنك مستيقظ ومدرك لكل ما يحدث حولك، لكنك فاقد القدرة على الحركة والكلام؟!
تحاول الصراخ لكن صوتك لا يظهر، تشعر وكأن شبحًا معك في الغرفة، تسمع أصواتًا غريبة كأنك في عالمٍ آخر لا تعرف شيئًا عن قوانينه.
إذن إنه الجاثوم أو ما يُسمى شلل النوم (Sleep Paralysis).
هل شلل النوم مرض نفسي؟
تعد حالة من الأرق واضطراب النوم، يشعر الشخص بالاختناق وكأن شيئًا يضغط على صدره، ويفقد القدرة على الحركة والكلام كما لو أصابه شللًا في أثناء النوم.
تستمر هذه النوبة ما بين بضع ثوانٍ إلى دقيقة أو دقيقتين، بعدها يتمكن الشخص من التحرك والكلام وكأن شيئًا لم يكن.
متى يحدث شلل النوم “الجاثوم”؟
يمكن أن تحدث هذه الظاهرة في ثلاث مواضع، وهم:
- عند الاستيقاظ صباحًا، وهي الأكثر شيوعًا. .
- في بداية النوم .
- في المدة ما بين الاستيقاظ والنوم.
هل شلل النوم قاتل؟
مع أنّ هذه الظاهرة قد تسبب مستويات عالية من القلق والتوتر، لكنها لا تشكل خطرًا على حياة الأشخاص ولا تسبب لهم الوفاة.
يجب عليك زيارة الطبيب في الحالات الآتية:
- تحدث لك هذه الظاهرة باستمرار.
- أصبحت تؤثر بالسلب في حياتك.
- الشعور بالألم الجسدي والنفسي.
يساعدك الطبيب على معرفة إذا كنت تعاني هذا الاضطراب أم اضطراب آخر؟! وذلك بإجراء دراسة نوم تُسمى تخطيط النوم لمعرفة إذا كنت تعاني شلل النوم أم أن هذا أحد أعراض النوم القهري.
يحدث ذلك من خلال رسم موجات المخ، ونبضات القلب ومعدل التنفس خلال النوم.
بالإضافة إلى تسجيل حركة الذراعين والأرجل في أثناء النوم، ويظهر التخطيط الكهربائي للعضلات (EMG) انخفاضًا في مستوى نشاطها الكهربائي خلال نوبات الجاثوم.
هل شلل النوم طبيعي؟
أثبتت الدراسات أن 4 من كل 10 أشخاص قد يصابون بالجاثوم، غالبًا يلاحظ أنها تُصيبهم في مدة المراهقة.
يصاب به الرجال والنساء في أي عمر لكنه يقل مع التقدم في العمر.
في عام 2011، أثبتت الدراسات أن 7.6 في المائة من عامة السكان قد عانوا ولو مرة على الأقل هذه الظاهرة.
أيضًا لوحظ ارتفاع النسبة لدى الطلاب (28.3%) والمرضى النفسيين (31.9%).
بالنظر إلى معدلات الانتشار المرتفعة، نجد أن ظاهرة الجاثوم شائعة نسبيًا في الأشخاص وبالأخص عند الطلاب والمرضى النفسيين، لكنها تختفي تدريجيًا مع التقدم في العمر.
لماذا يحدث شلل النوم؟
يحدث نتيجة اضطرابات النوم في أثناء حركة العين السريعة (مرحلة الأحلام).
لكن توجد بعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة به، منها:
- قلة النوم والتنميل.
- اضطراب القلق والتوتر.
- تعاطي المخدرات والكحول.
- عدم الانتظام بمواعيد نوم محددة.
- الضغوطات النفسية ومشكلات الحياة اليومية.
- اضطراب ثنائي القطب واضطراب ما بعد الصدمة.
- استخدام بعض الأدوية، مثل أدوية فرط الحركة ونقص الانتباه.
إذا كنت تعاني بعض الاضطرابات مثل اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق والتوتر الزائد، عليك الذهاب للطبيب ليصف لك بعض الأدوية التي تساعدك على التخلص منها.
هل يمكن الشفاء من شلل النوم؟
لا يوجد علاج لشلل النوم كظاهرة، لكن يمكننا علاجه بعلاج العوامل المسببة له واتباع عادات النوم الجيدة، منها:
- الحفاظ على أوقات محددة للنوم.
- تقليل الأضواء المستخدمة ليلًا.
- الحفاظ على بيئة نوم مريحة وهادئة.
- التعرض لضوء الشمس صباحًا.
هل شلل النوم له علاقة بالجن؟
اختلفت الثقافات -على مر العصور- في تفسير أسباب شلل النوم، لكنهم اتفقوا على أن شبحًا يتسلل إلى غرفة النوم، وربطوه بأحداث خيالية وشخصيات شريرة ومرعبة:
- نجد في تركيا، فسروا هذه الظاهرة على أنها مخلوقات غامضة تشبه الأرواح وأطلقوا عليها (كاراباسان).
- أما في مصر، اعتقدوا أنها من عمل الجن والشياطين.
- ويعتقد سكان كمبوديا، أنه هجوم روحي يُصيب الشخص.
- وأيضًا في إيطاليا، فسروه على أنه شبحًا يظهر في صورة ساحرةٍ شريرة أو قطةٍ ضخمة مرعبة، وسُمي (باندافيكي).
- أما دول جنوب أفريقيا، فسروا ذلك أنه سحر أسود (سيجاتي ليلو) ويظهر على شكل مخلوقات مرعبة ومخيفة تشبه الأقزام وسُميت (توكولوشي).
- لكن في الدنمارك، فسروا هذه الظاهرة، أنها اضطراب في بعض العوامل الفسيولوجية مثل القلق والتوتر، فكانوا أكثر عقلانية وواقعية.
تشخيص شلل النوم (Sleep Paralysis)
لا تُشخص هذه الظاهرة طبيًّا عادةً، لكن قد تُساعدك الرعاية الطبية في بعض الحالات الآتية:
- قلة النوم والشعور بصعوبة للدخول في النوم.
- تكرار ظاهرة الجاثوم وحدوثها باستمرار.
- الشعور المفاجئ بالنعاس خلال النهار ثم تنام فجأة وهذا ما يسمى بالخدار.
الخدار (Narcolepsy)
اضطراب نادر في الدماغ يجعل الشخص يشعر بالنوم المفاجئ خلال النهار.
أيضًا يفقد القدرة على التحكم في العضلات في أوقات غير متوقعة، وعدم القدرة على الاستيقاظ مدة طويلة.
من الممكن أن يصبح شلل النوم عرضًا من أعراض الخدار(اضطراب النوم القهري)، لكن ليس العكس.
- إذا كنت تعاني هذه الأعراض، عليك زيارة الطبيب، والخضوع لاختبار يسمى اختبار وقت النوم المتعدد (MSLT).
إذ يقيس مدى سرعة نومك خلال النهار ومعرفة إذا كنت تعاني الخدار أم لا.
- في عام 2013 أثبتت إحدى الدراسات أن إحدى طرق التمييز بين هذه الظاهرة والخدار.
أثبتت أن نوبات شلل النوم أكثر شيوعًا عند الاستيقاظ، على عكس الخدار الذي يكون أكثر شيوعًا عند النوم.
نصائح للتخلص من شلل النوم
يمكنك اتباع بعض النصائح للتخلص منه، ومنها:
- محاولة التخلص من الضغط العصبي والنفسي.
- ممارسة الرياضة بانتظام، لكن لا يفضل قبل النوم مباشرةً.
- الامتناع عن تناول الكحوليات، والكافيين مساءً.
- تجنب القيلولة بعد الساعة 3 عصرًا.
- الامتناع عن تناول وجبات ثقيلة ودسمة مساءً.
- ممارسة رياضة مفيدة مثل تمارين اليقظة الذهنية؛ إذ إنها تساعدك على التخلص من التوتر وتمنحك بعض الهدوء، والسكينة وتصفية الذهن.
كيف يحدث الجاثوم؟
يحدث الجاثوم نتيجة استيقاظ الإنسان قبل انتهاء مرحلة الأحلام (REM)، فيصبح الجسد في حالة ارتخاء تام لكنه في كامل وعيه.
لذا لا يستطيع الحركة أو الكلام لكنه مدرك لكل ما يحدث حوله، ويمكن أن يصاب بنوع من الهلاوس البصرية أو السمعية أيضًا مما يزيد شدة الخوف والتوتر.
يتناوب جسم الإنسان في أثناء النوم بين حركتين، هما:
- حركة العين غير السريعة (NREM)
تحدث هذه المرحلة في بداية النوم الطبيعي وتبدأ موجات الدماغ في التباطؤ، ومعظم الوقت الذي يقضيه الشخص في أثناء النوم يكون خلال تلك المرحلة.
- حركة العين السريعة (REM)
يزداد نشاط الدماغ وتفقد عضلات الجسم الإرادية قدرتها على الحركة، كي لا نؤذي أنفسنا في أثناء الأحلام، ما عدا عضلة العين وعضلة الحجاب الحاجز المسؤولة عن التنفس.
يتناوب الجسد في أثناء النوم بين حركة العين السريعة وحركة العين غير السريعة، وقد تستمر الدورة الواحدة بين هاتين الحركتين ما يقرب من 90 دقيقة.
في الختام -عزيزي القارئ- على الرغم من كون شلل النوم ظاهرة مرعبة للغاية، لكنه ليس قاتل ولا يستمر مدة طويلة.
يجب مراجعة الطبيب النفسي للتخلص من أي توتر أو قلق.